أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - القطط تأكل أبناءها !!














المزيد.....

القطط تأكل أبناءها !!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 04:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان دائماً مايحلو للصحافة المصرية دعوة حكومة رجال الأعمال التي كان يحتمي بها الرئيس المصري حسني مبارك الذي ذهب إلي مزبلة التاريخ بغير رجعة هو ورجال أعماله ب ( القطط السمان ) ، نعم فعلاً كانوا قططاً سمان لا يتوانوا في أكل حتى أبناءهم ، نعم هكذا هي القطط تأكل أبناءها إن أحست بالجوع ، ولكن الفرق بينهم وبين القطط يكمن في أن رجال الأعمال يتصفون بالجشع والجوع الدائم ، ودائماً لسان حالهم يقول ، هل من مزيد ..؟
نعم نفس الصورة تتكرر ، ونفس التراجيديا تتصور أمامنا ، بذات الملامح وبنفس التفاصيل ، نعم الإنقاذ اليوم هي عبارة عن مجموعة رجال أعمال ( قطط سمان ) يتحكمون في مصير البلد ، ويوزعون الأدوار بينهم بقاعدة المصالح المشتركة ، فهذا يبيع تلك المؤسسة لشركة ذلك ، ويقومون بتوزيع ثروة البلد بينهم بالتساوي ، ومن يمشي في دربهم هو الأخ والحبيب وجزاه الله خيراً ، ومن خرج عن رؤيتهم هو خارج عن الملة وعميل يجب إعفاءه من جميع مناصبه الحزبية والدستورية ، لأنه بكل بساطة يهدد مصالحهم الذاتية ، وبارك الله في من فاد وإستفاد ، نعم هذا هو لسان حالهم ، ومبتغاهم ، إكتناز الأموال الضخمة والثروات المتراكمة وإمتلاك الشركات الطوال العراض ، والبنايات الشاهقات في أرقي الأحياء ، وإمتلاك الأرصدة المليارية خارج الحدود ، تماماً كما كان يفعل حسني مبارك وأبناءه ورجال أعماله ، وكما فعل القذافي وأبناءه وكما فعل غيرهم ويفعل من الحكام المرضى بحب المال والجاه والدنيا ، وعلى الرغم من كل هذا تسير حكومة ( القطط السمان ) اليوم في السودان بنفس النهج على الرغم من معرفتهم أن العالم أصبح غرفة صغيرة وكل فلس منهوب سيسترد ، وسيتم تفعيل قانون من أين لكم هذا ، وسيتعاون كل العالم الخارجي مع الشعب وستجمد الأرصدة الشخصية وستعود للخزينة العامة كل الأموال المنهوبة، نعم كيف لنا أن نتصور ، موظف يقوم بوظيفة إستشارية ومكلف ببعض المهام الحزبية ، أن يمتلك بنايات شاهقة في ضاحية المنشية وشارع المك نمر والرياض والخرطوم 2 وشارع 15 العمارات ، كيف يعقل هذا ، فإذا عمل صاحبنا كل عمره مستشاراً وتولي رئاسة حزبه طول عمره وعملت معه أسرته ليل نهار بطرق سوية لن يستطيعوا بناء عمارة واحدة كتلك التي يمتلكونها اليوم ، نعم إنه الضمير الميت ، والفساد الأخلاقي ..
وعلى الرغم من كل هذا النفوذ ماتزال حكومة القطط السمان تجتهد كل يوم في تجفيف كل منابع الإصلاح داخل الحكومة فاليوم قامت بإعفاء غازي صلاح الدين ، وبالأمس قامت بإعفاء شيخها ومنظرها الأول الشيخ الترابي وغيرهم ممن إسيقظ ضميره أو فقد منصبه وتكالبوا عليه ، لا بل ورفعت الإنقاذ اليوم شعار مفاده أن الحكومة ( حكومة القطط ) ستقوم بمعاقبة كل من يخرج عن رؤية الحزب أشد العقاب ، فعلي كل أعضاء الحزب الحاكم السكوت ، والجلوس في كراسيهم طالما مصالحهم تسير على قدم وساق ، وماعليهم إلا إتباع نظرية الإجماع السكوتي ، نعم هكذا تتعامل حكومة رجال الأعمال اليوم مع الأحداث والآراء داخلها ، وبهذه الطريقة تحسم صراعاتها الداخلية ..
فكيف بالله عليكم ، نرجو من حكومة بهذه المواصفات وهي تعاقب المخالف للرأي داخلها بهذه الطريقة ، أن تقوم بحوار شامل وحقيقي ، وكيف علينا أن نصدق تلك الدعوات الحوارية التي أطلقها البشير ونائبه الأول ، وكيف لنا أن نثق في حكومة فاقدة للحوار داخلها أن تعطيه لغيرها ، وفاقد الشئ لايعطيه ، هكذا تبدو صورة الراهن السياسي اليوم ، صورة رمادية قاتمة ، ورقراقة ، لانستطيع أن نفهمها ، صورة تحمل بداخلها تناقضات غريبة ، صورة تطرح الحوار ثم تكمم الأفواه ، صورة تدعو للوفاق ثم تعاقب مخالفي الرأي ، صورة تتحدث عن حرية الرأي وتقوم بإعتقال أصحابه ، نعم نحن اليوم لا نحتاج لحوار بقدر ما نحتاج لكشف الفساد ، ولا نحتاج لوفاق بقدر ما نحتاج لكنس آثار الفساد والمفسدين ، ولا نحتاج لتحول ديمقراطي بقدر مانحتاج لتعرية الحقائق ، ولانحتاج لتغير النظام سياسياً بقدر مانحتاج لإسقاطه فكرياً ، نعم نحن نحتاج فعلاً لوطننا من أجل وطننا ..

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة أمير وإخوته
- إعادة توطين النوبيين !!
- مرسي خفايا وأسرار الزيارة !!
- مركز نقد الثقافي ..
- السّد ( مربط الفرس ) ..
- شبابنا المفترى عليه !!
- لحساب من يلطخ تاريخها ؟
- كفاية .. ثم ماذا ؟
- إنتخابات شنو ؟
- أعطني مسرحاً أعطيك أمة !!
- للمعاقيين مجاناً !!
- حرية التعبير ..
- كابوس السودان !
- إستغلال على عينك !!
- لا للتفاوض .. نعم للحرب !!
- لا إحم ولا دستور !!
- أول الغيث .. الإضرابات !!
- ختان الإناث .. بطعم الألم !!
- إسلاموفوبيا ..
- لا إقصاء فى الدستور !!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - القطط تأكل أبناءها !!