|
أمريكا وألعراق وجه مثخن بالكدمات
كامل عبد ألرحيم ألسعداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
والعراق وجه مثخن بالكدمات قراءة في كتابين (حرب الضرورة حرب الأختيار لريتشارد هاس ألحرب وألقرار لدوغلاس فايث ) كامل عبد الرحيم السعداوي
لا أدري لماذا كلما قرأت كتابا عن ألسياسة ألخارجية ألأمريكية ،خرجت بعدنهايته أكثر عطشا وأقل فهما فصورة ألأمريكي ،ألرجل طويل ألقامة قوي ألبنيان شديد ألأحمرار بدفترملاحظات كبير محشو بالمعلومات هو في ألنهاية أحمق ،وسوف لن تختلف تلك ألصورة عندما يتحول هذا ألشديد ألأحمرار ألى أسود مادام طويلا وأنيقا ويجيد ألبيسبول ،وربما ستكون أثمن نصيحة لسياسيي عراق ألألفية ألثالثة أن أهتموا بكل شيء ،بالمناخ وبمزاج شيوخ ألعشائر وبسعر ألكمأ للسنوات ألخمس ألقادمة وبقادة ألفرق ألعسكرية ، أن كانوا مثليين أو يحبون (ألغجريات ) ،وأتركوا أمريكا لماغي فرح وقارئي ألأبراج .فالعالم كبير أكثر من أللزوم .وحتى(مبدأ مونرو) لايمكن ألألتزام به حتى ألنهاية فأمريكا أللاتينية تفرخ (هوغو شافيزات )مثل ألخلايا ألسرطانية وأن كان ألأخير سيلتهم واحدا منهم، لابأس أذا لنكتفي بالتعريف ألمخضرم للكركدن غير ألمنقرض (كيسنجر ) والمصالح ألحيوية للأمة ألأمريكية ،وحتى هذه تم أختصارها ألى أمن أسرائيل فحسب ،وأسرائيل هي أكبر حماقةللحضارة ألغربية بشاطئيها منذ عصر ألأنوار . ريتشارد هاس (مؤلف كتاب سيرة حربين على ألعراق )ديبلوماسي وسياسي عاصر فترة حكم بوش ألاب وألأبن وعمل في أدارتيهما وهو يميز بلباقة بين نوعين من ألحروب ،حرب ألضرورة وحرب ألأختيار وألفرق واضح فحروب ألضرورة تلك ألتي نخوضها دفاعا عن أنفسنا أوحلفائنا أو عن مصالحنا ضد عدو خارجي أوهجوم طاريء على ممرات أو أماكن أستراتيجية أوبلدان كنا قد وقعنا معها على معاهدات وأتفاقيات ،وألأخرى أي حروب ألأختيار فهي تلك ألتي نذهب أليها بتخطيط وتصميم لتوسعة رقعة ألنفوذ أو ألقضاء على ما نعتقد أنه خطر علينا أو على حلفائنا ،وعلى هذا ألأساس تكون حرب ألخليج ألثانية (حرب تحرير ألكويت )هي حرب ضرورة ،أما غزو ألعراق في 2003 فهو حرب أختيار وهنايورد ألكاتب مثلا للتوضيح فهو يعتبر ألعدوان ألأسرائيلي عام 1967 هو حرب أختيار بمعنى أن أسرائيل لم تكن مجبرة على خوضها ،بينماحرب ألسويس 1956 أو ماسمي بالعدوان ألثلاثي هي حرب ضرورة لأنها شنت دفاعا عن مصالح حيوية تم تهديدها عبر قرار تأميم قناة ألسويس ألشهير ،وأذا مادققنا ألنظر فان حروب ألأختيار هي من يترك ألأثر ألطويل ويحدث ألفرق في ألتوازنات ألأستراتجية ،فلقد أنتهت آثار حرب ألسويس منذ أمد بعيد ولكننا لازلنا نعيش نتائج ألعدوان 67 ،وهذا ينطبق على حرب تحرير ألكويت فلقد طويت صفحتها وتماثلت ألكويت للشفاء وربما حازت على بعض المكاسب ،أما نتائج غزو ألعراق عام 2003 فأن ألله وحده يعرف متى سيتشافى ألعراق من جراحها ،أما(دوغلاس فيث )مؤلف كتاب (ألحرب وألقرار) وكان واحدا من فريق عمل بوش ألأبن ويعمل (مديرا للدائرة ألسياسية في ألبنتاغون)فهو يباشر منذ ألبداية لتبديد ألصورة ألتي تواترت عن هذه ألأدارةوألمتمثلة ب(ألقصة ألعادية ألتي تصور ألرئيس وأعوانه في ألأدارة كأشخاص مشبعين بالروح ألعسكرية ومتهورين وذوي عقول مغلقة ونظريين،بلا تفكير بأحسن ألأحوال ،وحتى غير مستقيمين ومستميتين لمحاربة ألعراق منذ أليوم ألأول للأدارة ) . ألكتابان يعكسان وجهتي نظر متقابلةبشأن ألغزو ألأمريكي للعراق ،بين فيث ألذي يبرر هذه ألحرب وريتشارد هاس ألذي يعتبرها على ما يبدو تفتقد للضرورة وكان من ألممكن أللجوءلحلول أخرى ولم تتم دراسة نتائج هذه ألحرب بشكل عميق ،وهذا مايحاول تفنيده فيث وتكذيب ما يحاول (بعض ألمنتقدين أقامة ألبرهان على أن مسؤولين أمريكيين تلاعبوا بمعلومات أستخباراتية لحمل ألرئيس ،بوش ، على أطاحة صدام وحث ألراي ألعام على دعم ألحرب .وهم يصرون على أن ألمسؤولين الذين دعموا تغيير النظام في ألعراق فعلوا ذلك لاسباب أيديولوجية أو لأسباب خاطئة ، نشر ألديمقراطية بحد ألسيف أو خدمة ألمصالح ألأسرائيلية بدلا من ألمصالح ألأمريكية .) وفي بداية ألقرن ألحادي وألعشرين وأول أيام ولاية بوش ألأبن كانت ألولايات ألمتحدة ألأمريكية أمام غموض شبيه بالهاوية فيما يخص أولوياتها ألديبلوماسية وألأستراتيجية فلقد كان (وضع ألميزانية ألأتحادية في تلك ألمرحلة سليما والبلاد كانت تشهد أزدهارا نسبيا وألسلام كان يعم في جزءكبير من ألعالم . ) وبوش (كان قد رشح نفسه على أساس من خصاله ألشخصية كألألتزام ألديني وألعائلي في أعقاب ألفضائح ألتي دوت أصداؤها في أدارة ألرئيس كلينتون) ،وكلا ألكاتبين (هاس وفيث )يؤكدان أن ألعراق لم يكن من ألأولويات ألستراتيجية لدى ألأدارة ألجديدة فهاس ألذي عمل (مدير موظفي تخطيط ألسياسات )في ألخارجية ألأمريكية بترشيح من كولن باول يتحدث عن أول لقاء عمل مع هذا ألأخير حيث أتفقا على أن أوروبا سوف لن تحتل دورا مركزيا في قلب ألأولويات وألملف ألنووي ألأيراني لم يفرض نفسه بعد عكس ما يحصل في كوريا ألشمالية مع قلق مشروع من هذا ألسلاح لدى باكستان ،كما أن مفاوضات ألسلام بين ألفلسطينيين وأسرائيل تراوح في مكانها وعلى مايبدو هذا لم يزعج أحدا ، غير أن تغيير نظام صدام حسين وبأية طريقة ممكنة لطالما كان على ألطاولة وأن كان ليس ملحا كما أسلفنا،وأذا كان ألكتابان يصنفان على أنهما من كتب ألتأريخ ، فأنه ، أي ألتأريخ، سوف لن يذكرجورج بوش ألأبن دون ألكارثة ألتي ألمت بالعراق جراء غزوه له،كما أن سياسة أوباما وأنسحابه من ألعراق لم تكن أفضل من ذلك، فاذا ماكان ألغزوألأمريكي قددمر ألدولة ومؤسساتها بما فيها ألجيش وألشرطة فأن مغادرة ألقوات ألأمريكيةلم تواكبهاعملية محاولة ألتحريض وألضغط على تصحيح أداء ألحكم ألجديد في ألعراق ولا مساعدته لأتمام عملية ديمقراطية من دون ألتدخل ألأيراني ألذي أستفاد من ألفراغ ألذي تركه أوباما . يشرح دوغلاس فيث كيف تطور مفهوم ( ألحرب على ألأرهاب ) بسرعة بعدهجمات أيلول على برجي ألتجارة ،فلاشك أن تلك ألضربة أفقدت ألأدارة ألجديدة كثيرا من توازنها وعندما تداول ألرئيس بوش مع مستشاريه ومعاونيه كان من ألضروري توسيع مفهوم تلك ألحرب (على ألأرهاب ) لتشمل أشخاصا وأحزابا وهيئات وحكومات ودولا ،وكان هناك أيضا صدام حسين ألذي تحول ألى ما يشبه ألرجل ألقبيح ألذي تشاهده وتصطدم به أينما ذهبت أو حللت ،حسنا فلنزيح هذا ألرجل، كفى فعلى أحدهم ألقيام بذلك وتنظيف ألفوضى، هكذا فكر بوش فأيده رامسفيلد وبسرعة تم أخراج ألخطط وألأهداف من ألأدراج ،كان ألمعاونون قد حزموا أمرهم ،فللنهي هذا ألرجل ألقبيح. وبالمناسبة كان رامسفيلد (وزير ألدفاع ) قد طور مفهوما عسكريا جديدا حول طبيعة ألحروب في ألقرن ألحادي وألعشرين ،فهو يرى أن نخبة مدربة تدريبا عاليا ومسلحة باكثر ألأسلحة تطورا ومدعمة بوسائل وتقنيات أتصال شديدة ألتطور وتحميها وتنقلها طائرات متقدمة جدا من ناحية دقة تصويب ألأهداف أو ألتشويش أو ألأتصال ،قادرة على أجتراح ألمعجزات ,احداث ألخرق وألأنتصار ،كان كولن باول، وزيرالخارجية،له رأي آخر وهو ألضابط أللامع ،فهو يرى أنه لايمكن تجاوز ألمفهوم ألكلاسيكي للحروب وبحسب كتاب (كوبرا ) ،وهذا بالمناسبة هو ألأسم ألأول لخطة أجتياح ألعراق ،فأنك تحتاج جندي واحد لكل مائة نسمة من ألبلد ألمراد غزوه ،فبلد مثل ألعراق تعداد نفوسه أكثر من ثلاثين مليون نسمة ،يحتاج ثلاثمائة ألف جندي على ألأقل لأجتياحه ،وكان رامسفيلد يتحدث عن أقل من مائة ألف ،وقد دخل تومي فرانكس (رئيس هيئة ألأركان ) على خط ألمناظرة (من يقوم بدور ألشرطة ) فالمارينز غير مدربين للقيام بهذا ألدور ،وهم يعلمون جيدا أنه بعد سقوط ألنظام سيحصل أنهيار أمني وسيهرب ألجنود وألشرطة وسيكون سلب ونهب ،كل هذا لم يؤخذ بالحسبان وتم ألمضي قدما بالخطط ألعشوائية بل والمتعارضة مع بعضها . أذن كان ألكل يعمل ضد ألكل رغم أنهم بصدد ألقيام(بأكبر عقاب ناري في ألتاريخ ). وأنا أكتب هذا التقريرعرضت قناة أل بي بي سي / عربي تقريرا عن كولونيل متقاعد تم أستخدامه منذ عام 2003 وحتى عام 2006 لأنشاء قوات شرطة خاصة تقوم باعمال خاصة ،وهذا هو ألذي لايمكن أن يتحدث عنه ريتشارد ها س ولا دوغلاس فيث ،وهو يظهر كيف تحول فريق دوغلاس فيث ألى مجموعة من ألقصابين بعدما فوجئوا بزيادة عديد قتلى ألجيش ألامريكي ،هذا ألكولونيل ألمتقاعد يدعى جيمس ستيل وهو عمل في فيتنام وفي القوات الخاصة في السلفادور وبسبب التخبط ألأمريكي عملوا على نقل ألتجربة ألسلفادورية أو بالاحرى نقل تجربة ألأمريكان بقمع اليسار في السلفادور ،من يذكر هذه ألأيام نيغروبونتي وما يسمى بالخيار ألسلفادوري ،لقد عمل جيمس ستيل وبعلم ودعم من ألجنرال بترايوس ووزير الفاع رامسفيلد على بناء قوات خاصة للشرطة تقوم باعمال خاصة ،اعتقال تعذيب تصفيات ،وعندما غرق ألعراق بالدم ،سيما بعد أنفلات ألعنف ألطائفي عامي 2005 و2006 ، قرر ألأمريكان ألكف عن ألغرق في بركة ألدم ألعراقية , ,وألأكتفاء بانتظار (التطور ألطبيعي ) لهذه العملية القذرة وما تفرزه من قيادات ومن ثم التعامل مع هذه ألقيادات ،وهنا ظهر نوري المالكي وبقية ألقصة معروفة نوعا ما ، يقول ريتشارد هاس أنه في ألوقت ألذي كانت ألولايات ألمتحدة عالقة في رمال فيتنام ،حصل لقاء بين ريتشارد نيكسون ( ألرئيس ألأمريكي آنذاك ) ووزير خارجيته كيسنجر وأمير ألكويت وكانت بريطانيا قد أعلنت عن عزمها على ألأنسحاب من محميات ألخليج ألعربي وكان هذا ألجزء من ألعالم يخضع لسيطرة كل من ألعراق وأيران وألمملكة ألعربية ألسعودية ، بادر أمير ألكويت بالسؤال ،ما تراها ستكون النوايا الامريكية لو شن العراق ،عللى سبيل المثال ،هجوما على ألكويت.كان الحديث هذا عام ،1968 يقول كيسنجر ،رمقني نيكسون بتلك النظرة الفارغة ،لم يكن هناك جواب على ما يبدو وفي عام 1990 وبعد لقاء صدام حسين بالسفيرة الامريكية غلاسبي وبعدما بدا واضحا نية صدام لاجتياح الكويت أقنع( بعد جهد)معاونو ألرئيس ،بوش ألأب بألأتصال شخصيا بصدام وألحديث معه وثنيه عن ما خطط له وبعد أن أقتنع ألرئيس بوش ألأب وفيما هم يبحثون عن رقم ألهاتف والطريقة ألمناسبة للقيام بذلك ،تواترت ألأنباء عن دخول طلائع ألحرس ألجمهوري ألعراقي لمدينة ألكويت ،وفي ألختام فعلى مايبدو هناك ثلاثة عوامل رئيسية تتحكم بسياسات ألولايات ألمتحدة ألآمريكية تجاه ألعراق وهي أولا /ألأرتجال وثانيا / ألأرتجال وثالثا / ألأرتجال .
#كامل_عبد_ألرحيم_ألسعداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألسفير كروكر وأثيل ألنجيفي وعبد ألكريم قاسم
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|