أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - الحقيقة والمعنى من منظور مختلف














المزيد.....

الحقيقة والمعنى من منظور مختلف


اسامة غالي

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 16:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تشكل موضوعة الحقيقة بمفهومها الشامل وبنسقها الابستمولوجي أس السجال والحجاج الفكري وجوهرهما بين المدارس المعرفية، ولا ابالغ ان قلت انها التي حدت بالفلسفة - الكلاسيكية والمعاصرة - الى تيارات ومذاهب مختلفة اسهمت في توليد قضايا فلسفية ذات تماس مباشر بمجالات فلسفة اللغة وعلم الأديان والمعارف الاخرى، لذا كان لزاما على من يؤصّل لقضية ما او رؤية محدثة ان يبدأ من الحقيقة، اذ إن عملية التأصيل بدورها تكشف عن الملابسات او الإشكاليات المستجدة والطارئة وتميزها عن اشكاليات التراث نفسه ،كيما يعاد النظر فيها وقراءتها معرفيا بآليات تتناسب وحجم تلك الاشكاليات ومردودها على الواقع الفكري والثقافي، وهذا المنهج (منهج التأصيل) يبدو شاملا - حسب معطيات الفكر المعاصر - لماهيات العلوم والمعارف ولم يقصر النظر على مسائلها وقضاياها الجزئية باحث عن فضاء ميتافيزيقي تتوحد عنده جميع هذه القضايا باحكامها وتفرعاتها وتلتقي تحت نسق منظوماتي واحد، يتم عبر هذا النسق تفحص ما يكّون معرفيا او ثقافيا ،حتى يميز بعد ذلك النفع للنتاجات المعرفية والثقافية عن الترف العلمي والطوباوية الفكرية ،وبازاء هذا المنهج وغيره من المناهج يتم الركون الى أهمية الحقيقة بوصفها مقولة لها تمظهراتها الخاصة في كل حقل معرفي سواء أكان الحقل يتبناها مشروعا او يتمثلها مادة للنقد في تضاعيف بحثه، فعلى الامرين كليهما تسهم في انتاج الطرح الابداعي المتجدد منذ ان كشف اللثام عن آليات القراءة وأدوات التفكير من قبل اليونانين، وبدء جدلية الميثوس،واللغوس ،حتى عصر الحداثة وما بعدها ،حيث رافقت ذلك تداعيات معرفية عدة حدت بالمؤسسة الاكاديمية الى التنقيب في آلياتها من جديد وتأصيل معاييرها النقدية المتوارثة توارث المسلمات من خلال اعادة قراءة الموروث نفسه،فكان لفلاسفة الشرق والغرب اليد الطولى في عملية تبئير معظم القضايا الفلسفية حتى يُتوصل الى المعنى المكرس الذي اخفته النزعات الشكلية ذات الطابع الدوغمائي مما استلزم جدلا فكريا ديناميكيا كان له اثر في انزياح مرتكزات التفكير التقليدي عن الساحة العلمية،و إضفاء تصورات جادة حول فلسفة الادراك بوصفها المعقد الرئيس والمهم في تأسيس و تطوير مناهج قراءة النص وعملية التلقي والاستقبال وغير ذلك مما له مساس بالحقل الهرمنيوطيقي / المعرفي والادبي/ الذي يسهم في قراءة المعنى واعادة انتاجه ،وهم يؤطرون جهودهم برؤى معرفية كالرؤية النفسية و الواقعية و الظاهراتية / الفينومينولوجيا/،مما جعلهم يشرعون بمقاربات تصورية تقع بين ما افاده فلاسفة التراث وما افادته الحداثة ،الا إن المابعدحداثين تجاوزوا المنحى العقلاني النقدي الحداثي بما ينطوي عليه من رؤى الى منحى اخر تشكله العقلانية النقدية المابعدحداثية على اساس من تفتيت النسق ونسف الحقيقة واستبدال فضاءها البنيوي بفضاء تفكيكي عبر احلال التفكيك محل المعرفة الموضوعية،وابدال الثابت المطلق بالمتغير النسبي،مؤرخة لهذه المرحلة التحولية مقولة نيتشه الشهيرة:(ليست هناك حقائق،هناك فقط تأويلات) متخذة الوجهة المابعدحداثية من هذه المقولة منهجا جينيالوجيا يعيد قراءة اللامعنى في ظل تراجيديا التراث حتى يُشكل المعنى من جديد هكذا كان لسيجموند فرويد في التحليل النفسي منهجا نيتشوياً ولاخرين غيره مناهج اخرى كميشيل فوكو وسارتر وجاك دريدا.
ما يسطره المقال ليس مراس انزياحي عن رؤية ما او ركون الى اخرى بقدر ما هو رصد لظاهرة مؤداها الخروج عن امبريالية الخطاب التقليدي الاقناعي وتحرير الفكر من الاستلاب الجدلي الذي اسدل ستاره على الحقيقة والمعنى لفترات طولية .تمثلتها هذه الرؤى حينما اعادت قراءة التراث باليات حداثوية وبانساق مغايرة قبل ذلك كله انصتت بهدوء لخطاب الذات بما ينطوي عليه من توحدات ومقاربات يكونها البعد السيكلوجي المتوحد في الجميع،وان كان لها بعد ذلك تحيز على مستوى التنظير والاجراء، مما جعل بعضها يقترب من الحقيقة ، بتقويمها ،او تقويضها ،وبعضها الاخر يقترب من المعنى ،بتاولاته ،او تفكيكه و اعادة انتاجه ..



#اسامة_غالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال الشعري عند ناهضة ستار ومرجعياته المعرفية...قراءة في م ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - الحقيقة والمعنى من منظور مختلف