عبد الغني لعويسي
الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 00:42
المحور:
الادب والفن
في العاصفة يمشي حاملا أوتاره المقطوعة، يبحث بعيون التيه هائم بلا عنوان يرتعش من شدة البرد، يقف أمام العاصفة بصلابة مقاتل لا حيلة لديه إلا الموت.. كأن الأوتار المقطوعة بداية لحن جديد، أفكار مبعثرة.. شاردة.. تحاول تحسس الأمور من شرفة عقله المسجون بين قضبان كتب وأنغام التهمتها المعرفة وصيرتها خيط من سراب. وفي زحمة الأفكار ينتعل اللسان نعله ويمشي في دروب الفكر الغامض ،ليرسي في مراسيه المسيجية بأصوار" البرتقيز" ،ويركب موجه العصي تاركا خالفه مدافعة عتيقة ينهشها الصدئ، ويختفي في عتمة العيون المنهكة من السهاد ويصارع دموع الندم على لحظة ما.. كانت الفيصل في تغيير خارطة دولته الرحبة الممتدة في الأشياء والملكوت .
لكن مناديل الرقص النازح من الشمال غير لون جلدته وأسال لعابه فصار فتات على مدى الرؤية الخارقة للوجع، الذي يلفنا مثل كفن الموتى، أكيد أن العتق انطلاق لكن.. بأجنحة الأفق يزال لثام الشوق المدفون في ثرى الحرف المجرد من معاني التملق الخاضع لسيطرة القلم المبحر في تجاعيد الفكرة والململم لأشلاء الجملة المتكدسة في ركامنا الأزلي .
تشتد العاصفة وتتغير ملامح الطبيعة والقيثارة المكلومة تطلق العنان لأوتارها النازفة المقيدة بلا قيود تتبعثر الأنامل فتهيم شاردة كأنها عابر يقرع القلوب في زحمة الحياة المنشطرة بألوان حرباء والمجيدة لدور البطولة في قصصنا المنسية فينا.
#عبد_الغني_لعويسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟