أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد ألرحيم ألسعداوي - في وداع شارع ألمتنبي














المزيد.....

في وداع شارع ألمتنبي


كامل عبد ألرحيم ألسعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


في وداع شارع ألمتنبي
يعيش شارع ألمتنبي أليوم عصره ألذهبي ،فأيام جمعته أصبحت كرنفالات تمور بأجيال مختلفة من ألمثقفين وألفضوليين وألمبتهجين ،مكتبات تنبثق من زوايا ميته في صراع مرير مع ألمكان ألضيق ,أحزاب لا تجد جمهورها ألافي تلك ألأيام وأرادات سياسية متعارضة ، قوى ناهضة وأخرى تقاوم ألأندثار بالمساحيق منتهية ألصلاحية ،شباب لاينزعون أصفادهم ألا في أيام ألجمع وحصرا في ذلك ألشارع ،فتيات ،مراهقات وعوانس يشربن أستكانات ألشاي
أللذيذة وهن يحشرن أردافهن ألمتحررة في كراسي متهالكة،حتى قوات ألحرس ألمكلفة بالحماية ،تراهم وسيمين ومنضبطين وكأن جنية ألثقافة قد أنزلت عليهم سكينة مؤقتة .
ألمسؤولون ألذين لانحبهم وقد صدعوا رؤوسنا بأسلحتهم سريعة ألطلقات وألتي يطلقونها يوميا عبر ألفضائيات ،تجدهم في هذا ألشارع أكثر أناقة وأزيد طولا وهم متواضعون ولايزاحمونك على ألمكان وألأضواء وكأنهم جائوا ليصلوا لله وحسب ،ولكن مالذي حل بك وأنت من رواده ألمخضرمين،فتجد نفسك غريبا على ألشارع فما أن تدخله حتى تسارع بمغادرته ،هل هي غريزة ألخذلان ألتي تدفع ألمهزومين بعيدا عن ساحات ألمعارك ألتي خسروها أم هو أستسلام حضاري لصراع ألأجيال ألأزلي ،حيث يخلي ألجيل ألقديم وقد أصابه ضيق ألتنافس مكانه لجيل جديد يتقافز مثل سبرنكات ألساعة ألخالدة ،أم أن صلاح عبد ألرزاق وفخري كريم يزعجانك وهما يتنافسان لحشو قاعاتهم وكأنها صناديق أنتخابية تتلهف للأصوات ألزائفة ،في بعض ألأحيان تفكر بأن شارع ألمتنبي هو صورة شعاعية لأحشاء ألثقافة ألعراقية ،هذا أفتراض ممكن ،وهويعكس أمراضها وعللها ومؤشراتها ألحيوية وقواها ألفتية وألأخرى ألتي شاخت،وهنا نتراجع لنؤشر أن من أهم نتائج ألتغيير في 9/4 هي حرية ألنشر وألقراءة وألبحث بعد غياب ألرقيب ألأيديلوجي ( ألبعثي ) ،فكانت ظاهرة أتساع قاعدة ألبحث ألأكاديمي (ألجامعي ) حيث تزايدت أعداد ألباحثين من ألطلاب حديثي ألتخرج وكذلك ألذين تخرجوا قبل سنوات عديدة ،سيما بعد أن أصبحت ألشهادة ألجامعية أحدى أهم تذاكر ألدخول ألحاسمة ألى ألنادي ألذهبي (ألطبقة ألسياسية ألمستحدثة )،وهؤلاء ألشباب بحاجة ألى مصادر وكتب وعلاقات لأنجاز أطاريحهم فأصبحوا هم ألعنصر ألسائد وألمسوق ألأهم للشارع ،ولكن هؤلاء جادون ويرتبطون بالشارع بعلاقة مصلحية مؤقتة تنتهي بحصولهم على مراكزهم ألوظيفية ،وهنا سيختفي ألطابع ألعفوي وألعبثي وألمتمرد للشارع ،وأذا ماعدنا ألى ألوراء قليلا فسنرى أن ألثقافة ألعراقيةوبملامحها ألمتميزة وفترات عطائها وربيعها ،خلقت من قبل أدباء وشعراء وحتى باحثين هامشيين ومتمردين وعبثيين وأن ألدور ألأكاديمي تمثل في مجال ألنقد وحتى هذا ألأخير تسللت أليه حمى ألعبث ،وحتى أيام ألتكالب ألأيديولوجي ،حين تمت عسكرة ألثقافة ألعراقية ألى معسكرين ،كان هذا ألصراع يدور على أيادي أيدولوجيين(مفلسين ) لايمتلكون ثمن أستكان شاي أوربع عرق ،أما أليوم فمن يهيمن على ثقافة ألعراق أصحاب ألبدلات(حتى وأن أصبح سعر هذه ألبدلة خمسين دولارا فحسب )وبالمناسبة فأن ألكثير من هؤلاء هم (حوزويون )تركوا عمائهم وجببهم ونزلوا ألى شارع ألمتنبي لمزاحمة وأزاحة ألمثقفين (غير ألعضويين ) وهم أيضا متدينون وأن كانوا يدعون ألى علمانية كئيبة ،وعلى ألجانب ألاخر فأن حزبا (ديناصوريا ) يجثم على ألطرف ألآخر من ألثقافة ألعراقية ،وهوحزب مصاب بتصلب ألشرايين وألشيخوخة وألربو وهو يمسك بأجهزة ألتنفس ألصناعية لتلك ألثقافة ويحول دون تماثلها للشفاء ويقود ذلك شيوخ أصابهم ألصمم فلم يستمعوا لروائح ألعصر ولم يشموا نواقيس ألتغيير وألربيع أذ يحل في كل ألمواسم كسرا للأيقاع .
أن ثقافة بلا صعاليك ،ثقافة تقودها بدلات وربطات عنق وشهادات لن تحصل أبدا على (صحة صدور ) وعمائم مخبئة في حقائب أنيقة ،تلك ألثقافة لن تنتج أبداعا أنسانيا حقيقيا ،وشارعا كهذا سيتحول ألى فناء خلفي للصراع ألمسف لنخبنا ألمتهاوية .



#كامل_عبد_ألرحيم_ألسعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا وألعراق وجه مثخن بالكدمات
- ألسفير كروكر وأثيل ألنجيفي وعبد ألكريم قاسم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عبد ألرحيم ألسعداوي - في وداع شارع ألمتنبي