أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان














المزيد.....

اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تعي الذات نفسها تكتب موضوعها الخاص لتصنع بعد ذلك تاريخها وتبدأ بالخروج عن عالم الانقياد الأعمى الذي كتبة الظرف التاريخي يوم خالف هذا العالم الموهوم قوانينه .
ليبدأ الفكر يصيغ لغة تعريفة الخاصة بحروف مغايرة عن أحرف لغة نسجت فكرها بجمل جاهزة بطريقة تلقين وكلمات متواترة انتقلت من جيل لآخر .
ويأخذ التاريخ السالف تبعا لتأثير اللحظة الحالية مسارا أخر تتغير معها أماكن صداقاتنا مع شخوص التاريخ وأشباحه المنقوشة في ذاكرة العقل تبعا لهوس الجمع وأهوائه بصفة صداقة أبدية أو عداء لا يقبل لغة التصالح مع الحاضر والمستقبل.
وعلى هذا المسار تأرجح التاريخ كثيرا وكثيرا جلب لنا من سالف الزمن الصالحين من الأصدقاء يشاركوننا غرف الجلوس وأماكن النوم ندعوهم بأسمائهم في ساعة الفزع والعوز نقدم لهم تحيات نفس ملهوفة مصحوبة بالنذور صباح مساء .
و تلقى الطرف الآخر كلمات لعن مسلفنة بجمل جاهزة البناء بدون سابق إنذار أو معرفة قبلية وليس لهؤلاء الأشخاص من ذنب سوى أنهم ُاتُهموا بأنهم سرقوا مال الأمة السالف وامتلكوا بدون وجه حق مكان الأولياء الصالحين بتاريخ متواتر سار من الأجداد للأبناء .
وعلى هذا المسار لعنا مع اللاعنين معاوية ابن أبي سفيان مع أبنائه وأصحابه بدون أن نرى أشكال وجوههم بدون سابق إنذار كما قال لنا من كنا نظنهم أتباع الأولياء الصالحين .
تُعًرف كتب فريق الإسلام الأول معاوية " بأنة صحابي جليل أصبح خال للمؤمنين لم يختلف عن بقية الصحابة وخليفة تام الشرعية بايعته كل الأمة بعدما تنازل له الحسن بن علي بالخلافة وطد دعائم الدولة وقهر أعدائها " في البر والبحر .
استتب في عهدة الأمن في كل أركان الدولة التي وصلت إلى أرقى ازدهارها واستحدثت في عهدة وظيفة لم تعرفها سجلات الدولة ودواوينها إلى اليوم قوامها تخصيص ملاك وظيفة براتب شهري لشخص يرافق الضرير في الأسواق والمناسبات ليقوده في سيرة ويكون عينة التي تبصر وترى .
و يكمل هذا الطرف برواياته بأن هذا الخليفة استمع ببكاء خضب لحيته إلى كلمات ضرار الصدئي وهو يرسم له بدموع جارية صورة لأمير العدالة الخالد وأبو الفقراء والمساكين "علي بن أبي طالب " .

بينما تصبغه كلمات الفريق الثاني بسلبية الكلمة بكل ما تحمل من أدران وقذارة وما تحتوي من لعن اللاعنين ليأخذ طريقة مخلدا مع حجارة سقر المشتعلة على الدوام .
وحجة هذا الفريق إن ابن سفيان اغتصب حقا ليس له وصل فيه الأمر البطر واللعب إلى هدر ميزانية الدولة الإسلامية المتمثلة "ببيت المال" وابتدع هذا "الملعون " 1 .... أشياء لم يأمر بها من جلس عل كرسي الزعامة .
فتقول روايات هؤلاء القوم أنة أمر يوما بوجبة غداء يتكون مزيجها من "مخاخ العصافير" فادى هذا الصنيع إلى إرباك الدولة برجالتها وحرسها للبحث عن تلك العصافير وصيدها لعمل ذلك الطبق الصعب .
ويكمل هذا الطرف إن تذمر المعارضين والرعية منة وصل إلى حد لا يطاق فقطع علية احدهم يوما خطبته من على المنبر صائحا:-
" إنا لا نلومك على ما صرفته من بيت المال بل نلومك على حقنا الذي أخذت و حلت بيننا وبينة ".

بينما تذكر كتب التاريخ المحايدة إن معاوية ابن سفيان واحدا من أبناء اكبر تجار العرب وسادتها ولو قدر للتاريخ إن يقارن ثروة أسرته بقيم اليوم مع تجار الحاضر وملاكيه لفاقت أسهمها على أسهم ملاكي شركات الهاتف النقال أو مايكروسوفت .
وتكمل هذه الكتب " إن جيوش معاوية بن أبي سفيان وصلت إلى أطراف القسطنطينية وجدران أوربا البعيدة ومسكت مياه بحر الروم من الروم أنفسهم ".
ومع كل هذا السرد يبقى تاريخ بني يعرب مشوشا لأنة تاريخ أسرا وفرق متصارعة بعينها كما يقول ناقدوه .
وعلى هذا الأساس تبقى معادلته المنقوصة الإطراف لا تكتمل أبدا فحتى لو كان معاوية عابثا بميزانية بيت المال وأموال الرعية فأن هذا التاريخ يفتقد إلى الصالحين ممن يحفظون مال الفقراء لان معادلة التاريخ السالف لا تستوعب إن هناك أقواما بيض الوجوه يتقرب بأسمائهم إلى الله لا يهمهم صنيع الدنيا يعطون فقط ولا يأخذون لان أرقام الزمن السائر على الدوام تفند هذه النظرية الكاذبة حين فك الحاضر لغز الماضي ونحن نرى اليوم بأم العين سلالة وأتباع هؤلاء البررة من البيض الصائمون العابدون الحامدون السائحون القانتون القائمون للصلاة والمؤتون للزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر وهم يستفردون بلا خجل من التاريخ بميزانية دولة تمتلك نصف احتياطي العالم من الزيوت السوداء وكيف يسرقون بلا حياء ويقطعون أرزاق العباد ويكتنزون من المال في بضع سنين ما لم يكنزه كل أبناء وأعمام معاوية طيلة حكمهم البالغ 92 سنة .
لذلك على دارس التاريخ السالف بحيادية إن لا ينجر بوعي زائف تصبغه الكلمات المعلبة بل علية إن يضع كلماته بوعي وهو يجرد التاريخ من أوهامه وأكاذيبه الملفقة بدل إن يدخل الماضي والحاضر والمستقبل في دوامة احتراب وعداء موهوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- هكذا تقول كتب هؤلاء القوم ومشايخهم وليس الكاتب فاقتضى التنويه .

جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
- النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم ...
- أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
- كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
- لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية ...
- الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
- مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال ...
- رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري
- رفيقنا النمري : ألا يكفيك إننا نكفيك الرفقة
- بعدما رأينا وسمعنا عن لصوص اليوم : رضي الله عن -خير الله طلف ...
- مسعود البرازاني . موشي دايان : صورة المنتصرين واحدة


المزيد.....




- إعلام إيراني: غرق المدمرة سهند -جزئيًا- بعد -اختلال توازنها- ...
- شمال إسرائيل تحول إلى غابة: قطعان ابن آوى بين المنازل وكلاب ...
- الانتخابات الفرنسية ـ نسبة المشاركة الأعلى منذ 1981
- ستارمر:دولة فلسطينية -حق لا يمكن إنكاره- كجزء من عملية السلا ...
- غالانت: صفقة التبادل مع -حماس- لا تلزمنا بتهدئة في الشمال إل ...
- نائب ديمقراطي يحث بايدن على -تسليم الراية- لمن هو أكثر كفاءة ...
- مشاهد للغارات الجوية على مواقع حزب الله في جنوب لبنان
- نتنياهو: وافقنا على اقتراح يسمح بعودة الرهائن دون التنازل عن ...
- إقبال كثيف للناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية
- درجات قياسية جراء -قبة حرارية- على الساحل الغربي للولايات ال ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان