خالد أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 02:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ليست هبات و أفروديت وعشتار وليليت وفينوس وقُبلة التي كتبت عنها كآلهات وأساطير, ولا قديسات المعابد في أديرة الرهبان هي : ليلى وذكية ألكان و زيلان و سما و فيان و بيريتان آلهات تتربع عرش الحياة تدون تاريخ الحب والعشق للحرية والحياة لم تعطي المجال للكتاب والأدباء لوصفهن بل أبدعت لكتابة التاريخ وسجلت بنفسها لتكوّن أساطير وقصص تروى لمن يبحث عن الحرية والحياة. لم تتغيب المرأة الكردية يوما عن الرجال في أداء دورها بل أنها لم تعترف بالفروقات الفيزيولوجية بينها وبين الرجل كعقبة أمام مشاركتها في مناحي الحياة المختلفة. شاركت المرأة الكردية الثورات في كردستان ضمن الإمكانات والقدرات المناسبة لها وحملت السلاح و دخلت السجون وعذبت فيها وكانت ليلى قاسم مثالا للمرأة المقاومة ف:
ليلى قاسم حسن (عروس كردستان) :
ولدت في 27 كانون الأول من عام 1952 في مدينة خانقين وأمضت الابتدائية والمتوسطة فيها ,درست علم الاجتماع بكلية الآداب في بغداد وعملت في الصحافة وكانت وأخوها سام و خطيبها جواد الهماوندي أعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني , القي القبض عليها مع خطيبها وعدد آخر من رفاقها وعلى خطيبها .
وفي الزّيارة الأولى لوالدتها وشقيقتها لها بعد سجنها , أوصتهما أن يحضرا لها في الزّيارة القادمة (مقص وملابس جديدة). وبعد أن أحضرتا لها ما تريد في الزّيارة الثانية , أخذت المقص وقصّت به خصلاتٍ من شعرها , وأهدتها إلى شقيقتها لتبقى ذكرى وشاهدة على نضالها وتحدّيها للموت والطغاة , وأجابت أختها التي سألتها عن سبب طلبها إحضار ثوبها الجديد أجابتها بثقة وابتسامة : أختاه سأصبحُ بعد أيّام (عروسَ كردستان) لذلك أحبّ أن تحتضنني الأرضُ وأنا بكامل أناقتي.
وأجريت لها وخطيبها ورفاقهما محاكمة صورية وحكمت المحكمة عليهم بالإعدام . وفي 12 أيار 1974 تم إعدامها شنقاً حتى الموت دون محاكمة قانونية تذكر وفي مكان الإعتقال نفسه بأقل من أسبوعين من تاريخ سجنها بعدما أفقعوا عينها اليمنى و شوّهوا جسدها بصورة فظة من خلال التعذيب الشديد الذي تعرضت له أيام الاعتقال.
في اليوم الثاني من تنفيذ الإعدام تم دفنها في مدينة النجف الأشرف – مقبرة وادي السلام - وهي في زيّها الكردي الجديد بعيدة عن ديار أهلها وموطن طفولتها و بعيدة عن مناقب ذكرياتها.*
ومع إنطلاقة حزب العمال الكردستاني الذي فتح المجال أمام المرأة للمشاركة في مختلف الميادين ووجدت المرأة الكردية نفسها أمام أكبر الأبواب في التاريخ لمشاركتها لتنضم إلى صفوف التنظيم المختلفة السياسية والفكرية والإعلامية وحتى العسكرية وأبدعت في البطولات فذكية ألكان التي أشعلت النار بجسدها وهي تقول "إن نار النوروز أجمل عندما تشتعل في أجسادنا" .
أما سما يوجا:
الاسم الحركي" سرهلدان" في 17 حزيران قامت بعملية فدائية وذلك بإحراق بدنها في الزنزانة التركية بتاريخ 21 من آذار عام 1998 بتأثير من الرفيقة زيلان. لتصل إلى مستوى الإلوهية للنساء الكرديات. سمي أسامي الكثيرين من أطفال كردستان باسمها. كانت سما ثورية وحّدت وجسدت قيم المرأة الكردية والشرق الأوسطية وخصوصياتها التاريخية. ذكرت سما في إحدى أحاديثها عن طفولتها أثناء إحدى النقاشات حول قضية المرأة بهذه العبارة: "كانوا يتحدثون عن ليلى قاسم وليلى خالد كثيرا، لذا ومنذ طفولتي أحببت أن أكون مثلهن، وكنت في طفولتي أراهن كثيرا في حلمي، أردت أن أخاطب الملايين من الناس".بذلك حققت حلمها الطفولي وخاطبت الملايين من الناس.
اتسمت "سما يوجا" بشخصية جسورة وراديكالية. كتبت في إحدى رسائلها إلى إحدى صديقاتها:" رفيقة دربي: تغلب شعبنا على الموت، وإنني سأحتضن الشمس في الفجر بجناحين عندما اقضي على كافة أنواع الضعف البشري بموتي. لو انتصرت في تحليق جناحي في الفجر، حينها سأوفي ولو بقدر بسيط بدين شعبي والإنسانية. ستبقى هذه العملية ميراثي الوحيد والأجمل من بعدي. وأتمنى أن يصبح هذا الميراث قوة أبدية لك، إلى لقاء آخر عندما تشرق الشمس."
نفذت سما يوجا عمليتها في ليلة "نوروز" عيد الشعب الكردي والشرق الأوسطي لتحول بدنها إلى نار نوروز، وذكرت أثناء العملية " قطعتُ الرفيقة ذكية سرتي". و "ذكية الكان" أشعلت النار ببدنها في نوروز عام 1990 فوق سور آمد العظيمة،وعبرت بنفسها عن ذلك: "نحب الحياة إلى درجة الموت لأجلها".وإن آخر ما قالته عندما كانت يداها تحترقان، سألت الرفاق: "يداي تشبه جناحي الطائر أليس كذلك يا رفاقي".
وسجلت زيلان :
زيلان" زينب كناجي" نفذت عملية فدائية لأول مرة في تاريخ الحركة التحررية الكردستانية في إحدى مراكز الجيش التركي بتاريخ 30 حزيران والتي كانت حينها مقاتلة لعام واحد، وذلك ضد الهجمات التي استهدفت القائد "عبد الله أوجلان " والحركة، بالأخص العملية التي قامت الدولة التركية في عام 1996 في دمشق.حققت عمليتها في مركز مدينة ديرسم ضد القوات الحربية التركية أثناء مراسيم رفع العلم، وهي محملة بثمانية كيلو من المواد المتفجرة" TNT" وقطع من الحديد وقنبلتين يدويتين. حيث تظاهرت كالمرأة الحاملة حتى تستطيع تنفيذ عمليتها في المكان المستهدف بنجاح. كانت حصيلة عمليتها ثمانية عشرة قتيلا و واحد وعشرون جريحاً. زرعت عملية زيلان رعبا وخوفا كبيرا بين صفوف قوات الجيش التركي.زيلان من منطقة "ملاطيا" وفتاة في الرابع والعشرين من عمرها، خريجة جامعة "اينونو" قسم "علم النفس" ومتزوجة. اختارت الانضمام إلى صفوف الحركة التحررية الكردستانية بمحض إرادتها، وبالرغم من أنها كانت صاحبة مهنة، لم تقبل حياة فردية والوطن والأرض تحت نير الاستعمار والعبودية، وشعبها يعاني من الظلم والاضطهاد. حاولت تنفيذ عمليتها الفدائية بكل صبر وجسارة بعد فترة قصيرة من بقائها بين صفوف الكريلا في الجبال. الخاصية الأخرى التي امتازت عملية الرفيقة زيلان بها هي المعرفة العميقة للتاريخ والمرأة. صرخت للعالم جميعا بقولها " لو كانت هناك حياة يجب أن تكون على أساس الحرية" أي لا حياة بدون الحرية.
رددت العبارات التالية: "لقد أوصل القائد "آبو " الشعب الكردي ولأول مرة في التاريخ إلى مستوى لائق به، بعدما كان محروماً من حقوقه الوطنية ومعرضاً للإبادة. أحيا هذا الشعب الذي كان مسلوب الإرادة والقيم الوطنية والفكرية والروحية وحتى هويته من قبل عدوه من جديد بروح من المسؤولية العالية وبمعرفة تاريخية عظيمة بكل جسارة وتضحية. أيقظ القائد "آبو " الشعب الكردي الذي كان غارقا في نوبة الضياع والزوال، المستبعد عن روحه الوطنية، التابع للعدو، بدون وطن، وعدم ظهور مثقفين وقياديين من صلبه بالمستوى المطلوب، وحوّله إلى شعب يحارب من اجل إحياء وجوده وهويته والنضال من اجل حريته والتضحية لتحقيقها بكل ما يملك، بعدما كان محاربا لعدوه ويخدمه إلى مستوى استخدامه كحيوان في خدمة الامبريالية. وأنا بدوري أريد أن أعبر عن حرية شعبي، وأفجّر القنبلة في بدني ضد السياسة الامبريالية في استعباد المرأة لأعبر عن غضبي الكبير ضدها، وأصبح رمز مقاومة المرأة الكردية. إنني صاحبة إصرار كبير في الحياة، أريد أن أكون صاحبة لحياة وعملية تحمل معاني كبيرة ".**
بيريتان رمز المقاومة والكبرياء والحرية و رمزالإصرار في تصديها للخيانة ورفضها للاستسلام.
تشارك المرأة الكردية الثورة السورية فلم تتردد في المشاركة بالتظاهرات والخروج إلى الشوارع لتعبرعن ذاتها فسياسياً هي رئيسة لحزب الإتحاد الديمقراطي بالمناصفة مع صالح مسلم وهي رئيسة للمجلس الشعبي لغرب كردستان وبلغ المشاركة ذروتها مع الإعلان عن تشكيل وحدات لحماية المرأة في سوريا باسم YPJ وتشكيل قيادة عسكرية خاصة بها وبذلك تكون المرأة الكردية أول من تقوم بتنظيم نفسها وبشكل عسكري للدفاع عن ذاتها من كل أشكال الصهر والإمحاء.
فالمرأة الكردية هي القيادية والسياسية والعاشقة والمبدعة والمدافعة والمربية والبطلة والشهيدة ....والآلهة التي تُحكى عنها في قصص التمرد الذي قاده إبراهيم الخليل ضد نمرود وهي التي ماتزال وراء قصص التمرد الكردي ضد اللوثيان العصري, هي القصة الحقيقية وراء الإبداع الكردي في التمرد على ذرى الجبال.
_______________________
المصادر: http://www.tellskuf.com/ *
http://www.pkkonline.com/arabic/index.php **
#خالد_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟