أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبد العزيز المعموري - لكي لا ندخل عيادة الطبيب النفسي - الخطوة الثانية (الالتزام بشقي الصحة النفسية)















المزيد.....


لكي لا ندخل عيادة الطبيب النفسي - الخطوة الثانية (الالتزام بشقي الصحة النفسية)


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 12:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكي لا ندخل عيادة الطبيب النفسي

الاستاذ المساعد الدكتور عصام عبد العزيز المعموري – معهد اعداد المعلمين – بعقوبة – العراق
...................................................................................

الخطوة الثانية : الالتزام بشقي الصحة النفسية

أنا رجل مولع بتبسيط أعقد المفاهيم في التدريس وهذا يعتبره بعض زملائي عيبا" لأنهم يعتقدون أن التبسيط يفقد الأكاديمي هيبته ولي وجهة نظر لا تتفق مع هذا الرأي وأعتقد أن بعض أساتذة علم النفس جعلونا ننفر من مادة دراسية اسمها علم النفس بسبب طرائق تدريسهم التقليدية التي تبعث على الملل .
وهنا سأتناول مفهوم الصحة النفسية ببساطة ، فاستنادا" الى تعريفها : ( هي قدرة الفرد على التكيف مع ذاته ومع الآخرين ) .
ولو حوّلنا هذا التعريف الى معادلة رياضية ستكون كالآتي :
الصحة النفسية = التكيف مع الذات + التكيف مع الآخرين
ولنأخذ الشق الأول : التكيف مع الذات أو التوافق مع الذات ، بمعنى أن أقبل نفسي كما هي وبدون مقارنتها مع الآخرين .
لماذا لا يجوز مقارنة نفسي مع الآخرين ؟ لأن خط الشروع مختلف .. وما هو خط الشروع ؟ الجواب هو ( الوراثة والبيئة ) وهما عاملان يتحكمان بالميول والاتجاهات والقدرات والمعتقدات فوراثتك وبيئتك تختلف عن جميع بني البشر والمقارنة مع الآخرين هي انتحار .
أمثلة على ذلك
أحيانا" تقف سيارتك فجأة لعطل أصابها وتحاول محاولات عديدة لإصلاحها دون جدوى وتستنجد بأقرب فرد لاصلاحها فاذا به يكتشف أن بها عطلا" بسيطا" جدا" وبمحاولة بسيطة يتم اصلاح هذا الخلل ، ويصيبك شعور بالدونية وتبدأ حوارا" داخليا" مع الذات : لماذا أنا هكذا ؟ لماذا يتفوق علي هذا الفرد؟ لماذا فشلت كل محاولاتي ونجحت محاولته الاولى ؟ وتبدأ تلوم نفسك . وأقول لك لاتشعر بالدونية ولا مبرر للوم الذات لأنك لم تر من هذا الفرد الذي قارنت نفسك به سوى جانب واحد فقط ولم تر الجوانب الأخرى ، فقد تكون أنت مبدعا" في جوانب أخرى يكون هو فيها فاشلا" .. فمثلا" لو كان ( كاظم الساهر ) لا يجيد ميكانيك السيارات فهل نعيب عليه ذلك ؟ وان كان (عادل امام) لا يجيد برمجة الحاسبات فهل نعيب عليه ذلك؟ بالطبع لا .. وأنت كذلك مثلهم ولكنك لا تعرف نقاط القوة لديك .
هنالك حكمة بريطانية تقول : ( لكي تكون مبدعا" فتش في نفسك عن نقاط القوة وركّز عليها ) .. كيف نركز عليها ؟ ان كل واحد منا يصلح لمهنة ما ولا يصلح لمهن أخرى لاختلاف في الوراثة والبيئة .. وان كلا" منا متفوق على الآخر بجانب معين فلو اختار كل منا الاختصاص الذي يتلاءم مع مواهبه أو قدراته لأصبح الجميع مبدعين بدون استثناء ولكن المشكلة تكمن لدينا نحن أبناء بلدان العالم الثالث بأننا نساير المجتمع ونسعى لارضاءه بغض النظر عن ميولنا وقدراتنا فالجميع لدينا يطمح أن يكون طبيبا" أو محاميا" أو غير ذلك دون الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المهنة التي تتلاءم مع قدراتنا ومواهبنا .
سئل الفنان الكوميدي المصري القدير ( سعيد صالح ) يوما" : كيف سيكون مصير الزراعة في مصر لو مارس ( عادل إمام ) اختصاصه الأصلي ( الزراعة) ؟ فقال : ستحل كارثة زراعية في مصر !! لقد أدرك ( عادل امام ) القضية جيدا" وعمل لنفسه ( تصحيح مسار ) فاتجه للفن تماما" وترك الزراعة .
كان معدل المؤرخ العراقي الكبير ( د.فيصل السامر ) في المرحلة الإعدادية الفرع العلمي 98% فنصحه أساتذته بالدراسة في كلية الطب أو الهندسة ولكنه اختار قسم التاريخ في كلية الآداب لأنه كان يعشق التاريخ عشقا" لا يدانيه عشق وبالفعل أصبح مؤرخا" عراقيا" وعربيا" يشار له بالبنان ولو اختار الطب لكان طبيبا" مغمورا" لا يعرفه أحد .
يقول علماء الأعصاب أن دماغ الإنسان أشبه بمكتبة فيها مليارات من الرفوف التي يعلوها التراب ولم يستخدم الإنسان من هذه الرفوف سوى 5% ولكي نكون مبدعين علينا أن نزيل التراب عن هذه الرفوف أولا" ونقلب الرفوف غير المستخدمة ونرى ما فيها ثانيا" .. ولو تأملنا انجازات علمائنا الآن لوجدناها نتاج استخدام هذه الخمسة بالمائة .. فكيف لو استخدمنا 10% ؟ إننا نشعر بالدهشة أحيانا" عندما نرى أنفسنا قادرين على انجاز أعمال كنا نتصور أننا غير قادرين على انجازها .
الخلاصة : لكي تتمتع بصحة نفسية أفضل يجب أن تختار الاختصاص أو المهنة التي تتلاءم مع ميولك وقدراتك .. ولا تقارن نفسك بالآخرين وان النجاح في الحياة لا يقتصر على النجاح في الدراسة فالحلاق الناجح مثلا" خير من الطبيب الفاشل وقديما" قال العرب ( ما جاع صاحب حرفة) .
الشق الثاني ( التكيف مع الآخرين)

عندما تتزوج بنت من بناتنا أقول لأهلي : إن أصعب مرحلة في حياة البنت المتزوجة حديثا" هي الستة أشهر الأولى فان اجتازتها بسلام فلنحمد الله لأنها أمام اختبار جديد .. فما تعتبره مقدسا" عند أهلها تجده تافها" لدى عائلة الزوج وبالعكس فمثلا" اعتاد أهلها عندما يأتيهم ضيف أن يأكلوا سوية رجالا" ونساء ولكنها تجد ذلك غير مرغوب فيه لدى عائلة الزوج وهنا يظهر الذكاء الاجتماعي لدى البنت .. والمشكلة هي أن الفتاة المتزوجة حديثا" تحتاج إلى مهارات اجتماعية عديدة لم تألفها سابقا" .. فمطلوب منها أن تتكيف مع الزوج ووالدته ووالده وأخوته وأخواته وغيرهم وكل ذلك يضيف لها أعباء جديدة لم تتوقعها .. وهنالك تعريف للذكاء يربطه بالقدرة على التكيف .
لكي نتمتع بصحة نفسية أفضل علينا أن ندرك بأننا مختلفون عن الآخرين وان الاختلاف هو القاعدة والتشابه هو الاستثناء وأن نقبل الآخرين كما هم وليس كما يجب أن يكونوا .
يروي لنا د.علي الوردي ويقول : ( كنت في أمريكا ونشب نزاع عنيف بين المسلمين عن علي وعمر وكانت الأعصاب متوترة والضغائن على أعلاها فسألني الأمريكي عن علي وعمر : هل يتنافسان الآن على الرئاسة عندكم كما يتنافس الآن عندنا كل من ترومان وديوي؟ فقلت : انهم كانوا في الحجاز قبل 1300 سنة والنزاع الحالي حول أيهم أحق بالخلافة فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد أن يستلقي على قفاه وضحكت معه ضحكا" فيه معنى البكاء وشر البلية ما يضحك )
انني أتساءل لو كان ( ابن النجف ) مثلا" قد ولد في الأنبار.. هل سيكون ( شيعيا") ولو كان ( ابن الأنبار ) مثلا" قد ولد في النجف .. هل سيكون ( سنيا" ) ؟ مع كل التحفظ على هذه المسميات التي لم نألفها سابقا" .. اننا يجب أن ندرك أن العقيدة لا علاقة لها بالعقل أو الشهادة الدراسية .. يروي لي صديقي الذي تخرج من كلية الطب في الهند أنه شاهد أستاذه الذي يحمل لقب بروفيسور في جراحة المخ وهو يتبرك ببول البقرة ويبقى يرتدي ملابسه فوق هذا البول لكي تبقى الرائحة Fresh !! وأنه يبقى سعيدا" لأنه نال بركة الرب ! أين دور العقل هنا ؟ وهنالك آلاف من الآلهة في الهند يعتنقها الملايين من حملة أعلى الشهادات فهنالك من يعبد البقرة ومن يعبد الفأرة ومن يعبد البطن ومن يعبد فرج المرأة وكلهم يعتقدون أن فكرهم ومعتقدهم هو الصحيح وما سواهم على ضلال ولا توجد لديهم مشكلة .

لا تغضب عندما ترى فردا" يختلف عنك في الرأي فعقيدتك ليست وليدة اليوم فهي نتاج وراثة وبيئة .
يقول د.علي الوردي : ( ان الذي لا يفارق بيئته ولا يقرأ غير الكتب التي تدعم معتقداته .. لا تنتظر منه أن يكون محايدا" في الحكم على الأمور) .



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا ندخل عيادة الطبيب النفسي - الخطوة الاولى ( لا تقلّد ا ...
- اشتقاقات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الثامن
- اشتقافات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الثامن
- اشتقافات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس السابع
- اشتقافات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس السادس
- اشتقافات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الخامس
- اشتقافات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الرابع
- اشتقاقات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الثالث
- اشتقاقات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الثاني
- اشتقاقات بعض الكلمات الانكليزية من جذورها - الدرس الأول
- نعم لثقافة الاختلاف .. لا لثقافة الخلاف
- بناتنا بين مطرقة العنوسة وسندان الزواج الفاشل
- كتابان قد يغيران حياتك
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الحادية عشرة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة العاشرة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة التاسعة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثامنة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة السابعة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة السادسة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الخامسة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام عبد العزيز المعموري - لكي لا ندخل عيادة الطبيب النفسي - الخطوة الثانية (الالتزام بشقي الصحة النفسية)