أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الناصر لعماري - مالذي يميزنا عن بقية أقراننا من الحيوانات ؟















المزيد.....

مالذي يميزنا عن بقية أقراننا من الحيوانات ؟


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 21:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



سؤال طال الجدل حوله على مر العصور وقد أجاب المتدينون بالديانات الإبراهيمية وأخرهم المسلمون عنه بالتالي :

الإنسان مخلوق بديع دقيق وأهم مايميزه هو " عـقـلـه " الذي وهبه إياه خالقه وهذا مايفتقر إليه جميع الكائنات الحية وهكذا أعطوا المرتبة العليا للإنسان وميزوه عن بقية الحيوانات وقد سطروا الأساطير وكتبوا مايحلوا لهم لدعم إدعائهم على مر القرون ... ولكن هل سيصمد ما أدعوه أمام العلم والمنطق ؟

تعريف بسيط للإنسان من حيث التكوين :

الإنسان كائن حي من صنف الحيوانات الثدية المنتشرة في أصقاع الأرض ولايختلف كثيراً عن بقية أقرآنه إلا بفوارق بسيطة ، ومن المنظور الفسلجي فإن الإنسان حاله حال بقية الثديات كالقرود والأبقار والكلاب .. فلديه ماعند هذه الأصناف وأهم مايشاركم فيه هو العمود الفقري بالإضافة لطريقة التغذية والتكاثر ومن هنا نكتشف إن الإنسان حيوان ثدي ولايختلف عنهم إلا بقدر مايختلف القرد عن الكلب والحصان عن الخروف والخ . والآن بعد هذا الإيجاز القصير رأينا أنه ليس هناك شيء يميز الإنسان عن بقية الحيوانات الثدية من حيث البنية والتكوين .

الإنسان وميزة العقل :

هذه هي النقطة المهمة التي أردت الوصول إليها حيث يدّعي المؤمنون بنظرية الخلق الذكي أن الله هو الذي خلق الإنسان وأودع العقل فيه وميزهُ عن بقية مخلوقاته وجعله خليفته على الأرض كما يدّعي القرآن حيث يقول الله مخاطباً الملائكة ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) البقرة /30 . ومن هذا المنطلق جعل الإنسان الذي هو خليفته ذا عقل ومنطق وتفكير وميزه عن بقية مخلوقاته كل هذا حسب الإدعاء الديني الإسلامي ، ولكن هل ستصمد هذه الإدعاءات أمام العلم المادي التجريبي ؟

الإنسان الجنين :

تؤكد البحوث العلمية التي أجريت على الأجنة وهم في أرحام أمهاتهم أنه ليس هناك أية دلائل علمية على قدرة الجنين بالتفكير أو الإدراك ويصحبه هذا إلى حين ولادته لا وبل حتى إلى أيام حياته الأولى .

مقارنة : نفس الشيء ينطبق على جنين بقية الحيوانات الثدية دون اية فوارق تذكر .

الإنسان الطفل :

يولد الطفل وهو غير مدرك لوجوده وبعد فترة قصيرة يبدأ بالوعي والإدراك وهذا مايفتح باب دماغه لخزن مايشاهده أو يلمسه أو يتذوقه ويشمه ، ومن هنا تبدأ عملية الأرشفة والخزن ويستمر هذا ويتطور مع مرور الزمن ونضوج الطفل ويصحبه إلى نهاية حياته .

مقارنة : ينطبق نفس المبدأ على صغير الحيوان الثدي حيث يولد ويبدأ بعدها بالوعي والإدراك ويتعلم مع مرور الزمن والإختلاف بينه وبين الإنسان هو في نوعية الوعي والإدراك والتفكير وليس في المبدأ ، فمن حيث المبدأ والبنية الفسلجية وآلية العمل للدماغ لاتوجد إختلافات فالإدمغة مخصصة لخزن المعلومات أينما وجدت ، والعلماء يقولون أنه بإمكان الدماغ أن يعمل حتى خارج جسم الكائن الحي شرط توفير الأوكسجين والدم اللازمين لعمله وهكذا يمكن إدخال المعلومات إليه من عدة طرق مختلفة غير البيولوجية كالعين مثلاً حيث يمكن للدماغ أن يستلم الإشارات من كاميرا إلكترونية مخصصة ويخزن المعلومات وكأنه أستلمها من العين الحقيقية ، والعلماء مستمرون بأبحاثهم وأخر ما توصلوا إليه هو العين الإلكترونية حيث تزرع للمكفوفين كلياً وهي عبارة عن كاميرا مايكروية تزرع مكان العين وتستلم الإشارات من المحيط الخارجي وترسله للدماغ وكأنه عين حقيقي ومايدرينا لعلنا نستغني يوماً ما عن أعيننا الحالية ذات القدرة المحدودة ونعوض بدلا منها بالعين الإلكترونية حيث تمتاز بالدقة وطول العمر وقد يزودنا بتقنية التقريب "Zoom" والحركة الحرة حيث لانتقيد بالمدار المحدود ويمكننا الرؤية في الظلام دون الحاجة لمصدر ضوء ويمكننا إضافة عين ثالثة للخلف حيث لانحتاج للإلتفاف وراءنا ويمكننا المشي للخلف دون أي صعوبات ووالخ .

أوجه الإختلاف بين التفكير البشري والتفكير الحيواني :

إنه لمن المجحف أن نقول أن الحيوانات لا تملك عقولاً وهذا الكلام هو الشائع !! بل الأصح أن نقول أنه ثمة إختلافات في مبدأ التفكير يعني مثلاً ما حاجة البقرة للتفكير في بناء بنك ؟ أو ما حاجتها للتفكير في دخول السينما ؟ من هنا ندخل إلى دائرة الفرق في نوع التفكير والقاعدة تنص على أن " الإنسان لم يفكر بشيء خارج حاجته " لنعكس السؤال ونقول ما حاجة الإنسان للتفكير ببناء عش كالذي تبنيه الطيور ؟ إذاً نستنتج مما سبق إن كل كائن حي يفكر حسب حاجته وحتى النباتات وبعض أنواع الحشرات والكائنات البحرية بالرغم من أنها لاتملك أدمغة ولكنها تكيف نفسها بقدر حاجتها ! وهكذا نرى أن الإنسان ليس بأفضل من الحيوان لا فكل يعمل حسب حاجته وأكبر دليل على هذا لم نسمع أن حيواناً ما مات بسبب عدم قدرته للتفكير أو أن غزالاً وقع فريسة للأسد بسبب عدم وعيه وإدراكه ! فكما نعلم أن الغزال يبذل ما بوسعه ويجهد دماغه لوضع أفضل الخطط في سبيل عدم وقوعه فريسة للأسد وإن وقع وهذا ما يحدث فلا يمكننا لومه أبداً حاله حال الإنسان الذي يسعى جاهداً ويضع الخطط ويديرها في دماغه لكي لا تصعقه الكهرباء مثلاً ولكن نرى آلاف البشر يموتون أثر الصعقة الكهربائية ! هل من المعقول أن نقول أن فلاناً مات مصعوقاً بالكهرباء لأنه لم يكن يمتلك العقل أو فلاناً مات بحادث سير لإنه ألقى بنفسه أمام الشاحنة ؟ طبعاً لا ولكن هنالك أمور خارجة عن تفكيرنا وتخطيطنا وأخرى عرضية وهذا مانجتمع عليه مع أقراننا من الحيوانات ، إن الأزمات والكوارث التي تحل بنا ليست بسبب عدم قدرتنا على التفكير لا ولكنها بسبب عدم قدرتنا لدفعها رغم تفكيرنا به مسبقا على السبيل المثال يعلم الساكنون بالقرب من فوهة بركان نائمة أنهم في خطر دائم وقد فكروا ووعوا الأخطار المحدقة بهم ولكنهم بالرغم من ذلك تراهم يعيشون بالقرب منها وكأن شيئاً لا ينتظرهم وما إن قرر البركان أن يثور ووقعت الكارثة فهل يعقل أن نقول أن هؤلاء كانوا بلا عقل وتفكير ؟ طبعاً لا ولكن هنالك أمور أخرى أجبرتهم بالسكن قرب البركان وهذا لايشكل نقصاً في تفكيرهم أو خلالا في عقولهم ، وهل نستطيع أن نقول بعد كارثة تحطم طائرة ما أن راكبيها كانوا بلا تفكير وبلا وعي ؟ طبعاً لا .. نرى أن الطبيعة هي وحدها تقرر ونحن من نعد الخطط ونسعى جاهدين للخروج بأقل الخسائر الممكنة وهذا لا يشكل نقصاً أو خلالاً في تفكيرنا ولا نتميز عن الحيوانات بشيء إلا بقدر حاجتـنا .



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الاسراء و المعراج
- لماذا يستغل الله عصور التخلف لتمرير المعجزات؟
- فضيلة الوعي
- معنى الحرية
- الإله ظاهرة لغوية
- -العنف ضد النساء-
- الله , الدين و غباء البرهان
- أوجه التشابه بين ولادة المسيح و ولادة كريشنا
- الله والفيزياء الحديثة
- الإنسانوية : فلسفة الإرتقاء بالإنسان
- الدين وما أدراك ما الدين
- كلمة أقتلوهم التى جاءت فى القرآن ......!
- الاصل التاريخي لمفهوم جهنم
- قصةُ المرأة في الإسلام
- لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها؟
- صيغة مختلفة لسورة الفاتحة
- الدين : النشأه و التطور التارخي
- تعدد الزوجات وتعدد الأزواج
- هل الأطفال يولدون مؤمنين بالله؟
- عنصرية الإسلام


المزيد.....




- لبنان يعلق على تقرير صحيفة بريطانية زعم وجود صواريخ ومتفجرات ...
- السعودية.. الأمير الوليد بن طلال يقدم هدية غير متوقعة لبائعة ...
- مقتل كاهن كنيسة أرثوذكسية وأفراد من الشرطة نتيجة لهجمات إرها ...
- علماء روس يرصدون 3 توهجات شمسية قوية اليوم الأحد
- نقطة حوار - حرب غزة: هل تنجح زيادة غالانت في خفض التوتر بين ...
- إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة
- القضاء على إرهابيين اثنين في داغستان (فيديو)
- أب يحاول إغراق طفليه في شاطئ البحر بولاية كونكتيكت الأمريكية ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية ذبح طفل وتقطيع أطرافه بمحافظة أسي ...
- ضربات روسية على خاركيف وموسكو تحمل واشنطن المسؤولية عن هجوم ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الناصر لعماري - مالذي يميزنا عن بقية أقراننا من الحيوانات ؟