أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - علي العريض...أقبل اعتذارك في حالة واحدة فقط‼














المزيد.....

علي العريض...أقبل اعتذارك في حالة واحدة فقط‼


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






رئيس حكومة تونس الجديد و بعد أن شكّل حكومة رجاله الأكفاء الأشداء، و بعد أن نال ثقة أتباعه من المتحزبين و الطامعين، التفت إلى بعض المهمومين بحال النسوة في تونس ما بعد سقوط دولة الحداثة و انهيار عصر الأمان وقال لهم بأسف عميق أنه يعتذر على الحضور الضعيف جدا، جدا للنساء في حكومته الوليدة، حكومة الرجال.
على ماذا تعتذر يا وَلَدي؟ أعلى السهو و النسيان؟ جَلَّ الذي لا ينسى يا وَلَدي و ما أنت إلا بشرٌ و ما سُمي الإنسان إلاّ من النسيان. لا تهتم يا ولدي، كذلك هنّ النساء، ما لم يثُرنَ و يُشعلن الأرض نورا يكنَّ وليمة للنسيان.
و لكن لماذا اعتذرتَ؟
لو كنت يا سيدي، أنت الحاكم بأمرك في حكومتك، لما احتجت أبدا لتقديم اعتذار و لأنك المحكوم و الحاكم يجلس خلف الستار فانك أكرهت نفسك على الاعتذار و أكرهتنا على سماع ما نكره. فسامحك الله يا صاحب القرار ‼
قُل يا وَلدي،
أكنت تنتظر مني أنا نصيرة الحق و النساء، أن أقبل اعتذارك لمجرد أنك اعتذرت‼ أعرف أنك أذكى من أن تستبلهني بأجوف ما أنتجت صناعة الكلام، أنا التي وهبني الله أقوى ما يوهبُ إنسان، ملَكة حسن الاستماع لما يقوله القلب قبل اللسان.
خسارة يا ولدي، فاعتذارك يخيّب فيك أملي و قد كان لي فيك، والله، أملٌ و رجاء. خسارة و الله فأنت و رغم شباب ضاع منك بيد السجان هباء، و رغم تجربة عشتها بعمق تجربة سماع الحكم عليك بالاعدام! فقد كنت من بينهم الأكثر اعتدالا و الأقل رغبة في الانتقام و لأنك و برغم انتماءك لحزب يزرع قائده في الناس الحقد و الكراهية و برغم دوي إخفاقاتك المهنية، فانك بقيت سياسيا بارعا تطمئن لسماعه الأسماع.
و لكنني الآن لا أريد قطع حبل سيظل يربطنا على الدوام، فالسياسة كما تعلم جدال و لا حياة لك اليوم بدوني و لا لي بدونك حياة. محكومة أنا بك و أنت في حكم القانون، الحاكم اليوم في البلاد. فاسمع مني ما دمت قد بادرتني بالاعتذار عن التقصير أو السهو أو النسيان.
أقبل باعتذارك يا سيدي، في حالة واحدة فقط و سأتنازل باسم تونس مؤقتا عن حق نساءها في نيل مناصب الحكام. فحكم النساء قادم لا محالة. و إن عشنا سويا، ستُرينا و تُريكم الأيام. حكم النساء قادم يا إخوان، حكم المودة و الرحمة قادم، فاسعدوا و استعدوا يا رجال‼ يا ولدي ما جنت البشرية من حكم الرجال غير دهور و دهور من الإقتتال.
أقلتُ أني أقبل باعتذارك؟؟
نعم سأقبل باعتذارك أيها الحاكم الجديد، أيها الانسان الجديد، يا أيها الناجي من حكم الاعدام.
سأقبل باعتذارك فقط لو تمنع قبيلتك من أن تثأر مني، من تونس مليحة البلدان، الآن و قبل فوات الأوان، الآن و قبل أن يُنفّذ فيها شيخكم الأعلى حكمه عليها بالإعدام.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات صلاة...
- ** يا رجلا ....يا كلَّ العارْ **
- و الدمع ينظر...
- كم رجلا عشقت؟؟
- أحتى هناك...لا ألتقيك؟*
- تونس بين يدي الكاهنة
- في أمر العشق الرئاسي و أمر رئيس التحرير...‼
- و عن تعدد الزوجات في تونس فحدّثي...
- ماذا فعلت بفخامة الحريف عاملة التنظيف...؟
- ثورة و متى تنتهي...!!
- قد آن لهذه الثورة أن تقوم...
- عندما يكره التوانسة السيدة الفاضلة...
- - برصاص الورد الأبيض-
- حديث نساء
- تشتري إخلاصا... والرجال تبيع‼
- **امرأة و إن نجحت**


المزيد.....




- الأردن: اتهامات جنائية لـ-خلية تصنيع الصواريخ-.. و-الجبهة-: ...
- الإمارات تدعو لـ-صمت المدافع- بذكرى حرب السودان.. وتتهم طرفي ...
- محاولة تهريب 5000 نملة من كينيا إلى أسواق أوروبا وآسيا
- حسابات ضحايا مجازر الساحل بأيدي قاتليهم وميتا غير عابئة
- بعد 3 سنوات من الترميم.. رومانيا تُعيد إحياء قلعة بويناري وت ...
- بايدن في أول ظهور علني: إدارة ترامب سببت أضرارا فادحة في أق ...
- بين أوكرانيا وإيران.. تفاؤل ترامب الحذر
- -دمي في رقبتك يا نتنياهو-.. -سرايا القدس- تبث رسالة من الأسي ...
- ترامب يمدد الحظر المفروض على دخول السفن المرتبطة بروسيا المو ...
- الدبيبة يعلن تخلي حكومته عن نظام المبادلة لاستيراد المحروقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - علي العريض...أقبل اعتذارك في حالة واحدة فقط‼