أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - امريكا اللاتينية بعد شافيز















المزيد.....

امريكا اللاتينية بعد شافيز


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 00:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الأهمية التاريخية للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تناولها نعي كتبه العضو المؤسس لحزب العمل البرازيلي، ورئيس جمهورية البرا زيل السابق لولا دا سيلفا (2003 – 2010 )، والمنشور في موقع amerika21.de في 10. 3 . 2013.
سيمتلك التاريخ مشروعيته، عندما يؤكد الدور الذي لعبه هوغو شافيز في عملية الاندماج في امريكا اللاتينية، وكذلك اهمية الأربعة عشر عاما التي تولى فيها مهام منصبه بالنسبة للفقراء في فنزويلا، حتى وفاته يوم الثلاثاء (5 .3 . 2013 ) بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
ولكن قبل ان يملي علينا التاريخ تفسير الماضي، علينا ان نطور قبل كل شيء فهما واضحا لأهمية شافيز: سواء على الصعيد الوطني، او على صعيد السياسة الدولية. وبهذه الطريقة فقط، يمكن لصناع القرار، وشعوب امريكا الجنوبية – حاليا، ومن دون شك في ديناميكية الاستمرار- ان نحدد بوضوح المهام التي تنتظرنا، لتعزيز التقدم الذي تحقق في السنوات العشر الماضية في مجال الوحدة الأممية.
و تزداد اهمية هذه المهام اليوم، ونحن نقف الآن من دون الطاقة اللا متناهية لهيغو شافيز: قناعته العميقة بإمكانية اندماج بلدان امريكا اللاتينية، ومن دون جهوده لتحقيق التحول الاجتماعي المطلوب لتحسين معاناة شعبه.
لقد ساهمت الحملات الاجتماعية، التي بدأها هوغو شافيز، خصوصا في قطاعات الصحة العامة، السكن، والسياسة التربوية، في تحسين الظروف المعيشية لملايين الناس في فنزويلا.و ليس من الضروري ان يتفق المرء مع كل ما قاله وفعله هوغو شافيز. وانا لا انكر انه كان مثيرا للجدل والاستقطاب في احيان كثيرة، انه شخصية لا تخشى اية مناقشة، وليس لديه موضوع محرم. وعلي ان اعترف، كثيرا ما كان لدي شعور، كان من الحكمة ان لا يقول كل ما قال، ولكن كانت هذه واحدة من صفاته الشخصية، والتي لا ينبغي ان تشوه خصاله النوعية، وخصوصا اذا كان تقييمه يجري عن بعد.
ويمكن ان لا يوافق المرء السيد شافيز في منظومته الفكرية، وكذلك في اسلوبه السياسي، الذي وصفه منتقدوه بالاستبداد. لقد اتخذ قرارات سياسية ليست سهلة، ولم يتردد في اتخاذ قراراته.
ومع ذلك لا يستطيع انسان صادق، ولا عن بعد، ولا حتى اشد المعارضين له انكار الحب، والثقة، والصداقة الحميمة، التي يحملها السيد شافيز لفقراء فنزويلا، ولقضية تكامل امريكا اللاتينية. ومن بين العديد من جماعات الضغط وقادة الدول الذين التقيتهم، يمتلك قليلون الايمان الشديد بتلاحم قارتنا وشعوبها المختلفة - من الهنود، وأحفاد الأوربيين والأفارقة والمهاجرين الحاليين، الذي امتلكه شافيز.
لقد كان دوره حاسما في عقد اتفاقية عام 2008 ، التي تمخض عنها اتحاد امم امريكا الجنوبية ، وهي منظمة حكومية دولية تتألف من اثني عشر دولة، والتي يمكن ان تحول في يوم ما القارة الى نموذج شبيه بالاتحاد الأوربي. وفي عام 2010 اصبحت منظمة بلدان امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي حقيقة، والتي وفرت منتدى سياسي الى جانب منظمة البلدان الأمريكية، ولكن من دون الولايات المتحدة الأمريكية و كندا.
ولم يكن ممكنا، من دون الدور القيادي للسيد شافيز، قيام بنك الجنوب ، وهو بنك تسليف مستقل عن البنك الدولي، وبنك التنمية الأمريكية. وما عدا ذلك كانت له رغبة شديدة في تعزيز العلاقات بين أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، والبلدان العربية. وعندما تموت شخصية سياسية دون ان تترك افكاراً، ينتهي كذلك أرثها وفعالها.
ولكن الحال لم يكن مع السيد شافيز كذلك، لقد كان شخصية سياسية حيوية لا تنسى، وستظل افكاره تناقش في الجامعات، النقابات، الأحزاب السياسية، وفي جميع انحاء العالم حيث يوجد اناس يناضلون من اجل العدالة الاجتماعية، وتحسين ظروف الحياة البائسة، ومن اجل توزيع عادل للسلطة. وربما ستلهم أفكاره في المستقبل الشباب، كما الهمت حياة سيمون بوليفار، محرر أمريكا اللاتينية العظيم، مرة هوغو شافيز.
ان الأفكار التي تركها شافيز بحاجة إلى المزيد من العمل إذا أريد لها أن تصبح حقيقة واقعة في هذا العالم السياسي القبيح، والفوضوي، ، من خلال مناقشتها وتحديها. و عالم من دونه يحتاج قادة آخرين لديهم تفانيه وقوة إرادته، لكي لا تبقى أحلامه ذكرى مسطرة على الورق فقط.
وللحفاظ على ارثه ينتظر انصار شافيز الكثير من العمل لبناء المؤسسات الديمقراطية وتعزيزها. ويتحتم عليهم المساهمة في جعل النظام السياسي عضوياً وشفافاً، وجعل المشاركة السياسية ممكنة بشكل أفضل، وتعزيز الحوار السياسي مع المعارضة، وتقوية دور نقابات العمال ومنظمات المجتمع المدني.
ان وحدة فنزويلا واستمرار الإنجازات التي حققها شافيز بشق الأنفس تحتاج هذه المشاركة، وهي من دون شك، حق لجميع الفنزويليين - سواء المؤيدين أو المعارضين لهوغو شافيز، جنوداً كانوا ام مدنيين، كاثوليك ام بروتستانت، اغنياء كانوا ام فقراء، - ان تدرك توظيف إمكانات امة واعدة في المستقبل. وان السلام والديمقراطية قادران على ان يجعلا هذه المطالبة حقيقة.
والمؤسسات التي نشأت بمساعدة شافيز ستلعب دورا مساعدا في الحفاظ على وحدة امريكا الجنوبية المباركة. وسوف لم يشارك بعد الآن في قمة بلدان امريكا الجنوبية، ولكن مثله ودولة فنزويلا ستستمر بالحضور. ان العلاقة الديمقراطية بين زعماء بلدان امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي هي افضل ضمان للوحدة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، التي تحتاجها وتريدها شعوبنا.
وعلى الطريق الى الوحدة نقف على نقطة لا رجعة فيها.و حتى لو كنا شديدي القناعة بذلك ، علينا أن نظهر ثباتاً أكثر في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. هذه المؤسسات، التي ولدت من رماد الحرب العالمية الثانية، لم تتمتع لحد الآن بواقعية تكفيها للتفاعل اليوم مع عالمنا المتعدد.
وسوف لن يفتقد احد كما هو فقد شافيز بالكاريزما، والعناد الذي يمتلكه، وبقدرته على الحوار وبناء الصداقة مع الجماهير. وسوف احتفظ دائما بذكرى الصداقة والشراكة التي نشأت خلال السنوات ألثمان لعملنا المشترك كرئيسين لبلدينا، والتي تمخض عنها الكثير من الفوائد للبرازيل وفنزويلا، ولشعبينا .



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقالة مهمة لزعيم كتلة اليسار اليوناني/ مقترحنا لحل الأزمة ...
- تحالف اليسار يحصد ثلثي مقاعد البرلمان - بعد فوز مرشحه برئاسة ...
- كلارا زتكن والأممية الشيوعية
- الحزب الشيوعي الشيلي : الهدف هو الحاق الهزيمة بالمحافظين
- على طريق دحر قوى الحرب والاستغلال والرجعية /أفغانستان: نحو ح ...
- تضم الصياغات الأولى ل-رأس المال-/ طبعة جديدة لأعمال ماركس وا ...
- في الذكرى ال65 لتأسيس عصبة الشيوعيين/شبح الشيوعية ما زال يجو ...
- -ماذا يعني ان تكون اليوم يساريا ؟ -
- قراءة الحزب الشيوعي الأمريكي/ الصراع الطبقي وانتخابات الرئاس ...
- حزب آخر؟ نعم – حزب ثوري، علمي، وديمقراطي، وأكثر فعالية - ليو ...
- الأزمة المالية والنتائج الانتخابية لليسار/ لماذا لا يحصد الي ...
- الحزب الحاكم في اسبانيا هل في نيته القطع مع الفرانكوية؟
- بعد شهر من الانقلاب البرلماني/ باراغواي: الرئيس الشرعي يتحدث ...
- شيلي: تنوع الحركة الاحتجاجية واتساعها
- القوى الرئيسة في اليسار اليوناني وطبيعتها*
- لإقطاعيون ومافيا المخدرات يقصون الرئيس اليساري المنتخب / بار ...
- تحالف اليسار يحل ثانيا ويحقق نجاحا هاما/ اليونان نحو حكومة ا ...
- ألمانيا:المؤتمر الثالث لحزب اليسار ينهي أعماله/ انتخاب قيادة ...
- الانتخابات الجديدة على الأبواب/ اليونان: هل ستتشكل حكومة يسا ...
- طاولة مستديرة للأحزاب اليسارية والشيوعية في المكسيك / -دعوا ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - امريكا اللاتينية بعد شافيز