في صلة بواقع اجتماعي يغلي، المنتدى الاجتماعي ينتج تفاعلا إيجابيا- مقابلة مع ايريك توسان

إيريك توسان

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 13:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

أنهى المنتدى الاجتماعي العالمي دورته الممركزة التاسعة يوم السبت 30 مارس بالعاصمة التونسية بحصيلة ايجابية. شارك بالمنتدى أكثر من 50 ألف شخص، ونُـظم أكثر من ألف نشاط من كل نوع، ومظاهرة افتتاح يوم 26 ضمت 25 ألف شخص، ومسيرة اختتام مكتظة تضامنا مع الشعب الفلسطيني. " منتدى ايجابي جدا" حسب تحليل المؤرخ و المناضل البلجيكي ايريك توسان، منسق اللجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث، إحدى المنظمات المكونة للمجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي منذ انطلاقه.






ما أهم أوجه هذه الدورة الجديدة للمنتدى الاجتماعي العالمي؟

ايريك توسان: كانت ثمة مشاركة تونسية قوية في أنشطة عديدة. شهدنا ذلك، مثلا، في الورشات والأنشطة التي كانت تحلل موضوع الديون. وكذلك في اجتماع الحركات الاجتماعية يوم الجمعة 29. اهتمام الشباب الكبير والحركات الاجتماعية بهذه المبادرة كان جليا. يمثل هذا وجها ايجابيا لحصيلتنا.

هل يعني هذا أن المنتدى الاجتماعي العالمي خرج معززا من هذه الدورة بالمنطقة المغاربية؟

توسان: لاشك في ذلك. يعيش المنتدى الاجتماعي العالمي أزمة منذ سنوات. يواجه المجلس الدولي بوجه خاص، بما هو هيئة تسهيل، مصاعب كبيرة في إيجاد دينامية جديدة... و في الآن ذاته، يظل المنتدى الاجتماعي، على نحو لاجدال فيه، المكان الوحيد و الإطار العالمي حيث تلتقي الحركات الاجتماعية. وبهذا المعنى يظل المنتدى الاجتماعي العالمي، في غياب بديل آخر، إطارا بالغ الأهمية. و بالنظر إلى أن المجتمع التونسي ومجتمعات المنطقة تعيش تعبئة، مد هذا الأمر المنتدى العالمي بهواء جديد. إن المنتدى الاجتماعي، باتصاله بمجتمع متحرك و في غليان، انتج تفاعلا كيماويا بالغ الأهمية، وقد لاحظنا ذلك في هذه الدورة.

حسب الحصيلة التي تضعون، إن عقد المنتدى الاجتماعي العالمي في بلد ومنطقة في غليان قد يفيد مستقبلا ترياقا ضد كل خطر إضاء طابع مؤسسي على هذا الفضاء العالمي...

توسان: نعم، تماما. يمكن تخيل دورة قادمة للمنتدى الاجتماعي العالمي في مصر إذا رغبت مجموعة ما من منظمات هذا البلد استقباله. فمصر تعيش وضعا مكهربا تماما بحركة نقابية إقوى بالقطاع الصناعي مما في تونس، وبطبقة فلاحين أشد تضررا بالسياسات النيوليبرالية للبنك العالمي، وخصخصة للأراضي. لكن انفجارات اجتماعية قد تحدث في أقسام أخرى من العالم وثمة سيناريوهات مختلفة ممكنة.

كيف يمكن تدليل المصاعب و شكل الشلل التي يواجهها المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي؟

توسان: ليست لدي حلول. ألاحظ أن جملة قوى تشكل المجلس تريد مواصلة القيام بدورها. ما تعلمنا إياه تونس هو انه يجب في لحظة ما إفساح المجال و ترك المساحة لقوى جديدة. نحن في اللجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث نواصل عضويتنا بالمجلس الدولي و ندرك أن ثمة فاعلين بالغي الأهمية و ديناميين داخله نتعاون معهم تعاونا وثيقا. لكن نرى أيضا أن ثمة جملة قوى ممأسسة جدا تدبر "علامة" المنتدى الاجتماعي حسب مصالحها.

رغم هذا كله، أنت ترى انه يجب مواصلة تعزيزه...

توسان، بلا أدنى شك. المنتدى الاجتماعي العالمي فضاء مفيد. نرى ، كما جرى هنا، أن ثمة دينامية ايجابية جدا تتطور باستقلال عن مشاكل التسيير.

في إطار هذه الحصيلة الايجابية، ما هي العناصر السلبية في هذه الدورة؟


توسان: من بين المنظمات التي أقامت رواقا هناك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي هيئة أمريكية للتعاون حاضرة في كل عمليات زعزعة الاستقرار في العالم. إنها أداة امتداد للسياسة الدولية الأمريكية, هذه المنظمات لا مكان لها، و الحالة هذه، في المنتدى. انه عنصر مقلق لا سيما انه يستتبع خرقا لميثاق مبادئ 2001. أتفهم إذن المناضلين الذي ذهبوا لمطالبة تلك المنظمة بمغادرة محيط الحي الجامعي المنار حيث ينعقد المنتدى.

كما شهدنا- على غرار ما جرى في الدورة السابقة بداكار 2011- كيف أرسلت الملكية المغربية زهاء مائة شخص مدفوع لهم لينتحلوا صفة أعضاء منظمات اجتماعية غير حكومية. قسم منهم شرطة جاؤوا للحؤول دون بروز مطلب الحق في دولة صحراوية مستقلة... شاهدنا ذلك في داكار، وهنا أيضا يوم الجمعة 29 في اجتماع الحركات الاجتماعية... جاءت عناصر استفزازية مرتبطة النظام المغربي لاقتحام المنصة و حاولت منع أي إشارة في بيان الحركات الاجتماعية الى ذلك التضامن الضروري.

هذا أيضا كان جانبا سلبيا، رغم انه ليس من مسؤولية المنتدى الاجتماعي العالمي. يجب إيجاد وسائل حماية الناشطين المغاربة الذي يتجرؤون على الدفاع عن الحق الديمقراطي في السيادة الوطنية.

مصدر: موقع اللجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث

www.cadtm.org

تعريب: المناضل-ة

#إيريك_توسان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات