يونس بنمورو
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 17:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف نشأة المدينة الإسلامية ؟ و ما هي أهم مراحل تكونها ؟ و ما مجموع عوامل تطورها ؟ هل من طبيعة علائقية بين الفكر الإسلامي و إستراتيجية العمران و التعمير ؟ و ما المقصود بالتخطيط العربي للمدينة من جهة ؟ و كيف هو ذات التخطيط المديني الإسلامي من جهة أخرى ؟ ما الذي يميز العمران الإسلامي إذن ، عن العمران البشري الغربي ؟ هل من طرق تحصينية للإطار المديني لذات المدن الإسلامية ؟ و كيف هي منشآت مدن حضارة الإسلام ؟ ما هي خصائصها إذن ؟ و ما الذي يميزها و يضفي طابع التفرد عليها ؟ و كيف هي حياة السياسة و كذلك الإجتماع ، داخل أسوار مدن الإسلام و المسلمين ؟
أسئلة تصطف إلى جانب أخرى ، تساءل فرادة و أصالة مدن الإسلام ، تناقش كيفية نشأتها ، و تسعى لفهم عوامل تشكلها ، بل و ميكانيزمات تطورها ، و حتى مراحل سيرورتها ؛ تبدي قراءات تحليلية ، متعددة البطانات في إستراتيجيات عمرانها و سبل تخطيطها ، بدءا بالتوكأ على متن الجغرافيا و وعاء التاريخ ، و بالإستناد ثانيا على علوم الآثار و براديغمات العمران ، دون إغفال المرور بتنظيرات أل السياسية ، و حتى أهل علم الإجتماع ، بل و التوقف قليلا عند عتبات الأنتروبولوجيا ، و بانورامات الثقافة و علوم الإنسان ، أسئلة بحثية تأمل أيضا في مزيد من الفهم ، لما تنشغل به الحياة المعتملة داخل أسوار مدن الإسلام ، و حتى في جوانب أحوازها ؛ هذه هي شواغل كتاب المدينة الإسلامية ، لمؤلفه الدكتور محمد عبد الستار عثمان ، الواقع في 367 صفحة ، و الصادر عن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الأدب – الكويت [ عالم المعرفة ] ؛ بين دفتي الكتاب ، يقدم المؤلف دراسة للمدينة الإسلامية ، تحاول أن تعطي صورة كلية لنشأتها و تخطيطها و مرافقها ؛ و كيفية إنتظام الحياة فيها ، من منظور يوضح أسس الفكر الإسلامي للعمران النظري ، و تطبيقاته العملية ، في المدن الإسلامية ، من خلال تتبع مراحل تاريخها المتتالية حتى نهاية العصر العثماني ؛ إذ تحكم دراسة المدن الإسلامية أسس واضحة ، يجب إعتبارها عند تناول أي جانب من جوانبها ، و تشكل هذه الأسس الإطار العام ، و المحاور الواضحة التي تميز المدينة الإسلامية عن غيرها من المدن ؛ هذه الدراسات المعنية بمدن الإسلام ، لم تبدأ إلا في العصر الحديث ، مرتبطة في ذلك بحركة الإستشراق و تطور إتجاهاتها ، و لا سيما بعد أن إهتمت الدراسات الإستشراقية بحقل التمدن الإسلامي ، و يفسر هذا الإرتباط أسس التوجه البحثي الذي يحكم هذه الدراسات ، و لا أدل على ذلك ، من أن الإطار و الأسس التي قامت عليها دراسات المدينة الإسلامية ، إذ بدت متأثرة إلى حد بعيد بالمفاهيم و النظم الإجتماعية ، و السياسية و الإقتصادية التي تحكم المدينة الغربية ، فإنتهت هذه الدراسات إلى نتائج خالفت الواقع إلى حد بعيد ، و بدت الحاجة إلى تصحيح تلك النتائج بإتباع منهج سليم ، يقيم المدينة الإسلامية تقييما يقوم في أساسه على معايير و المقاييس المستمدة من التجربة الإسلامية ، التي وجدت في التشريع الإسلامي المفصل لنواحي الحياة ، دستورا مهيئا سارت علية حركة حياة المجتمع ، فالإسلام دين مدني ، وساعد ذلك على سرعة إزدهار الحضارة الإسلامية بصورة منقطعة النظير ، و لا سيما أن هذه التشريعات سدت النقص الذي إعترى الفكر الإنساني في المراحل السابقة ، و أعطت قواعد صالحة لكل زمان و مكان ، سعى لها فكر الإنسان على مراحل تاريخه في رؤيته الفكرية النظرية للمدينة الفاضلة ، و عجز أن يحقق واقعا ملموسا لها بأي صورة من الصور ؛ إذ تناسبت الأحكام الإسلامية مع النظرة الإنسانية التي تكيفت معها في سهولة و يسر و تدرج ، إذ هذب الإسلام من طبائع النفس البشرية و إرتقى بها ، و إنعكس ذلك في صفاته التي تمثلها المدينة الإسلامية ، بإعتبار أن المدينة هي الحضارة ، ذات المدينة نسبت إلى الإسلام ، فهي بالإضافة إلى ما تتميز به من خصائص حضارية عامة ، تتسم بالصفة الإسلامية ، بإعتبار أن الإسلام منهج حياة فيها ، فقد إعتبر القرآن و السنة مصدري التشريع في كل وقت ، و إجتهد الفقهاء في تفسير ما ورد فيها من أحكام ، طورت نفسها مع تطور مظاهر الحياة الحضارية ، التي تتجدد في إطار من التغيير ، و سارت هذه الأحكام وفق أصول الفقه الإسلامي ؛ و لما كانت حياة المدينة الإسلامية مرتبطة إرتباطا أساسيا و كاملا بالإسلام ، كمنهج و طريقة في الحياة ، فإن أي دراسة علمية سليمة للمدينة الإسلامية ، لا بد من أن تضع في إعتبارها ، أن الإسلام و نظمه و أحكامه هي المحور الأساسي الأول ، الذي تدور حوله حياة المدينة بأسرها ، و بكل تفاصيلها و جزئياتها ، بجوانبها المختلفة ، إجتماعية كانت أو إقتصادية أو سياسية ، و أيضا في شكلها المادي للمدينة الإسلامية ، مفسرة دلالاته المختلفة في جونب الحياة الأخرى ، من إجتماعية و إقتصادية و سياسية و غير ذلك ، و لعلها تكون بجانب دراسات أخرى متخصصة من جانب الإجتماعيين و الجغرافيين و المؤرخين و غيرهم ، لتبرز الصورة الحقيقة للمدينة الإسلامية ، و تدفع عنها إتهامات دراسات بعدت عن المحاور الأساسية لدراستها ؛ و من ثم فالإسلام كان محورا من المحاور التي إعتبرها هؤلاء الباحثون الغربيون في دراستهم للمدينة الإسلامية ، و قد إختلفت من باحث إلى أخر ، درجة التعمق و البحث عن العوامل الإسلامية الدافعة إلى التمدن الإسلامي ؛ و وفق هذا السياق ، نجد إهتمام بعض الباحثين ينصب نحو إبراز دور الإسلام في تاريخ التمدن ، و أثره على المدينة الإسلامية ، أمثال Lompard : ؛ الذي أشاد بإهتمام الإسلام بالتمدن مقارنا بعصور التقدم السابقة عليه ، و ركزت Janet Abu Lughud ؛ على دور الإسلام في السيطرة على التمييز الطبقي و التمايز الثقافي ، و تقليل الأبعاد الإجتماعية بيت الجماعات المختلفة ، و يقول Benet ؛ إن الإسلام دين تمدن ، و له دور فعال في إعادة البناء التمدني الذي نراه متمثلا في المدن ، و إشارة إلى الربط بين المدينة و الإسلام معرجا على التعريف الفقهي للمدينة ، و أكد Spencer ، من جهته على إنسحاب السمة الإسلامية على المدينة الإسلامية ، من عصورها المبكرة حتى العصر العثماني ؛ و أكد على أن إنشاء المدن ، كان من مظاهر تمسك المسلمين بدينهم الفريد و بخضائصه ؛ لكن بالمقابل نجد رؤى باحثين مستشرقين آخرين ، يحددون عناصر معمارية لوصف المدينة الإسلامية بعيدة عن النسق الديني ، إذ نجد مثلا Planhol ، يرى بأن الإسلام لم يكن مشجعا أو دافعا إيجابيا لحركة التمدن ، و من ثم ينفي أثر الإسلام على تكوين المدينة ؛ و يعضد هذا الرأي Hammond ، الذي يذكر أن الحضارة الإسلامية كانت ضد حركة التمدن ، رغم ما يذكره عن التطور الكبير الذي أحرزته بعض مدن العواصم الإسلامية ، و تكشف و جهة نظره في الإسلام ، ما يذكره من أن الإسلام قد إعتبر المدينة مجرد وجود ديني لا سياسي ؛ و قد أدى عدم الفهم الواضح إلى تضارب أراء هؤلاء الباحثين ، و إلى الوصول إلى نتائج خاطئة تخالف من إتخذ منهم الإسلام محورا أساسيا لفهم المدينة (...) إذ توصلت Janet Abu Lughud ، من جهتها ، إلى أن المدن العربية تسير وفق قانون إسلامي يحدد أشكال الملكيات و حقوق الإرتقاء تحديدا واضحا ، إذ يحدد ـ الدين الإسلامي ـ علاقات الملكيات الخاصة بالمرافق العامة ؛ و ينظم علاقات أصحابها بالجهات الرسمية للدولة ، و أن هذا النظام يختلف عن نظام القانون الروماني الذي كان يحكم مدن أوربا في العصور الوسيطة ؛ و في المقابل يقول Stern ، أن المدينة الإسلامية خالية من المؤسسات ، لأن المجتمع الإسلامي لم يرث أيا من المؤسسات المدنية ، عن الحضارات القديمة اليونانية و الرومانية ، كما أن الإسلام لم يطور أيا من هذه المؤسسات ؛ و يرى بأن الحضارة الإسلامية ، كان بإستطاعتها السيطرة على ما كان موجودا قبل الفتح الإسلامي ، من مؤسسات مدنية قديمة و تطويرها ، غير أنها لم تقم بهذه العملية لإنتهاء دور فعالية المؤسسات المدنية القديمة ، فلم يبق هنالك شيء تسيطر عليه هذه الحضارة ؛ و يكشف هذا الرأي غياب ماهية الإسلام عند Stern (...) بل حتى وحدة المسلمين حسب ذات الباحث ، لم تنبثق من خلال تماسكهم تجاه القانون كما هو الحال في المدينة الإغريقية و الرومانية و الأوربية في العصور الوسطى ؛ فأهالي المدينة الإسلامية منقسمون على أنفسهم دينيا و إقليميا و عنصريا ، إلى جماعات و كتل لكل منها رئيسها و قوانينها ، و أنهم لم ينتظموا في نقابات أو تنظيمات حرفية ، و يخلص هذا الرأي ، إلى أن سكان المدينة مجرد ساكنين فقط و لا يمتون بصلة مدنية لها ؛ حتى أن Claude Cahen ، يرى أنه من الخطأ أن نطلق عليها مسمى المدينة الإسلامية ، و الأحرى أن نسميها مدن دار السلام ، إمعانا في تجريد المدينة الإسلامية من أي صفة مدينة مستقلة ، و في سبيل تأكيد ذلك يقول Cahen Claude دائما ، بأن الكثير من سمات ما يسمى المدينة الإسلامية في الواقع ، ما هي إلا صفات و سمات المدينة البيزنطية و الوسيطة ، و صفات المدينة الإيطالية أيضا ، قبل القرن 11 ؛ لكن نشوء المدينة الإسلامية إذن ، و كيفية تطورها ، وفقا لما سبق ، بدأ مع بداية الدعوة إلى الإسلام ، و تطورت بتطور حضارته ، و من ثم ، لا يمكن أن نغفل هذا الأساس ، عندما نتعرض للمدينة الإسلامية بالبحث أو الدرس ، فهي كائن حي يتأثر و يؤثر ، يأخذ و يعطي جريا على سنة الحياة التي إختلفت عصورها ، و ظروفها السياسية و الإجتماعية ، و الإقتصادية و الثقافية ، و إذا ما إعتبر ذلك ، فإن نهج البحث يستقيم ، و تتضح الظواهر وضوحا يقينيا لا لبس فيه و لا غموض ، و يجنبنا مرة أخرى ، تقييم المدينة الإسلامية في إطار المعايير و المقاييس التي تقيم بها المدينة الغربية ؛ لذا فمحتوى هذه الدراسة ، يتضمن مدخلا تمهيديا ، يتناول الفكر الإسلامي و إستراتيجية العمران ، من منظور يوضح جوانب هذا الفكر المنطلق أساسا من الكتاب و السنة ، ثم تتبع أسس هذا الفكر في العصور الإسلامية التالية ، التي تعكسها بوضوح مصادر التراث الإسلامي ، و يؤكد تطبيقاتها ما كشف من أثار المدن الإسلامية ، و ما نراه واضحا في بعض المدن المحتفظة ببعض أحيائها الأثرية ، فيكون هذا المدخل إطار يجسم هذا الفكر و يكشف عن أسسه ؛ إذ في الفصل الأول ، من صفحات قراءتنا لكتابنا هذا ، سنحاول التعرض بالدراسة و التحليل لنشأة المدينة الإسلامية و تطورها ، مركزين على نشأة تخطيط المدينة ، و مراحل هذه النشأة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، و عهد الخلفاء الراشدين من بعده ، و بعد ذلك ، تعرض دراسة الكتاب مراحل التطور و النضج التي وصل إليها تخطيط المدينة الإسلامية ، و المؤثرات المختلفة التي أثرت فيه من فترة إلى أخرى ؛ و الفصل الثاني : يعرض تخطيط المدينة الإسلامية ، إذ تعرض الدراسة أسس هذا التخطيط و محاوره الأساسية ، مع إبراز أثر القيم الإسلامية في ذلك ، و ربط الجانب النظري الفكري ، بالجانب التطبيقي الميداني من واقع ما هو قائم من نماذج المدن الإسلامية ؛ و يختص الفصل الثالث : بدراسة تحصين المدينة الإسلامية من منظور تاريخي و أثري ، يبرز أثر التحصين على تخطيط المدينة ، و يكشف عن نظام تأمين المدن و الدفاع عنها ، و يوضح جانبا من التاريخ الحربي لهذه المدن ، و أثره المباشر في حياة مجتمعنا ؛ و في الفصل الرابع : تعرض الدراسة ، الشوارع و الطرق في المدينة الإسلامية ، فتبرز الأسس التي قام عليها تخطيط هذه الشوارع و نوعيتها المختلفة ، و إيضاح العلاقة بين الشوارع و الطرقات و تخطيط المباني المطلة عليها ، ثم تلقي الضوء على نظام الحياة في شوارع المدينة الإسلامية في إطار القيم و القواعد الإسلامية مع إبراز أهمية الشارع كعنصر إتصال ؛ و يختص الفصل الخامس ، بدراسة المنظمات و المرافق العامة في المدينة الإسلامية ، كالمساجد و الأسواق ، و البيمارستانات و المدارس و الأسبلة ، و أحواض الدواب و غيرها ، و إرتباط توزيع هذه المرافق بتخطيط المدينة العام و نظام الحياة فيها ؛ و يخلص الفصل السادس ، إلى دراسة جوانب و نظم الحياة السياسية في المدينة الإسلامية ، من منظور يؤكد على مفهوم السياسة في تلك العصور التي عاشتها المدينة الإسلامية ، و يربط بين هذه الحياة و تكوين المدينة و مؤسساتها ؛ و في الفصل السابع ، من هذه الدراسة يعرض جوانب الحياة الإجتماعية في المدينة الإسلامية ، من خلال قراءة تكويناتها المادية و مؤسساتها المختلفة ، بإعتبار أن المدينة الإسلامية بهيكلها التخطيطي و العمراني ، ما هي إلا صدى لجوانب الأنشطة الإجتماعية فيها ؛ و في خاتمة هذه الدراسة ، تبرز النتائج الهامة التي كشفت عنها ، و التي تضع المدينة الإسلامية في موضعها الصحيح من تاريخ المدينة العالمي ، لا سيما أن الدراسات الهامة التي تعرضت لتاريخ المدينة العالمي ، أهملت المدينة الإسلامية و أهميتها في ذلك التاريخ الممتد في المدينة ، و الذي يعكس بوضوح تطور حياة الإنسان ؛ لذا لا يستقيم البحث في مدائن الإسلام إذن ، دون العودة للنسق الديني الإسلامي بإعتباره منظومة تنظيمية شاملة ، مؤطرة لمناحي الحياة بإختلاف تشعباتها و تلويناتها ، و التي إنعكست على المناحي المادية للثقافة و الحضارة ، و بتالي فالمدينة العربية هي إسلامية دينية في أصلها ، تمتح من الدين ، و تأسس بنياتها على ذات الدين .
المـراجــع :
1 : محمد عبد الستار عثمان : المدينة الإسلامية ، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الأدب ـ الكويت .
2 : M.Lompard : The Golden Age of Islam translated by Spencer , Netherland .
3 : Janet Abu Lughud : Varieties of Urban Experience .
4 : F.Benet : The Ideology of islam Urbanisation in International Journal of
Comparitive Sociology .
5 : W.Spencer : Urbanisation in North Africa .
6 : Xavier de Planhol : The Word of Islam , New York 1959 .
7 : Mason Hammond : The City in the Ancient World , Harvard , 1972 .
8 : M.Stern : The Construction of The Islamic City , The Islam City , Oxford 1972 .
9 : C.Cahen : Y a-t-il eu des corporations professionnelles dans le monde musulman .
10 : http://www.wikipedia.org
يـتـبــــــع ...
#يونس_بنمورو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟