أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - يا حليل كرري !!














المزيد.....

يا حليل كرري !!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادت بي الذاكرة لأتأمل تلك الأحداث العجاف التي مر بها هذا الوطن ، تلك الأحداث التي سمعنا عنها وقرأنا عنها ، وإستمد منها بعضنا الصمود وبعضنا الشموخ وبعضنا الوطنية ، فالوطن مازال ينجب الأبطال كل يوم ، وسيظل ينجب ، ولولا هذا العشق الذي نحمله بين جنبينا ، لما ترددنا لحظة في بيع الوطنية والوطن بأبخس الأثمان كما يفعل اليوم الكثيرون ، الذين لاضمير لهم ولا وطنية ، نعم لا هم لهم سوي إكتناز الذهب والفضة والريال والدولار ، لاهم لهم سوى إقتناء أفخم المنازل وقيادة السيارات الفارهة ، وما أسهل هذه الأشياء إذا إنعدم الضمير وإنعدمت الأخلاق ..

نعم طفت بذاكرتي على ألئك النفر الذين علمونا ما معنى الصمود وما البسالة ، عندما كان أحدهم يقف في الدروة وهو يردد الأناشيد الوطنية ويستقبل الرصاص على صدره دون خوف أو تردد أو إرتجاف ، نعم كانوا يستقبلون مقاصل ( السفاح ) نميري الذي قتل خيرة أبناء هذا الوطن ، وتآمر على الشعب حتى إقتلعه في ملحمة مارس أبريل المجيدة تلك الملحمة التي صورت إنتفاضة هذا الشعب ضد الظلم وضد الدكتاتورية وضد الفساد ، نعم ذهب السفاح لمزبلة التاريخ بعد أن خرج الشعب بكل أطيافه ، اطباء ، عمال ، طلاب ، تلاميذ ، موظفين ، أحزاب ، منظمات ، نقابات ، خرج الجميع ليقولوا للظلم لا ، نعم إرتوى تراب الوطن بدماء طاهرة نقية ، دماء كانت ممزوجة بحب الوطن والنقاء ، بحب التراب ، بحب الحقيقة ..

وهاهي الأيام تدور والسنون تذهب ، ونحن مازلنا نستلهم منهم العبر والدروس ، نعم لم يذهبوا ولن يذهبوا ، فهم باقون بيننا ، نعم كلما شاهدنا موقفاً متخازلاً ، أو مشهداً مبكياً ، تذكرنا هؤلاء الرجال ، الذين لم يقدموا إسترحاماً ولم يمنحوا حق الإستئناف ، وإنما أقتيدوا للدروة مباشرة ، ومنهم من أطلقت عليه 800 طلقة على ظهره قبل أن يصل إلى الدروة حيث إعدامه ، ولكن هو إرتجاف القتلة وخوفهم ، فالزناد كان أسرع منهم وكانت أعينهم مغمضة ، لا يستطيون النظر في عيون الأشاوس ، لم يخافوا ولم يعترفوا بجرم ، بل قدموا مرافعات تاريخية عن ظلم الدكتاتورية ، نعم تحدوا المقصلة والرصاص ، تحدوا جبروت السفاح ، ولكن كان الخوف حليف السفاح دائماً ، نعم كان السفاح نميري جباناً بحيث قام ، بقتل خيرة أبناء هذا البلد وخيرة قيادات قوات الشعب المسلحة وخيرة القيادات السياسية ، لدرجة أنه أمر بدفنهم في مكان مجهول ، خوفاً من أن يعرف مقابرهم الناس وخوفاً من أن تكون شاهدة على جبنه وخوفة وخيانته ، نعم حتي لحظة كتابة هذه السطور ، لم يعرف أحد طريق هؤلاء الشهداء الأماجد لا نعرف أين دفنوا ومن دفنهم ، ولكن هاهو التاريخ يحكي عن صمودهم ومآثرهم ونضالهم ، وذات التاريخ يحكي عن دكتاتورية السفاح وجبنه وهروبه من البلاد ، خوفاً من بطش الشعب ..

وما البارحة ببعيدة ، ولكن نقول الرجال ماتوا في مايو ، وكرري ، ولم يقدموا إسترحاماً على فعل فعلوه عن قناعة ، وشرف وقوة ، ولكن دائماً المخطئ هو من يرتجف ويخاف ويسترحم ، فكل من يقدم على فعل عن قناعة ، عليه الصمود ، حتى آخر لحظة ، ولكن لكل لبيب نقول إشارتنا لك هو اننا اليوم نجلس على كراسي المشاهدة عن قرب ، ونتابع مسرحية أتقنت أدوارها ، وأدى أبطالها الدور بكل إتقان ، ولكن دائماً صورة الفتوشوب لم تشبه يوماً ولن تشبه صورة الحقيقة ، وياحليل كرري ورجالها ..!!

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس حان قطافها !!
- القطط تأكل أبناءها !!
- مأساة أمير وإخوته
- إعادة توطين النوبيين !!
- مرسي خفايا وأسرار الزيارة !!
- مركز نقد الثقافي ..
- السّد ( مربط الفرس ) ..
- شبابنا المفترى عليه !!
- لحساب من يلطخ تاريخها ؟
- كفاية .. ثم ماذا ؟
- إنتخابات شنو ؟
- أعطني مسرحاً أعطيك أمة !!
- للمعاقيين مجاناً !!
- حرية التعبير ..
- كابوس السودان !
- إستغلال على عينك !!
- لا للتفاوض .. نعم للحرب !!
- لا إحم ولا دستور !!
- أول الغيث .. الإضرابات !!
- ختان الإناث .. بطعم الألم !!


المزيد.....




- -ذكريات حلوة.. ومش حلوة-.. مايا دياب تأخذ متابعيها في جولة ل ...
- مادونا وإلتون جون: -دفنا الأحقاد أخيرا- بعد عقدين من الخلاف ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن قمة ترامب - نتنياهو الثانية في شهرين ...
- كتاب -من عسل وحليب-: رحلة في لبنان للتعرف على تراث مطبخه
- ماكرون والسيسي يصلان إلى العريش لتقديم “الدعم الإنساني” لسكا ...
- السعودية.. القبض على 3 مواطنين و9 من جنسيات أخرى لهذا السبب ...
- الدومينيكان: مصرع 15 شخصا على الأقل جراء سقوط سقف في ملهى لي ...
- إيران تكشف عن مدينتها الصاروخية
- الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟
- الفلبين: بركان كانلاون يثور مجددا ويقذف رمادا بارتفاع 4000 م ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - يا حليل كرري !!