أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ناصر الخدادي - القادة الجدد والصناديق الفارغة














المزيد.....

القادة الجدد والصناديق الفارغة


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





أفرزت المجتمعات البشرية عبر التأريخ قادةً عظاماً؛ أسهموا بشكل واضح وكبير في رسم مسار حركة الشعوب، أو بتغيير مجتمعٍ ما والارتقاء به بنقلةٍ حضارية نحو مستقبل أفضل، في حين استطاعَ بعض القادة ترك بصماتهم الواضحة فكراً ونهجاً لتخلّد عبرَ الأجيال .

ونقرأ في التأريخ أيضا أن الكثيرَ من هؤلاء القادة افرزتهم الظروف الموضوعية لفترات حياتهم تلك، واستطاعوا بجدارة أن يمزجوا " موهبة " القيادة مع الحكمة وحسن التصرف ، في معترك الحياة ، تفاعلاً وتأثيراً ومواقف .

في مرحلتنا الراهنة الآن، وفي ظل الانحسار الثقافي والعلمي (خصوصا في العقود الأخيرة) والتي نعزو أسبابها إلى سوء إدارة الدولة من قبل الحكومات المتعاقبة، ونهجها المنظّم في البطش والإذلال ولغة الرعب، مما أفسح المجال لتسيّد المد الديني الأحادي التفكير، وتنامي دورهِ بهذه الوتيرة المتسارعة، وتأثيره في مفردات الحياة اليومية بأدق تفاصيلها !!.

بالنتيجة ظهرت شرائح مجتمعية ومن مختلف الفئات العمرية، اتسمت باللامبالاة، أو الجهل والافتقار إلى ألفباء السياسة والثقافة، أو نرى - مع تنامي عقدة الخوف والرهبة من الفتك - من نأى بنفسه عن كل ما قد يشكل - وحسب تصوره - عبئا أو مشكلة هو في غنى عنها ... لينجرف الآخرون، بوعي أو بدون وعي، ضمن هذه الموجة الدينية العارمة، بشتى القناعات ومختلف الحجج وتنوع التبريرات .

هنا يجد المثقفون أنفسهم في زاويةٍ لا يحسدون عليها، يسهل اصطيادهم، اغتيالاً وتنكيلاً وإبعادا وتكفيراً وتسقيطا ..

لقد استطاع الطرف الآخر، وأقصد أعداء الثقافة والعلم، أعداء التقدم، أعداء الفكر الواعي والبحث الاستقصائي؛ ضرب المجتمع في الصميم؛ من خلال ضرب قادة الفكر، وإبعادهم تماماً عن سوح العمل الجماهيري مهما كان الثمن .

والنتيجة .. كسبوا جولة الصراع في ظل الفرقة والتناحر وتفشي التخلف، يقابله إحباط وابتعاد المؤهلين أصلا لقيادة هذا الحراك الجماهيري، استطاع أولئك المتخلفون أن يطرحوا أنفسهم ( كقادة جدد) بحجة أنهم فازوا من خلال صناديق الاقتراع ، وهي تمثيل حقيقي جدا للـ ...ديمقراطية !!! التي أفرغوها من محتواها تماماً ولم يتبق منها إلا ... الصناديق الفارغة ! . ونعلم جيدا ما هي أساليب الترهيب والترغيب والطرق الملتوية في شراء الذمم وإغداق الوعود والهدايا..

امتازت شعوب الشرق بالحساسية المفرطة تجاه الدين والعقيدة ، ومهما كان رقي المجتمع وتحرره، نرى العاطفة المكنونة داخله قد تنفجر في أي مساس يطال مذهبه أو عقيدته .

على هذا الوتر الحسّاس لعب المراؤون بعقل الفرد الشرقي وبدؤوا بضخ مفاهيم التخلف والعقم الفكري، وترسيخها جيدا ثم تغليفها بشحنات مذهبية حساسة قابلة للانفجار، لتصبح أخيرا أمرا مُسلَّما به .

هكذا أضحى من تولى منصبا إداريا أو جاء في صدارة التسلسل وأيا كانت الجهة : حزبا أو حركة .. طائفة أو اتحادا .. مجلسا أو جمعية ...إلخ ..يطرح نفسه قائدا ورمزا ، ليتهافت المنافقون والمتلونون والمبوقون ، ليسبغوا عليه أجمل الأسماء البراقة !! بل تتماهى إيماءاتهم بمقارنته بأحد رجالات التأريخ أو عظمائه !!

لكن مهما تراءى للبعض؛ فإن التجميل والنعت بصفات لغير مستحقها، وجلجلة التطبيل والتهليل مهما علا ضجيجها، ومهما اشتدت قوة النفخ لا تصنع بطلا، أو قائدا؛ لأن الشعب لا يصنع معجزة، والمجتمع لن يثور ما لم يكن هناك شخص وُلِد موهوبا بالفطرة قبل الفطام، يتميز بالحكمة والجرأة والشجاعة والدهاء والمرونة، ليكون بطلا جماهيريا وقائدا حقيقيا، ليأخذ بيد جماهيره، ويكون رقما صعبا في أية معادلة قادمة .

أما من جلس على كرسي الصدارة في منصب إداري، وادعى بالقيادة والرمز والخط الأحمر !! .. فنقول له :

هذا كابوس ..... سنوقظك منه قريبا !!

دمشق في

6/ اذار / 2013



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندائيون .. وقانون انتخابات الأكثرية !!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ناصر الخدادي - القادة الجدد والصناديق الفارغة