سامي بن بلعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 08:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثورات الربيع تشكل بداية مرحلة الصعود العربي
بعد وصول الوطن العربي الى أعماق التخلّف والفساد والقهر والحرمان التي سببتها مراحل الانحدار الحضاري العربي الاسلامي التي بدأت فعليا في التجلّي منذ نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري وكان ابن خلدون هو من عايش تلك المرحلة وكتب عنها الكثير في مقدمته التي أحاطها التشائم الذي حمل دلالات إنحدار الحضارة الاسلامية وبالفعل حصل ما توقع الرجل وذهبت الاحداث نحو إفراغ حمولة الفكر الراشدي الذي كان يهتم في الانسان عقلا ووجدان وبالمقابل نمت الشخصية الشيئيية ( المادية ) وذلك الامر سبب إخلال كبير في شخصية الانسان العربي والمسلم وذلك الاخلال كبر حجمه على مر السنين الطويلة التي رافقتها الحملات الاستعمارية على الوطن العربي تأرة وتخللتها فتراة حكام محليين أكثر ظلما من الاستعمار ذاته تأرة أخرى وكل ذلك ترك خلل حضاري كبير أصاب كينونة الانسان وترك فجوة حضارية كبيرة بيننا وبين الشعوب التي قطعت أشواطا طويلة في التقدم وفي كل مرة يحاول الانسان العربي اللحاق بركب الشعوب من خلال القيام بالثورات والحركات المتكررة يسقط الانسان مرة أخرى ويرى نفسه أكثر تخلّفا مما كان عليه وتعود الاسباب الى ذلك الخلل الذي أصاب ماهية الانسان العربي وأصبح يتحرّك عاطفيا في كل النواحي ( ثورات عاطفية وحكام عاطفيين ومثقفيين عاطفيين وإنفعاليين ) ومهما حملوا سمات بعض الثورات العالمية ولكن ذلك الخلل كان بمثابة المصيدة لكل الاعمال الثورية والوطنية
ولكن الامل قد عاود الحياة بقدوم ثورات الربيع العربي التي اتت لاصلاح ذلك الخلل الحضاري وأتت لتقول للعرب الذين يبحثون في بطون المكتبات وأمهات الكتب أو أولئك الذين ينقرون على مفاتيح جوجل للحصول على المعلومة الجاهزة من أجل معالجة المشاكل والاتيان بحلول , لقد أتت الثورات لتقول لهم إن اسباب المشاكل تأتي من وجدانكم والحلول موجودة في عقولكم ومهما واصلتم الدوران حول العالم أو في نفس المربعات فلن يجدي ذلك فالخلل يوجد في العقل ) تلك الملكة التي تصنع الافكار وتنتج المعرفة قد تم إهمالها من قبل العربي وتم التعسّف عليها من قبل الاستعمار والحكام الفاسدين, تلك الملكة أصبحت تحفظ علوم القرآن والتأريخ دون إمتلاك القدرة على تعزيزهما بمعارف العصر وإيصالهما الى العمق الفكري والوجداني للانسان وبنفس الوقت تقوم تلك الملكة بدور النقل والتقليد عن الغرب والشرق وذلك لن ينتج غير ثقافة استهلاكية تعيش بين الماضي والحاضر , الاصالة والمعاصرة , العلم والدين , القديم والجديد وكل ذلك المجهود لا يشفع للانسان العربي بأن يعيش حياة العصر ولا طريق غير التغيير الذي يفترض ان يكون من أجل تجديد نشاط تلك الملكة ( العقل )
ورغم حركات التغيير والتجديد التي مرت علينا خلال القرنين الاخيرين كالحركة السنوسية ومحمد عبده ومحمد عبدالوهاب وحسن البناء إلاّ أنها لم تكلل بالنجاح نظراً لعدة ظروف وأهمها تلك الظروف الموضوعية والذاتية مع غياب الوسائل التي تؤهلهم الى ايصال ذلك الوعي الثوري الى الجماهير لتصبح هي الحامل الاساسي له وما كان يحصل هو أن تلك الافكار الثورية كانت تتراجع وتتلاشى مع ذهاب أتباعها والداعين اليها كما إن هناك من أسباب تتعلّق بجانب خصوصية تلك الثورات ونسبها الى جهات معينة ليتم القضاء عليها من قبل المستعمرين وأتباعهم
وما يميّز الثورات الربيعية الحالية هو أنها أدركت لغة العصر وأدركت العلل الموجودة وأسبابها وأدركت الحلول ولا يخفى على أحد ان هناك من المفكرين العرب أمثال ( مالك ابن نبي ) من كان قد لامس أهداف هذه الثورات في خمسينات وستينات القرن المنصرم كما ان المفكر محمد عابد الجابري قد طرح الكثير في هذا الجانب ومعاهم عدد غير قليل من المفكرين والعلماء والباحثين العرب , فثورات الربيع ليست ثورات دينية ولا سياسية ولا قبلية إنها ثورات ثقافية فكرية إخلاقية إنسانية وهدفها إصلاح كينونة الانسان العربي ونقله من حالات العاطفة والانفعال والصراع والاقتتال الى حالات العقل والمنطق والقبول والبناء والمدنية ( السلمية ) وذلك الامر يمهد لايقاظ العقول وإعادة اصلاحها وتنقيتها من الشوائب وتوسيعها ( من واحد جيجا نكتب ونطمس عليه كل أعمالنا وقد هو مظروب بالفيروسان وأغلب رقائقه محترقة نظرا لسوء التزويد بالطاقة , فنحن سنقوم بعملية صيانه لهذا الواحد الجيجا ونظيف عليه كم جيجا في البداية وعندنا أمل أن يصل الى 64 جيجا ) وكل تلك العملية تسمى بالتغيير
نستنتج من كل ذلك إن ثورات الربيع ستكون بداية لمرحلة الصعود وهي ليست قصيرة وطريقها مليئة بالاشواك ومع ذلك فأغلب الشباب العربي يدرك ويعي ذلك الامر تماما , وإن لم تكن الثورات قد حسمت أمرها في الساحات والميادين نظرا لصلف ماكنات القهر والحرب التي تتبع لعصابات الحكم ولكن الثورات قد حسمت في العقول والقلوب وذلك هو الاهم وهو الضامن لاستمرارية الثورات ووصولها الى مراسيها الاخيرة
بعد وصول الوطن العربي الى أعماق التخلّف والفساد والقهر والحرمان التي سببتها مراحل الانحدار الحضاري العربي الاسلامي التي بدأت فعليا في التجلّي منذ نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري وكان ابن خلدون هو من عايش تلك المرحلة وكتب عنها الكثير في مقدمته التي أحاطها التشائم الذي حمل دلالات إنحدار الحضارة الاسلامية وبالفعل حصل ما توقع الرجل وذهبت الاحداث نحو إفراغ حمولة الفكر الراشدي الذي كان يهتم في الانسان عقلا ووجدان وبالمقابل نمت الشخصية الشيئيية ( المادية ) وذلك الامر سبب إخلال كبير في شخصية الانسان العربي والمسلم وذلك الاخلال كبر حجمه على مر السنين الطويلة التي رافقتها الحملات الاستعمارية على الوطن العربي تأرة وتخللتها فتراة حكام محليين أكثر ظلما من الاستعمار ذاته تأرة أخرى وكل ذلك ترك خلل حضاري كبير أصاب كينونة الانسان وترك فجوة حضارية كبيرة بيننا وبين الشعوب التي قطعت أشواطا طويلة في التقدم وفي كل مرة يحاول الانسان العربي اللحاق بركب الشعوب من خلال القيام بالثورات والحركات المتكررة يسقط الانسان مرة أخرى ويرى نفسه أكثر تخلّفا مما كان عليه وتعود الاسباب الى ذلك الخلل الذي أصاب ماهية الانسان العربي وأصبح يتحرّك عاطفيا في كل النواحي ( ثورات عاطفية وحكام عاطفيين ومثقفيين عاطفيين وإنفعاليين ) ومهما حملوا سمات بعض الثورات العالمية ولكن ذلك الخلل كان بمثابة المصيدة لكل الاعمال الثورية والوطنية
ولكن الامل قد عاود الحياة بقدوم ثورات الربيع العربي التي اتت لاصلاح ذلك الخلل الحضاري وأتت لتقول للعرب الذين يبحثون في بطون المكتبات وأمهات الكتب أو أولئك الذين ينقرون على مفاتيح جوجل للحصول على المعلومة الجاهزة من أجل معالجة المشاكل والاتيان بحلول , لقد أتت الثورات لتقول لهم إن اسباب المشاكل تأتي من وجدانكم والحلول موجودة في عقولكم ومهما واصلتم الدوران حول العالم أو في نفس المربعات فلن يجدي ذلك فالخلل يوجد في العقل ) تلك الملكة التي تصنع الافكار وتنتج المعرفة قد تم إهمالها من قبل العربي وتم التعسّف عليها من قبل الاستعمار والحكام الفاسدين, تلك الملكة أصبحت تحفظ علوم القرآن والتأريخ دون إمتلاك القدرة على تعزيزهما بمعارف العصر وإيصالهما الى العمق الفكري والوجداني للانسان وبنفس الوقت تقوم تلك الملكة بدور النقل والتقليد عن الغرب والشرق وذلك لن ينتج غير ثقافة استهلاكية تعيش بين الماضي والحاضر , الاصالة والمعاصرة , العلم والدين , القديم والجديد وكل ذلك المجهود لا يشفع للانسان العربي بأن يعيش حياة العصر ولا طريق غير التغيير الذي يفترض ان يكون من أجل تجديد نشاط تلك الملكة ( العقل )
ورغم حركات التغيير والتجديد التي مرت علينا خلال القرنين الاخيرين كالحركة السنوسية ومحمد عبده ومحمد عبدالوهاب وحسن البناء إلاّ أنها لم تكلل بالنجاح نظراً لعدة ظروف وأهمها تلك الظروف الموضوعية والذاتية مع غياب الوسائل التي تؤهلهم الى ايصال ذلك الوعي الثوري الى الجماهير لتصبح هي الحامل الاساسي له وما كان يحصل هو أن تلك الافكار الثورية كانت تتراجع وتتلاشى مع ذهاب أتباعها والداعين اليها كما إن هناك من أسباب تتعلّق بجانب خصوصية تلك الثورات ونسبها الى جهات معينة ليتم القضاء عليها من قبل المستعمرين وأتباعهم
وما يميّز الثورات الربيعية الحالية هو أنها أدركت لغة العصر وأدركت العلل الموجودة وأسبابها وأدركت الحلول ولا يخفى على أحد ان هناك من المفكرين العرب أمثال ( مالك ابن نبي ) من كان قد لامس أهداف هذه الثورات في خمسينات وستينات القرن المنصرم كما ان المفكر محمد عابد الجابري قد طرح الكثير في هذا الجانب ومعاهم عدد غير قليل من المفكرين والعلماء والباحثين العرب , فثورات الربيع ليست ثورات دينية ولا سياسية ولا قبلية إنها ثورات ثقافية فكرية إخلاقية إنسانية وهدفها إصلاح كينونة الانسان العربي ونقله من حالات العاطفة والانفعال والصراع والاقتتال الى حالات العقل والمنطق والقبول والبناء والمدنية ( السلمية ) وذلك الامر يمهد لايقاظ العقول وإعادة اصلاحها وتنقيتها من الشوائب وتوسيعها ( من واحد جيجا نكتب ونطمس عليه كل أعمالنا وقد هو مظروب بالفيروسان وأغلب رقائقه محترقة نظرا لسوء التزويد بالطاقة , فنحن سنقوم بعملية صيانه لهذا الواحد الجيجا ونظيف عليه كم جيجا في البداية وعندنا أمل أن يصل الى 64 جيجا ) وكل تلك العملية تسمى بالتغيير
نستنتج من كل ذلك إن ثورات الربيع ستكون بداية لمرحلة الصعود وهي ليست قصيرة وطريقها مليئة بالاشواك ومع ذلك فأغلب الشباب العربي يدرك ويعي ذلك الامر تماما , وإن لم تكن الثورات قد حسمت أمرها في الساحات والميادين نظرا لصلف ماكنات القهر والحرب التي تتبع لعصابات الحكم ولكن الثورات قد حسمت في العقول والقلوب وذلك هو الاهم وهو الضامن لاستمرارية الثورات ووصولها الى مراسيها الاخيرة
#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟