منتظر العمري
الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 21:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجامعات أحدى أهم المؤسسات التي تقوم بإعداد أفراد يمتلكون قدرات تؤهلهم بعد تخرجهم لقيادة المجتمع وإدارة حياتهم الخاصة وحياة الآخرين بالطريقة الفضلى التي تعد نتاجا لسنوات قضاها في مضمار طلب العلم .وكل هذا يتوقف على الدور الذي تلعبه الجامعة وقد أختلف دور الجامعة العراقية في أعداد النشئ على مر الزمان ففي فترة السبعينات وما سبقها فقد كان يحكى أن الوسط الجامعي يعج بالأنشطة الثقافية كالندوات وحلقات النقاش ومهرجانات الشعر والإصدارات المتعددة والتي تكون على نوعين العامة والخاصة في حقل معين فكانت عبارة عن صقل المواهب الفردية وتنميتها فكثير من الطلبة قد اكتشفوا مواهبهم الذاتية وطوروها في هذا الوسط .اما في موضوع مطالعة الكتب فقد كان أكثر الطلبة يقضون جل وقت فراغهم في مطالعة الكتب بل يذكر ان الكتاب الواحد يتشارك فيه أكثر من طالب في شرائه وقراءته نظرا للوضع الاقتصادي الضنك آنذاك فقد كانت الجامعة بحق تقوم بإعداد الشريحة المثالية المتسلحة بالثقافة الرصينة. أما اليوم فاختلف الحال بعض الشيء فتجد جميع أجزاء ومكونات الجامعة بعيدة عن الحياة الثقافية حيث يوجد نقص في المؤسسات على مستوى حواضن الثقافة كأقسام الأنشطة في الكليات كذلك على مستوى الإفراد . وان وجدت بعض النشاطات فانها لا ترتقي الى مستوى الطموح الذي يراد ان تكون عليه الجامعات اليوم . والبعض يرجع سبب هذا التدهور الحاصل الى الوضع الذي فرض على الجامعات في النظام البائد حيث فرغت الجامعة من الأنشطة الحية مع بدء تطبيق سياسات الحزب الواحد في الحكم من قبل حزب البعث البائد حيث قام بتقييد الحريات واعتقل الكثير من الأساتذة والطلبة وأعدم الكثيرين فأفرغت الجامعات من الطاقات المبدعة. ووضع شرط القبول ان يكون الطالب منتميا الى صفوف البعث وجمد جميع الأنشطة والغى الكثير من المراسيم التي تجري ومتعارف عليها في الجامعات مع الإبقاء على الأنشطة التي تقوم بها كوادر الحزب انذاك والتي تتماشى مع أيدلوجيته وكثيرا ما تصب في مصلحته .أما اليوم فيجب أن تتضافر الجهود وتوضع خطط مدروسة تقلل من التباعد الحاصل بين المؤسسة الجامعية والحياة الثقافية
#منتظر_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟