المرشحين غير مؤهلين

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما ينطلق بك المسير في شوارع بغداد تشاهد الكثير من الإعلانات التي تزخر بها أزقة العاصمة وشوارعها وكأنها عروس لبست ثوب عرس الديمقراطية وتنتظر يوم زفافها وهناك تجد قطع ملونة ترسم مع بعضها لوحة تشكيلية رائعة تعطي الناظر انطباعا جميل يزرع في نفسه الأمل في أن تكون هذه الممارسة يوما تمثل حقيقة الانتقال الى عالم الديمقراطية المتحضر الذي يعيش معها الجميع تحت ظل العدل والمساواة وبأن للجميع الحق في الوقوف سواسية أمام القانون وأن لهم حق التمثيل في السلطة وأن لا إقصاء ولا تهميش ولا تغييب قصري حيث تشعر في بعض مناطق بغداد استحواذ كتلة دون باقي الكتل والأحزاب على مساحة الدعاية الانتخابية في الشارع وتشعر وكأنك أمام انتخابات الحزب الواحد دون وجود لأي مرشح من بقية الأحزاب الأخرى وتتسأل ما الذي يمنع الآخرين من التواجد في هذه المساحة الملتهبة بشعارات القائمة الواحدة دون باقي العباد وكأنك في جنوب الصومال بينما في مكان أخرى تجد جميع ألوان الطيف السياسي وقد أخذ الجميع مساحته في الدعاية والإعلان لمرشحي القوائم السياسية وكأنك في زيورخ بما تعنيه الكلمة من تطبيق لمبدأ المساواة في التنافس السلمي وما تلك الا دلالة على قصور ذاتي لدى بعض المرشحين في فهم حقوق الآخرين في الترشيح والانتخاب تلك الحقوق التي كفلها الدستور وتعني في مضمونها صورة التداول السلمي للسلطة ويقينا فأن بعض المرشحين يعمدون الى تجنيد بعض المرتزقة لتمزيق صور المرشحين التي تعد في نظرهم غريبة عن مناطق نفوذهم وتلك ثقافة تعبر عن قصور لدى بعض المرشحين في فهم التنافس الحر من أجل تمثيل الشارع السياسي .
وفي ناحية أخرى نجد غالبية المرشحين يحمل صفة أستاذ أو حقوقي وهو في الحقيقة لا يعي من علم القانون والحقوق ألا النزر اليسير وصلب الموضوع أنه يمتلك وثيقة تخرج وليس فقه في القانون وتلك والله من أيسر الأمور في وقتنا هذا بوجود الكم الهائل من الجامعات الأهلية وغير ذلك من الأساتذة الكثيرون وتجد فيهم من عمل معلما أو مدرسا أو موظفا حكوميا بسيطا وهو لم يمتلك مقومات الإدارة المهنية أو ممارسة القيادة في مسيرته الحياتية وفي أتون المنافسات الانتخابية يصل الكثير من هؤلاء الى مجالس المحافظات أو مجلس النواب وهنا تكمن تخرصات الواقع العملي لهؤلاء الطارئين على العمل النيابي والمجلسي حيث تضطر الحكومة عند توليهم العمل الى إيفادهم الى خارج القطر لإشراكهم في دورات خاصة أو ورش عمل في بعض البلدان الإقليمية كالبنان أو تركيا للتدريب على أسلوب الإدارة وتحرير النصوص والمخاطبات الرسمية ودورات في القيادة ودراسة القانون ومعرفة البرتوكولات الرسمية والتعامل الدبلوماسي ويأخذ ذلك الكثير من ميزانية الدولة وأموالها ويؤثر سلبا على برنامج الأداء اليومي للمجلس بسبب ذهاب الأعضاء في تلك الدورات التي تستغرق أشهر من التواجد خارج البلد وفي تلك الفترة ينقطع تواصل الأعضاء مع المجلس ويكون عبارة عن دائرة عمل معاقة لحين اكتمال دورات جميع الأعضاء في حين يستوجب على جميع المكونات السياسية إدخال جميع مرشحيها في تلك الدورات قبل الانتخابات أو ضرورة أن يكون كل مرشح مؤهل بطبيعته للعمل القيادي ويمتلك الخبرة والدراية في العمل الإداري وله خلفية ثقافية جيدة وباع سياسي وشجاعة أدبية وحس وطني ومعرفة كافية بالأمور القانونية وقانون أدارة مجالس المحافظات وله القدرة على تمثيل الآخرين والمطالبة بالحقوق واعتلاء منصة الخطابة دون تردد أو خوف من معلوم أو مجهول وتلك هي الشجاعة التي يجب أن يتحلى بها السياسي في مواجهة خصومة لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى وتلك الصفات يجب أن يتحلى بها كل مرشح ليكون عند حسن ظن الآخرين ومرشحا مؤهلا بامتياز .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات