تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of Alcatraz1963

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 00:04
المحور: الادب والفن
    

تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of Alcatraz1963
أحداث هذه القصة حقيقية تتعلق بالمجرم (روبرت ستراود) الذي حوكم على جريمة قتل في الاسكا عام 1912مستندة على كتاب Tom Gaddis الذي يلعب دور الراوي الذي يلعب دور الراوي في الفيلم أيضا،وعلى الرغم من
أوسكارات الفيلم الاربعة إلا أنم الفيلم من النادر أن يلقى بالظلال عليه في الأوساط الفنية أو الأدبية،ويعتبر من أدنى أفلام الاوسكار شهرة،ولكنه وبالرغم من ذلك يعتبر من اشهر أفلام المخرج(John-Frakenhiemer )
بالاضافة إلى فيلم مرشح منشوريا وتوفي هذا المخرج في اوائل القرن الحالي.
روبرت ستراودBurt lancaster شخص عنيف محب للعزلة،اختلاطه الاجتماعي بالاشخاص محدود جدا،والذي يبدو ظاهرا في هذا الموضوع هو تعلقه بامه،الذي سيقتل حارس السجن لاحقا من أجل أنه منعه من الالتقاء بها وسيحكم عليه بالاعدام،والام ستناضل من اجل الغاء هذا الحكم،وستنجح في تحويل هذا الحكم إلى سجن مؤبد انفرادي في نفق او سرداب معتم ومن دون أي عمل سوى انتظار ساعات موته....
كخلاصة واستباقا للاحداث،فسترراود غير مؤمن بالبشر نهائيا،لذلك ستظهر دوافع الطيبة ومن خلال الوحدة سيتحرك نحو الطيور وبالتالي وتلقائيا وبشكل غير محسوس نحو الاجتماع. حنان ستراود
يبدأ اهتمام ستراود بالطيور عندما يتمشى يائسا وحيدا في فناء السجن ذات مرة أثناء عاصفة مطرية فيجد جزعا عليه عش لعصفور قد أزاحه الريح إلى هناك ضمن قدر الهي محض،ومن هذه اللحظة سوف تبدأ القصة الحقيقية للفيلم،فبعد أن تعرفنا على ماضي اجرامي حقيقي وعنيف لهذا الرجل،فالعصافير ستغني هذا الرجل عن المجتمع وستعطيه معنا لحياته التي كانت فارغة من كل شيء...ستتحول إلى قصة صامته بين ستراود وطيوره...يقتل الحشرات ويترصدها ويخلطها بالماء لاطعام العصافير،وبات من المعروف أن تطورات القصة لها علاقة كبيرة بالحدث،إذا هي قصة ذات بعد واحد،أي ذات حدث مركزي واحد بالرغم من كل اشكالياتها.
سيتحول ستراود باختصار الى بروفيسور في علم الطيور من دون اي خلفيات بل عبارة عن بناء ذاتي محض،ومع تطوراته مع الطيور يصبح ستراود أليفا أكثر مع الحارس والسجناء الآخرين...اصبح متفاعلا بشكل ايجابي مع الآخرين ولهجته أقل عدوانية.
اخد المعجبات تصل إلى السجن للتعرف عليه وتعرض عليه أن يقوم بمشروع بيع أدوية (ستيلا) لحمى الطيور التي هو الذي قام باكتشافها...هناك تشابه في المضمون الشخصي بين ستيلا وستراود حيث أن الأخيرة أرملة منذ 8 سنوات،وهي مهتمة باالطيور منذ ذلك المدة،فليس من المستغرب إذا أن يعرض عليها ستراود الزواج ويكون بذلك أضافة غرابة أخرى إلى قصته لأنه سوف يكون المجرم الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي سيتزوج وهو بالسجن،كما أنه سيكون أول مجرم في تاريخ الولايات المتحدة يحصل على زنزانتين لأن السلطات ستعطيه زنزانة أخرى من أجل طيوره.
نلاحظ أن القصة أقرب إلى عالم السجون،ومع وجود كاتب هذه السيرة كراوي نجد الفيلم في كثير من الاحيان يتجه نحو التأريخ والوثائقية،وكل الأحداث كما قلنا تبدو أحداثا غير مركزية،لأن الموضوع ذو بعد واحد(من حيث السرد) وهو ستراود وطيوره.
والتتابع السردي المنطقي والملتزم وضع الفيلم في قالب درامي خالص،وتركيز الفيلم على لحظات وثائقية أنقذ الفيلم من الميلودراما...وإذا كنا نبحث عن عبرة في حالة بشرية فعلينا أن ننظر إلى هذا الفيلم تحديدا بالنسبة لستراود الحقيقي،فهو لم يسمح له أبدا بمشاهدة هذا الفيلم،والذين عرفا وعاشروا ستراود الفعلي فهم يعتبرون الفيلم أسطورة،كما اعتبره البعض منهم كوميديا لأنه لا يعكس بشكل واقعي أخلاقياته الحقيقية.

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات