العراقيون والاختيار الصعب

يحيى شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراقيون والاختيار الصعب
لم يكن جديدا علينا نحن العراقيون ان لانمتلك الاختيار لمستقبل بلادنا ونظامه السياسي واختيار رموزه القادرين بكفائتهم ونزاهتهم على التغير نحو الافضل
التاريخ الماضي والقريب يحدثنا ان العراقيين لم يكن لهم الخيار في المواقف المصيرية التي مرّ ويمر بها البد ففي عام 1258 م احاطت جيوش هولاكو ببغداد لاحتلاله وتدميره
وقف العراقيون في اختيار صعب احدهما رغبة بذهاب الخليفة وولديه واللذان كانا اشبه بولدي صدام في استهتارهم ومجونهم وبين ان يحتل بلدهم ويدمر
ولم ينتظر القدر باسبابه للعراقيين ان يختاروا مقاومة المحتل وازاحة الخليفة الفاسد وحاشيته .
ومرّالزمن حارما العراقيين من اختياراتهم بين مستعمر صفوي واّخر عثماني نهبا وقتلا ومنعا لارادة العراقيون في الاختيار
وحين بدات الحرب العظمى ودار الصراع بين العثمانين والانكليز على استعمار العراق .ظل العراقيون في حيرة من سوء الاختيار ايدافع العراقيون المحتل الجديد وذلك يعني حتما بقاء المحتل القديم وقد فعل ذلك العراقيون حبا بوطنهم وليس دفاعا عن المستعمر القديم .
واستمرّ الاختيار الصعب بين سيء واسوء وتتوج ذلك في الاحتلا الامريكي عام 2003 وعاد الاختيار الصعب مرة اخرى بين الدفاع عن العراق والذي يعني الدفاع عن صدام فقد اختزل العراق بماضيه وحاضره كله باسمه وبين ان يقفوا بلا حول ولا قوة في اختيار صعب حتى انه لم يضاهيه بلد في العالم في تفرجه على المحتل كيف يحتل ارضه وكأنهم يشاهدون فلما سينمائيا .
واخيرا انسحب المحتل بارادته لاغيرها وترك ما ترك.
واليوم يبدو للرائي من الخارج ان العراق بلد ديمقراطي يعتمد الانتخابات طريقا للسلطة وتداولها. ويستمر مسلسل الاختيار الصعب بين المرشحين .فالكثير من العراقيين عازفون عن الاشتراك بها لانه لم يرى الا الوعود الكاذبة
والوجوه نفسها .ويستعرض الناخبون صور المرشحين والذين لا يعرفوا من الانتخابات سوى نشر صورهم في الشوارع هم بلا برنامج للتغيير نحو الامان والمستقبل الافضل .
فهل يختار العراقي العزوف عن المشاركة وهو بذلك يسهم في بقاء الرموز التي يريد تغييرها ام يذهب ويختار ومن يختار .
وهو الاختيار الصعب املي ان يتجاوز العراقيون معضلة الاختيار الصعب وياخذوا الفرشاة من الاخرين ليرسموا بعقل واع مستقبل بلدهم .

#يحيى_شمس_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات