أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الصمد السويلم - عراق دولة الطائفة في انتظار الشمس














المزيد.....

عراق دولة الطائفة في انتظار الشمس


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 15:15
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في العراق السيادة ليست للشعب بل لطائفية قبلية القرون الوسطى فالعراق الان لا يستطيع ان يصل الى مرحلة الراسمالية الحرة والعملية السياسية في نمط الديمقراطية الغربية من تداول للسلطة حقيقي ومن ديمقراطية برلمانية وطنية صائبة لان دولة العراق التقليدية ما كانت ومازالت عاجزة عن انشاء تصنيع حديث متطور ينتج علاقات راسمالية اقتصادية تغير جوهر سياسية السلطة وتنتقل بالدولة المتخلفة من نظام الاقطاع القبلي المتخلف واقتصاد الريع الى دولة مدنية حديثة وذلك لان طبقة الراسالمية الصناعية لم تتشكل بنضج حتى الان ولم تصبح قادرة على إدارة الدولة العراقية الوطنية أي انشاء دولة غير ريعية غير ابوية غير قبلية غير طائفية وباختصار دولة غير متخلفة ومن أسباب عدم نشوء الراسمالية الصناعية الناضجة هو كون راسمال مبعثر بين الأجهزة الحكومية والشركات التجارية الخاصة ذات النمط الاستهلاكي.ولذا فان تحرر الراسمال من الدولة غير تام وتحرر الدولة والأحزاب السياسية من نظام الاقطاع القلبي الطائفي الريعي الابوي لم يتم بعد وما زاد الطين بلة ان هناك قناعة متجذرة راسخة بقوة وعمق من ان بقاء الدولة والأحزاب هو في بقاء العلاقات الاقتصادية والاطر الاجتماعية والرؤى الايدلوجية التقليدية لذا انعدمت إرادة التغيير حتى عندما انهارت الدولة العراقية في احتلال أمريكا للعراق لم يتحقق تحرر دولة المؤسسات من الانتماء الطائفي وذلك لان الطائفة كانت رمزا لتراكم المال التقليدي لدى بعض المتاجرين بالشعارات الطائفية حتى تحولت الدولة الى أداة تراكم مالي طائفي بل لقد تم خلق ارتباط مالي بين بعض رجال الدين السلفيين الأصوليين ممن يتاجرون بالمذهب والطائفة ولديهم فائض نقدي من الحقوق الشرعية وبعض التجار فضلا عن رجال الحكم ابقى نظام الحكم طائفيا واعاق أي ثورة ضد طائفية النظام. وكانت السيادة ليست للشعب بل للطائفة حيث استمدت قوى اللوبي الطائفي تاثيرها السياسي من خلال انشاء قوى اقتصادية وتبعية قبلية ليس لها أي أساس مذهبي أصلا بل قامت على أساس الانتماء العشائري والطائفي أي الانتماء للدم والطائفة. ولا يمكن ان يكون هناك أي تطور حضاري وتنمية حقيقية شاملة واستثمار افضل وامثل للموراد الاقتصادية المتاحة دون الانتقال من اقتصاد الريع الاستهلاكي الزراعي الى الاقتصاد الصناعي الحقيقي عبر خلق مؤسسات تحرر راسمال من التعية القسرية المتخلفة للطائفية القبلية تحدث تحولا في النسيج الاجتماعي يعمل على بقاء عملية سياسية ديمقراطية سلمية تتشكل من خلال دولة المؤسسات ويزداد فها مستو الوعي الانتخابي والانتماء الوطني لممثلي الشعب ويتم فيها القضاء على الإرهاب والفساد الإداري واستغلال السلطة من خلال القضاء على المتاجرة بالقبيلة والطائفة.ان ما يعمل على إعاقة إنجاح المشروع الثوري للتغيير هو وجود قلة من النخبة الواعية في حالة من الضعف والعجز عن التاثير في الفئات الشعبية والعجز عن قيادته واعاقة الهيمنة الرجعية عليها. ان وجود جماعات موالية ومعارضة لانظمة الحكم الشمولية عملت على تكريس التخندق الرجعي عن طريق التحشيد الجماهيري في رفع الشعارات التي تتهم الاخر بالولاء وبالعمالة للخارج والكفر والزندقة والفساد ورفعت شعارات بقداسة وعصمة القادة والحرب الطائفية وهذه الجماعات واللوبي هي نتاج طائفي راسمالي بيرقراطي محلي بدعم امبريالي ورجعي إقليمي لذا لم تكن الليبرالية والديمقراطية حقيقية التبني من قبل تلك القيادات الرجعية لانها كانت ترى بان الانتماء المتخلف لاقتصاد الريع هو ما يمثل مصلحة الراسمالية التجارية المحلية المتخلفة ذات النزعة الاستهلاكية. لذا تخلف العراق ولم تحوله رأسماليته الى النظام الراسمالي الحر وعليه لم تؤمن قط بالحرية ولم تكن تريد من الديمقراطية الا واجهة لصراعات طائفية ذات جذور اقطاعية قبلية ومن هنا نشأت المحاصصة الطائفية في العراق من خلال قيام الكتل السياسية والقبائل وقادة الطوائف بالسيطرة على الناخبين لصالح ممثليها وتحولت مؤسسات الدولة العراقية الى صراعات سياسية طائفية بعيدة عن روح المواطنة. إن مستوى تطور الرأسمالية في العراق لم أي تغيير في عمق البُنى الاجتماعية التقليدية، هذه البُنى اعاقت التحولات الديمقراطية الاقتصادية الثقافية ورفضت حرية الفكر و ومبدأ استقلال السلطات واعاقت تحول التجار الى انشاء طبقة رأسمالية صناعية حرة، ودفع بالمشاعر القومية والاثنية والطائفية الى رفع لواء الانفصال والتجزئة في حربها ضد نظام حكم المركز.وكتل الانقسام الطائفي السياسي تعمل لتكريس التمزق الطائفي وفق أدوات ديمقراطية شكلية حرصا على مصالح قياداتها السياسية والاجتماعية.ان طريق الإصلاح الوحيد والإنقاذ الأخير للعراق يكمن في عمليات تغيير ديمقراطية ثورية اجتماعية ملازم لتحديث صناعي تقوده الطبقة المتوسطة التي يجب ان تعمل على ابعاد أي ولاء الضيق الفئوي من غير الولاء للوطن في أجهزة الدولة وفي بناء مؤسسات حكومة التكنوقراط والأحزاب وفي العملية السياسية الديمقراطيةولايكون ذلك الا بإزالة التقليدية في الولاء والانتماء الطائفي القبلي عند الافراد ومؤسسات الدولة والأحزاب والفئات الشعبية وغير ذلك لن يمنع العراق من الضياع والانهيار .



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صنم لاخر ومن دكتاتور سابق الى دكتاتور لاحق
- تطور استراتيجية الحرب الامريكية على الإرهاب
- التحول نحو الطائفية في العراق
- ما يجب ان يخشى منه النظام نبؤة بالثورة
- طائفي بامتياز
- مسك الختام الموت الزؤام
- ليس بحسن النوايا وحدها تحكم البلاد
- من هم وماذا يريدون
- الغاية من التفجيرات تاجيل الانتخابات
- الحرية الى الابدFreedom forever
- الله في المطر الهروب السياسي الى الامام
- محفظتي اولا .................محفظتي اخرا
- حتى اخر كيلو متر
- العراق بين ارادة البقاء وارادة التغيير
- ماذا تبقى؟ رسالة في زمن الهروب الى الهزيمة
- دور السيد الشهيد الصدر الثاني في تعزيز الوحدة الاسلامية والو ...
- حق الحياة حق الشعب في الدفاع عن نفسه
- حرامي او ذباح THE MONEY OR YOR LIVE
- الدين الوطني والدين العنصري
- خطاب الهزيمة امام عواء كلاب البعث وعدم مشروعية مطالب المتظاه ...


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الصمد السويلم - عراق دولة الطائفة في انتظار الشمس