|
الموصل .. قبل الإنتخابات
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أدري لماذا لا أشعرُ بأيِ تعاطُفٍ مع مُظاهرات وإعتصامات الموصل الأخيرة ؟ رُبما نفس الشعور ينتابني ، بالنسبة الى مُظاهرات الأنبار وتكريت والحويجة ، أيضاً .. ولكن ليسَ بالدرجةِ نفسها ! .. ولكي اكون دقيقاً .. فأنني اُتابع خُطَب الجُمعة في هذه المُدُن والفعاليات التي تليها ولساعاتٍ متواصلة .. واُصارحكُم القول ، بأن الكلمات والشعارات والأهازيج ، التي تُتلى من على منبر ما يُسمى " ساحة الاحرار " في الموصل .. تُثير الذُعر والخوف والريبة .. وليسَ لها أي علاقة ، بالمطالب المشروعة للجماهير ولا بالدعوة الى محاربة الفساد وإحترام حقوق الإنسان وتحسين الخدمات والعدالة .. الخ . بل هي عبارة عن زعيقٍ وصراخ وشعارات مشبوهة ، تنضح منها الطائفية المقيتة ، ودعوة الى العُنف والقتال والحرب والزحف الى بغداد لطرد الحكومة العميلة وتمزيق الدستور وإعلان الحرب على إيران ! ... والموجودين في الساحة تحت ، والذين يُرددون الأهازيج الحماسية والهتافات النارية ، هُم في الحقيقة أقلية قليلة ، ولا تبدو على مُحياهم أية علامات ، بأنهم من جماهير الشعب المظلومة أو المُنتهَكة حقوقهم .. لكن الإعلام والفضائيات ، تُركِز عليهم فقط ، وكأنهم يُمثلون الجميع .. لا بل اُجازِف بالقول ، ان الجماهير المنتفضة الحقيقة من ذوي المطالب المشروعة والأهداف النبيلة ، قد اُجبِرَتْ على التواري والإنزواء .. وبقى الصوت الأرعن المُتطرف هو السائد ! . أعتقد ان هذه الشعارات الطائفية العنيفة ، هي بالضبط ما يريده المالكي في هذا الوقت .. وهي تخدمهُ في الواقع وتجعل موقفه أقوى ! . بالطبع ، لستُ مُؤيداً للمالكي قطعاً وأنا ضد نهمهِ للسُلطة وتوجهاته الفردية الإستحواذية .. لكن سيطرة الشعارات المُتطرفة على المشهد السياسي في الموصل ، يعطي الذريعة للمالكي ، للإستمرار في نهجهِ الفردي وإيغالهِ في السياسات الخاطئة . قُطبَي المعادلة في الموصل : المالكي والعديد من الذين " كسبهُم الى جانبهِ " ، سواء بصورةٍ مباشرة وصريحة ، أو الذين يُؤيدونه سِراً .. من جهة ، ومن الجهة الاخرى ، أسامة وأثيل النُجيفيين ومَنْ يُؤيدونهم . هذَين القُطبَين ، لايقتصر صراعهما ، على الموصل فقط ، بل يمتد الى الأنبار وتكريت وديالى وأطراف كركوك وحتى بغداد . إذ ان النُجيفي ، ومن خلال قائمته الكبيرة ( مُتحِدون ) ، نجحَ في إستقطاب شخصيات " سُنية " مهمة الى جانبهِ ، مثل رافع العيساوي وأحمد أبوريشة ، وكذلك رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي ، والعضو القيادي البارز السابق في الحزب الإسلامي سليم الجبوري . - المَنطق يقتضي القَول ، ان " النُجيفيين " ينبغي أن يكونا أكبر الخاسرَين في إنتخابات مجالس المحافظات القادمة .. لأن اُسامة النُجيفي ، أساءَ كثيراً للمنصب السيادي الأهم ، ألا وهو رئاسة مجلس النواب ، خلال السنوات الماضية ، ولم يستطع الإيفاء بِقَسمه ، على ان يُمّثِل جميع العراقيين [ وليس هو الوحيد ، بل ان المالكي والطالباني والآخرين أيضاً ، لم يُقّصروا في ذاك الإتجاه ! ] ، بل ان سياساته كانتْ من أسباب تدهور العملية السياسية برمتها .. شقيقه أثيل النجيفي ، كان من أقل المُحافظين إنتاجاً وتقديماً للخدمات وصرفاً لميزانية المحافظة ، إضافةً الى التقلُب في المواقف بدرجةٍ حادة .. أي بالمُختَصَر .. نَكثَ الإثنان ، بوعودهما بصورةٍ سافرة . وكانا من اسباب تفكُك القائمة العراقية ، وتصاعدتْ مساعي اُسامة النجيفي ، لأن يطرح نفسه ، المُمثِل الأبرز والزعيم لل " السُنة " في العراق عموماً . مُغازلة النُجيفي ، للجانب المُتشدِد من مُتظاهري الموصل والأنبار .. وإصطفافه معهم ، رغم علمه .. بأن أصابع خبيثة رُبما هي التي تُحّركهم .. يُظهِر الوجه القبيح للساسة العراقيين ! . رغم [ المَنطِق ] الذي يُرّجِح خسارة النُجيفيين .. فان الناخب العراقي عّودنا ، خلال السنوات الماضية ، على أنه لايُعاقب السيئين ، بل رُبما يُعيد إنتخابهم ثانيةً ! . - ينبغي ان لانسهو ، عن الدَور المشبوه الذي يلعبه " الحزب الإسلامي العراقي " منذ البداية ، في عملية المظاهرات ولا سيما في الموصل . أعتقد ان هذا النشاط المُريب ، ناتجٌ عن التوجيهات أو النصائح ، الصادرة له من تنظيم الاخوان الدولي العابر للحدود ! . فليسَ من المعقول ، ان ينجح الإخوان في كُل من تونس ومصر وغزة وحتى ليبيا وقريباً في سوريا ، بينما الجماعة هنا في العراق ضُعفاء ومُهمَشون ؟ .. رُبما ليستْ هنالك علاقة واضحة ومُباشرة وعلنية ، بين " هيئة علماء المسلمين " و " الوقف السُني " و " الحزب الإسلامي العراقي " و " ما يُسمى دولة العراق الإسلامية " .. إلا ان ما يجري على الساحة العراقية منذ سنين ، يجعل هذه العلاقة المُتشابكة والمعقدة ، مُمكنة ! . ان الحزب الإسلامي الذي كان له وجود هزيل في إنتخابات مجلس المحافظة في 2009 ( ثلاث مقاعد فقط ) .. يسعى في الإنتخابات القادمة ان يكون رقماً صعباً في الموصل ، من خلال [ قيادته ] لمنصات ما يُسمى ب ساحة الاحرار !. - أقضية كبيرة ونواحي وقصبات ، محسوبة رسمياً على مُحافظة نينوى .. لكنها عملياً تُدار مِنْ قِبَل سُلطة أقليم كردستان ، وهي سنجار ومخمور وشيخان وتلكيف وغيرها ، وهي مُغلَقة لنفوذ الاحزاب الكردستانية . في أقصى الغرب في ربيعة ، يتمتع شيوخ شَمَر بنفوذٍ عشائري واضح وطاغي ، وعلاقتهم سيئة مع النُجيفي منذ فترة . وهنالك توزُع في الولاءات العشائرية في أطراف المدينة الجنوبية والشرقية . إذن قائمة " مُتحدون " النُجيفية ، ستعتمد أساساً ، على بعض الشعبية المُتبقية لها في مركز المدينة ، من ناحية .. وعلى التحالُف المُفتَرَض مع الكُرد من ناحية ثانية ، إذا أرادوا الحفاظ على إحتمالات الفوز ، كما أعتقد . - أرى ان الكُرد الذين حصلوا على " 12 " مقعداً من مجموع " 37 " في إنتخابات مجلس المحافظة في 2009 . لن تتغير نسبتهم كثيراً في الإنتخابات القادمة .. فأن إحتمالات حصولهم على أصوات ومقاعد في مناطق ربيعة وحمام العليل وبعض تلعفر والساحل الأيسر ، شُبه معدومة .. وفي الساحل الأيمن ، فأن إعتمادهم سيكون غالباً ، على الكُرد " المُهّجَرين " من الموصل والمُقيمين حالياً في دهوك وغيرها .. فالأحزاب الكردية نفسها تدرك وحتى الاطراف الأخرى المُنافسة ، ان المقاعد التي ستحصل عليها القائمة الكردية ، ستبلغ حوالي ثُلث مقاعد المجلس .. أي لن تكون هنالك مُفاجآت تُذكَر في هذا المجال ، ولن يكون هنالك صراعٌ إنتخابي حقيقي في الأقضية والنواحي " الكردية " من محافظة نينوى !. - التنافُس الشَرِس ، سيكون بين القوائم " المُناوئة " للمالكي بصورةٍ سافرة ، إذا جاز التعبير .. مثل قائمة " متحدون " .. وبين القوائم المُساندة للمالكي " حتى وإن لم يكن بِشكلٍ علني " .. مثل قائمة " تجمع أم الربيعين الوطني " ، و " حركة تصحيح " وغيرها . - من المُؤسِف ، ان " التيار الديمقراطي " ليسَ له مُرشحين في إنتخابات مجلس محافظة نينوى .. ولكن هنالك العديد من المُرشحين المدنيين الأكفاء ، البعيدين عن العشائرية والإسلام السياسي والتطرُف بأشكاله .. في القوائم " الصغيرة " إذا جاز التعبير .. بإمكان الناخب ان يختارهم .. إذا أرادَ تغييراً نحو الأفضل .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات الثلاثة في أقليم كردستان
-
الحكومة .. وأقلام التأريخ
-
مُراسلونَ وخَدَم
-
متى ستسقط الحكومة ؟
-
- صخرة البَصَل - .. والكعبة
-
رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
-
الموصل ... مدينةٌ خطيرة
-
مِنْ حّقِنا أن نَحلَم
-
دُولٌ تأفَل .. ودولٌ تظهَر
-
شعب أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً
-
مُستقِل وليسَ مُحايِد
-
- حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل
-
ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس
-
بعض الضوء على الساحة الكردستانية
-
مأساةٌ .. عشية اليوم العالمي للمرأة
-
إحتكارات .. وتسويق
-
هل ستجري الإنتخابات في 20/4
-
- سعيد - يبتهلُ الى الله
-
المالكي .. وتفريغ البانيو
-
على المُعتدلينَ أن يرفعوا صوتهُم
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|