|
الايمبوتنتسيا وال ...Mass Psychosis
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 12:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحملون سيوفهم وعصيهم وخناجرهم ،سكاكينهم وحجارتهم ، عيونهم حمراء ، اوداجهم منتفخة ، يصرخون بأعلى صوت ،يقودهم حمارذو لحية كثة وكرش منتفخ ودماغ حماري ضئيل ، بعد أن شبع من أكل " البرسيم " و شرب" الحشيش" الوهابي في غرزة مع اصدقائه من الجحوش . يريد تطبيق "شريعة" القتل والسبي والنهب ،" شريعة " فصلها على "مقاسه ومقاسه" فقط. سبقه في ذلك ، بماكينة عسكرية ضخمة ، ومن شرفة قصر ، خاطب مئات الالاف من المصابين بحالة هذيان جمعي ، هذيان يحلم بأستعباد العالم وأبادة شعوب اعتبرها فكره المحموم ،كائنات ضارة .خاض حروبا وازهقت أرواح ما يزيد على الخمسين مليونا ، لكي يحقق هذيانه بسمو وطهارة وتفوق العرق الاري . لقد قاد شعبا لا بل شعوبا في حالة هذيان ، كانت ترى في "فكره " خير ما انتجه العقل الانساني ، عبدته وقدسته ، ومن حاول أن يلفت انتباه هذه الجماهير الهاذية الى سخف وخطورة الطروحات وممارستها ، داسته بالاقدام ، كما يدوس قطيع افيال هائج اشجار الغابة فيقتلعها من جذورها . دائما وفي كل مكان وزمان ، كانت الهذيانات الجمعية سلاح العنصري ، المتطرف ،السطحي ، الغريزي ، البهيمي ، والساتر لعورته برداء التفوق العرقي والديني ، الداعي الى طهارة العرق ، والمزيف للتاريخ لكي يتوائم مع طموحاته ومصالحه ، فالتاريخ هو تاريخ عرقه ، أما باقي الامم والشعوب فما هي الا مجرد منجم لتزويده بالعبيد وسبايا الجنس الشاذ . ولكن ، كيف "تدخل " الشعوب حالة الهذيان الجمعي ولماذا ؟ وهل يمكن علاج حالة هذيان جمعي ؟ نقول سلفا بأن المحرك الاساسي للسياسة على كافة تشكلاتها من حروب وصراعات ، معاهدات واتفاقيات ، محركها وباعثها هو الاقتصاد والمكاسب المادية والحفاظ على البنى التي تخدم مصلحة الاسياد الحقيقيين ، اصحاب الاموال . وحينما يتحول نظام ما الى عائق في وجه الاطماع الرأسمالية ، فلن تعدم هذه القوى وسيلة أو مبررا لازالته والقضاء عليه . ومع ذلك فالدارس للتاريخ يمكنه ملاحظة حقيقة مهمة وهي أن الجماعات أو الشعوب التي سلمت زمام أمورها لفرد أو حزب ، بكل رضا واقتناع، ليحكمها ويقرر لها شؤونها ومستقبلها ، كانت شعوبا ومجموعات مأزومة وفاقدة لكل أفق للخروج من أزمتها ، واسترداد "كرامتها " المهدورة المضيعة . هذه المجموعات فقدت الثقة بنفسها وقدراتها على احداث التغيير المستحب ، ولا ترى ضوءا في اخر النفق . فأذا كانت قادمات الايام مظلمة ولا أمل فيها ، فالخير في سالف العصر والتاريخ المجيد !!!!!! فألشعب الالماني المتنور المتحضر وصاحب الانجازات العظمى ، وحينما رأى ما ألت اليه الامور بعد الحرب العالمية الاولى من هوان ،بعد أن كانت دولته من أسياد القارة ، أختار من "باع" له الوهم ، وهم القوة التي ستحل كل مشاكله !!! قائد قوي يبني أمبراطورية قوية ، قائد يملك كل الصلاحيات ، قائد لا يقضي "جل وقته الثمين " في مقارعة خصوم سياسيين في لعية الديموقراطية . لم يخف هتلر خططه ، بل كان واضحا وصريحا في كتابه كفاحي ، لكن الشعب فضل أن يختار وهما عوضا عن مستقبل غير واضح المعالم ، لقد كانت حالة هذيان جماعي شاركت فيها الملايين ، متنكرة للواقع !! وبما أن التاريخ لا يرحم ، فقد دفع الشعب الالماني كذلك ثمنا باهظا من الدماء ! وهذا هو حال العرب المسلمين ، الذين يختارون وهم الامبراطورية ، امبراطورية زالت من الوجود ، لانهم لا يرون الضوء في أخر النفق . فالذي يعتقد بأن تقصير الشارب والدشداشة ، والتداوي ببول الابل ، وقتل المرتد ،هو السبيل الى بناء "الامجاد "، يعيش حالة هذيان فردية ، أما أن تكون هذه الحالة هي حالة الغالبية ، غالبية تؤمن أنها يجب أن تسود العالم ، وهي لا تستطيع صناعة نكاشة اسنان خشبية ، هي شعوب في حالة هذيان جمعي ! العجز أو الايمبوتنتسيا ، هو الاساس الذي تتطور عليه حالة الهذيان ، فالعجز عن مجاراة التطور العالمي ، ومواكبة الانجازات العلمية ، والتكامل مع الحضارة الانسانية ، يقود الى حالة انكفاء على الذات الجمعية ، واجترار الماضي الموهوم ، ورفض الواقع الحالي والحقيقة الصادمة . ولاثبات أنه غير عاجز فأنه وعدا عن التباهي بالماضي ، فأنه يحاول اثبات "رجولته " وقدرته عن طريق الجنس ،ففي رأيي المتواضع ، فالهوس الجنسي والانشغال بالنكاح ، هو ظاهرة يقاوم بها العاجز عجزه !! وأن دلت فأنما تدل على عجزه عن اثبات "رجولته " أمام فحول العصر الحديث ، فحول العلم والتقدم التكنولوجي ، اهل الغرب " الكافر الفاجر ". والحجز على المرأة ، هو تعبير عن خوف العاجز ، من التقاء "انثاه " بفحل حقيقي !!!!! الهذيان هو حالة انفصال عن الواقع ، فاذا كانت فردية فأن الاطباء النفسيين يعالجونها بالادوية واحيانا بالصدمات الكهربائية . أما الوسيلة لعلاج الهذيانات الجمعية فهو اشد ايلاما وأكثر صعوبة من مجرد صدمة كهربائية !!!!!! علاجه بالصدمة ، صدمة يكون ثمنها غاليا !! ألالمان أستردوا عافيتهم بسرعة ، بمساعدة اوروبا وأمريكا ، من سيكون في عون العرب المسلمين ؟ هذا هو السؤال المخيف .... !!! فالمجموعات التي كانت في حالة هذيان جمعي ، والتي وعدها "قائدها " بأنها الجماعة المختارة ، وأن نهاية الكون في يوم محدد ، فلما لم تتحقق نبوئته ، قامت بعملية انتحار جمعي !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون الحاضر الغائب
-
الشقق الشيوعية وسوء التطبيق
-
في نقد رومانسية -الربيع العربي -
-
الاتلاف والائتلاف
-
طلاسم بحاجة الى تفسير في السياسة والدين
-
مزمور للسلام...!
-
الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!
-
اللامرئيون أو العمالة المهاجرة
-
جدلية الدين ، الجنس والسيطرة
-
فتاوى بيدوفيلية
-
العنصرية الصهيونية...!!!
-
اليوم يومكن ..!
-
اجا الجراد عالبلاد
-
التفكيكية والربيع العربي!!!!!!
-
سجن الجسد
-
كرت أحمر في وجه -الخنزرة الرأسمالية -
-
رصيف ومحطة -قصيدة
-
التحرش والثقافة
-
الاعتداءات الجنسية كوسيلة للانتقام
-
الاعتداءات الجنسية ليس لها دين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|