أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الوقوف على خط الاستواء















المزيد.....


الوقوف على خط الاستواء


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


من النثر المركّز
( الوقوف على خط الاستواء )

لم اكن في الطريق الى فرات آخر
الانهار تتشابه في المجرى ,وصنع التيّارات
السفن تخترق قدسيّتها
ومع الاقتحام
تتبدّد احزانها عند خفق الاشرعة
الصخور والحجارة الصمّاء توحشها الوحدة
تحتاج الى انيس يزيح تراكمات الصمت , ووحشة الوحدة
اوراق الورد المتفتّحة بالبشاشة والعطور
الثيّل مثل بساط اخضر يدعو إلى التأمّل ساعة يلامس ندى الصباح
حبة القمح تكمل نشيدها في السنبلة
العصفور يحقق وجوده في الحركة
النباتات تصغي لموسيقى الارض
تنتشي حدّ الذروة
لا نوع يعيش العزلة في الخليقة
من النبات , والحيوان , والجماد
اغلب النباتات حاتميّة الطبع
تنحني بقدسّية عند إنتزاع ثمرتها
تتحرّق شوقاً ,
وتعيش أحلاماً ورديّة
لاستقبال موسم قادم
الجبال تزهو حين ينساب الماء من القمّة الى السفح
وتبتسم بفرح ابيض
الفانوس يكتئب حين ينقطع النفط
هو يعتمد نظريّة الاخذ والعطاء
الورد تحتضنه العيون , وتهوى اليه القلوب
الوقوف على خط الاستواء يلغي ظلّي
رغم طبعات الاقدام على التراب
إناء الفرح يتموضع فوق محيط الاحزان
مثل (قفّة) وسط موج عات يكاد يغرقها
بغداد المدوّرة تفخر بتدويرها
خرجت من اجندة مهندس يتميّز بتفرّده
تحزن الحدائق حين تحاصرها مواسم الذبول
موسيقى الاعراس تحاط بزغاريد النساء
ابتسامات الأطفا ل تصدر بشكل عفوي
موسيقى محمد عبد الوهّا ب تحلّق بأجنحة ارستقراطيّة
لا يصعد سلّمها إلا من يجلسون على اهرامات من ذهب
بغداد اميرة عواصم الامّة ..
بين فاصلة وفاصلة تاريخيّة
يأتي من يحولها إلى أمَة
او جارية في اجنحة الحريم
كل ازمنتها خاضعة لغباء الطواغيت الذين لا يلتفتون الى صيانتها
حيث ترتفع بيوت الاقلّية الى قمم
وتهبط بيوت الاكثريّة الى قبور
وهم بين الجنس والكأس
يتركون مدنهم هشّة
ويمتطون جيادهم الطائرة لاستلاب ارضاً جديدة
هؤلاء هم من يمهدون للإعصار ..
كنت مسجّى في سيّارة اسعاف تطلق نذيرها بشكل مزعج
في الطريق غيّرت الاتجاه صوب الجبل بمواجهة معبد بوذي
ارتعبت من النسور التي تنهش الجثث
كان حلماً يثير القلق
احسست بجسدي ينزّف عرقاً الخوف
خالجني احساس مثل من يكون في البرزخ
تحت وازع يقتحم طمئنينتي
يدخلني في عالم من تصوّرات لا تنتهي
صرخت امرأة من على كرسىيّها في (ديلاب) الهواء
كان شاب يطوّقها بذراعيه
الدولاب يدور بسرعة
تغمره الاضواء الملوّنة
( فتّاح الفال ) وموجة دخان البخور
لغط إدّعاء الغيب
زيارات مفاجئة ل (تيمور لنك ) و(هولاكو )
سنابك خيولهم فوق سرّة بغداد وبين فخذيها
بعد ان اغتسلت من طمثها
ولدت اكثر من مولود خلاسي
كانت لها مرآة من الذهب
وأبجدية من البلّور
بَرَدَها ومدرارها
يسقط في راحتي اميرها
كلّ شبر يشرق بسجّادة خضراء
الكوابيس المرعبة
تجعله يستند الى سيف (مسرور)
حديقة الزوراء أشتق أسمها لأزورار نهر دجلة الى الغرب
كذلك سمّيت بالمنصوريّة نسبة لأبي جعفر المنصور
جنائن بابل المعلّقة هندستها عبرت عن خطّ أحمر
في أجندة الحدائق الخضراء
الماء بتدفّق من التحت الى الاعلى
قبل وجود التكنولوجيا
امواج الصهيل تدلّ على نذر حرب قادمة
المقطع الشعرى يفتح كل قنوات السمع
يتملكني حدّ الذوبان
ينسيني كلّما في الوجود لحظة التلاوة , وصلاة الانغام
ابلغ نقطة لقهر الانسان حاجته الى الاخر
التاريخ من مشتركات البشريّة
تتألّق رموز الافراد على لوحته زوراً وبهتاناً
حيث يمحق دور الشعوب
ليس لقمة دور دون القاعدة العريضة التي هي كلّ شئ
الاهراما ت نسبت امجادها للفراعنة
دون بناتها من العبيد والفقراء
هناك من كانت بصيرتهم نافذة حيث قالوا
كلّ التاريخ البشري لا يخرج عن تاريخ ملوك , وقياصرة , و اباطرة ,وخلفاء
(نابليون بونابرت ) وأمثاله
في فصل الطفولة
ينام الانسان في مهد البراءة
حين تطول اظافره
وشعره يوخز مثل الشوك
يحن الى بيئة الغاب
صقل مواهبه وهذّب تصرفاته
كل شيء يتبخر حين تصعد سَوَرة الحماقة الكامنة في وعاء اكتنازه
بين ابجدية الغاب وأجندة الحضارة
مسافة لا تزيد
على الواحد من الالف من السنتمتر المربع
ليس للبنطال وورقة التين
من مسافة لستر العورة
كل وصايا الانبياء
وعظاة القديسين
وتحذيرات المتنوّرين
ما استطاعت خلع الضرس المتسوس من فك البشرية
المال وراء كل كوارث الجنس البشري
الحب الصادق انقى ما اكتنز الانسان لنفسه
الحرب هي ارث الغاب
وناموس الاقوياء
لا توجد ضحية في الارض اكثر من المرأة
الحصول على اللب تحت اللحاء
الغاء النواة والبذور يلغي ما يفخر به التراب
وينهي فصول الخليقة
من على لوحة الكائنات
الهدم من اجل البناء عملية ابداعية
قطرات ماء نقي تسقط من القمة افضل من مستنقع كبير
غرس نبتة حية
افضل من غرس غابة اشجار من العاج
استنبات الورود يعكس صدى سمفونية الذوق الرفيع
الصعود الى القمم
يكشف ما وراء المجهول
المخدرات هزيمة وجدانية
ونوم يقظة مصطنعة
مثل جواد يتصور العدو وهو في الاصطبل
البكاء يبدد سحب الاحزان
باستطاعة الانسان أن يجد فردوسه الطوباوي
ولكن على طريقة الحشّاشين
محاصرة الافكار تشعرك في زنزانة
بلا سقف ولا جدران
كرات الزجاج الملونة تدهش البدوي
ليس بالبغض تقوم المدن الفاضلة
كشف فائض القيمة
رمية حجر ادمت جبهة القارون
الاشتراكية المحطة الابعد للإنسان غير النرجسي
التخلص من حب الذات يعني الدورة حول الارض
الانسان الاول رسم وحفر لوحاته على جدران الكهوف المظلمة
لعبة الشطرنج وليدة حرب فكرية
تجد منطلقاتها في كل نقطة من عقل الانسان
وفوق مربعات تعبر عن اشكاليات النصر والهزيمة
لترسخ عملية همجية
وموتاً متصوراً يقربك من دموية الحرب
وتجاوز حدود الاخر
النظر الى الفواكه في الاسواق يقربك من الجنة
ويثير فيك كوامن الحرمان ان عجزت عن الشراء
الشجرة المركبة تفخر على قريناتها في مواسم الثمار
يوم يولد الانسان
يبدأ العد التنازلي معكوساً على مرآة الواقع المادي
في فصل الخريف تفقد الارض زينتها
والقمر يبدأ العد التنازلي لجماله
من بدر مدور لخط هلالي
حيث ينزلق لهاوية محاق مظلم
العشب الاخضر
سجادة الشعراء
وبساط الخالق العظيم
صوت الناي يحرّض الافعى على الرقص
ويخرج الانسان من عزلته
لولا القلم لبقي الانسان
رهن تخبّطه في الظلمات
وهو تحت قرص الشمس
وتحت القبة السماوية
في ليلة يكون القمر بدراً
الا كثر طغياناً في الارض
عملوا على اجهاض الحضارات
بحرق المكتبات وهي عبارة
عن عملية اعدام للعقول
وذر رمادها
في محيط ساكن
تختنق فيه الاسماك ويتجه قطار
من الحيتان الى السواحل في طقس انتحار جماعي
المنجل القديم يعجز
عن حصد جميع السنابل في المزرعة التي يقحمها
اما الان فباستطاعة
رمي رمانة ذرية صغيرة
تلتهم آلاف المزارع
بسرعة تقرب من سرعة ( آ صف بن برخيا ) في الانجاز
اخشى ما اخشى
السرعة التي تجاوز سرعة الصوت
ربما تكون الحروب القادمة
بجنود من حديد مبرمج
في الهجوم والانسحاب
مثلما الطائرات تنجز ما يطلب منها جهاز التحكم
بدون ان يكون على متنها انسان
العودة الى الرومانسية
وامتطاء سفينة الصحراء
وقطع المسافات على الجياد افضل وأحسن للإنسان
زهرة واحدة من قدّاح النارنج
افضل من (مول)مزدحم بالزهور, والورود الاصطناعية
جدران من شجيرات الصبّار لحماية بيتك
افضل من حزام من الاسلاك الشائكة
لم اكن ضد العلم وحركة التقدم
ولكن ترويض الانسان
وإدخاله مدارس الحب
وإلغاء مفردات البغض
وممارسة الانا
وشحن العقول
وتقبل من في الجوار
لغة , وعرقاً , وديناً
وتفكيك كل آلات الدمار
ودفن القارون في ذواتنا
والعمل بالمفردة الذهبية
(حب لأخيك كما تحب لنفسك )
لو استنبتناها في الذات حتى تنمو , وتزدهر
حتى تنمو وتزدهر كشجرة لثقل ما في الجمجمة
اما ان نكررها استنساخاً دون ايجاد قناعة
فهو استغفال لعقولنا
وإيهام عقول الاخرين
متى ما وضعت الاسلحة في المتاحف
تنفس الانسان بالأوكسجين المعطر
ما اقوله ادرك كونه خارج المنال
ولا يعدو ان يكون بالوناناً
ومناطيد اطفال
مع كونه يمثل اللب , وثمرة الحقيقة
متى وصل الانسان حدود السوبرمان
اصبح جزءاً من داينمو المحرك الكوني
لا يقاس مخترع الكهرباء , بمطارد الفراشات ,ومطفئ الفوانيس
في حديث قدسي
(عبدي اطعني تقل للشيء كن فيكون)
من يعمل على استتباب السلام يحبه الرب
المسيح يقول من ضربك على خدّك الايمن فأعطه خّدك الايسر
ومحمد ع قال من دخل بيت ابو سفيان) فهو امن
وذلك ليس دعوة من الضعف بل تجاوزاً لسفك المزيد من الدماء
البرت انشتاين اوصى
بعدم ضرب اليابان بالقنبلة الذرية
لأن اليابان تريد أن تحافظ على ماء وجهها مقابل الاستسلام
.امريكا ضربت اليابان لإشعار الاتحاد السوفياتي بامتلاكها السلاح الرهيب

شعوب محمود علي
9/4/2013



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الصوت القوي)
- من المفكرة الذاتية
- (بين بغداد وجديدة الشط )
- ( من المعجم السياسي )
- (عندما تتأكسد اللغة )
- (من اين يجيء النخاسون)
- بغداد على ابواب الفتح
- الفارس وبغداد المدورة
- ( كل يوم لنا كربلاء )
- الى اين نحن
- المفارقة
- من الليل يولد وجه النهار
- ( ومضات لربيع العراق )
- (رحلة خارج دائرة الحلم)
- (لتينك طعماً )
- لو يقطع هذا الكف
- شذرات
- ( الصيحة )
- (الزنزانة وجلسة القرفصاء)
- ( هاملت والشبح )


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الوقوف على خط الاستواء