أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد الحمّار - هل باستطاعتنا إنجاز الاختراق الحضاري؟














المزيد.....

هل باستطاعتنا إنجاز الاختراق الحضاري؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 21:57
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تعيش تونس والعالم بأسره هذه الأيام على وقع الهجمة الالكترونية التي شنتها عساكر الانترنات على البنى الرمزية للكيان الصهيوني. وبالرغم من أنّ إثبات الجدوى الحقيقية من هذه الحرب ليس بالأمر الهيّن ولا هو بالمتأكد، إلا أنّ ما يمكن استخلاصه إلى حد الآن هو أنّ الكيان الصهيوني وأيضا البلدان التي خلقته ودعّمته إنما هي بلدان متقدمة أخلاقيا ومعرفيا وعلميا، مما مثل وما يزال يمثل البطانة الضرورية للتقدم المادي و الاقتصادي و السياسي والعسكري، أي الحضاري عموما، لهذه الأمم، بينما نحن أمة لم ترتقِ بعد إلى الدرك الأعلى من البناء الأخلاقي، ناهيك أن يكون لنا بناءً ماديا راقيا.

ومع أنّ تلكم البلدان المتقدمة لا تتعامل مع أمتنا بمثل القدر الهائل من الرقي الأخلاقي الذي تتعامل في ما بينها وفي داخل المجتمع الواحد، فإنّ الشرط الأخلاقي كان هو الحاسم لتكميل الحركات التلقائية في داخل مجتمعاتهم، مثل الثورات والانتفاضات. ويبرز الحسم في نضال تلكم الأمم، ولو على حساب الآخرين (نحن) وبعنجهية في معظم الأحيان، من أجل نيل حقوق شعوبها وتمكين هذه الأخيرة من أرقى سبل العيش الكريم.

بكلام آخر، أثبت العرب والمسلمون، من بين أمم أخرى، أنهم قادرون على إنجاز المعجزات. لكن إلى حد هذه الساعة كانت المعجزة في عداد العالم الافتراضي لا غير. وبالرغم من إمكانية حصولنا على فوائد حقيقية على أرض الواقع كنتيجة للاختراق الالكتروني الحالي للمجال الإسرائيلي وللفوران الذي خلّفه ، إلا أنّ العديد من المؤشرات تؤكد افتقارنا إلى ما يسند ذلك الاختراق واضح وجليّ، مما ينذر بعدم حصول فائدة من الصنف الحضاري تكون متوجة لهذا الاختراق.

نحن ما زلنا ذوي أخلاق غير لائقة تجاه بعضنا البعض، ناهيك أن نكون كذلك تجاه المجتمعات الشقيقة. فليس بإمكاننا أن نخترق الكيان الصهيوني حضاريا بواسطة شباب يعتبر مثلا الهرة كرة يتقاذفها من حين للآخر، وبواسطة كهول يلقون ببقايا السجائر في الطريق العام من شباك السيارة أثناء سيرها.

كما أنه ليس بإمكان الشعب التونسي والعربي عموما أن يخترق الكيان الصهيوني بفضل شباب يشيخ قبل الأوان وذلك بأن يسيء تقدير الكبار، على غرار الباجي قائد السبسي ( مع العلم أني لا أنتمي ولا أساند حزب هذا الرجل، ولا أشاطره فكره) ويعتبروهم قد خرجوا من العصر بينما من المفروض أن ينظروا إليه وإلى كل الشيوخ كشاب لكي يبقوا هم بدورهم شبانا في الأثناء، وحين يبلغوا ما يناهز نفس السن.

بالنهاية نعتقد أنّ بانتظار النخب عمل جليل وجبار من الضروري أن ينجزوه من أجل أن يستطيع الشباب مزاوجة الفعل الثوري والبناء. وما على القيادات الفكرية والنخب السياسية الشعبية إلا أن تدفع عجلة التغيير الثوري وذلك بدفع ضريبة الارتقاء كي يحصل هذا الأخير على النهج الصحيح.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:اللغة الفرنسية تستبيح .. ثم تستغيث
- تونس: حتى لا يكون الإصلاح التربوي استمرارا للتجهيل
- تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر
- تونس: هل النهضة ستبقى النهضة؟
- تونس: حكومة بلا فكرة محركة؟
- تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟
- هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟
- رحيل بلعيد والحاجة لحكومة تصلح الدولة قبل المجتمع
- استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل
- تَعرَّينا...
- شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد الحمّار - هل باستطاعتنا إنجاز الاختراق الحضاري؟