توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 16:29
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
اخترتُ مقالا للكاتبة الإسرائيلية سميدار شير سيدي، نشرته يديعوت أحرونوت يوم 11/3/2013 ، وهي صحفية ومؤلفة كتب تقول فيه:
العنصرية تعشش فينا، فهي تعود إلى عصر التوراة عندما أسمانا الخالق:
( شعب الله المختار)
لم نفهم مدلول التسمية على حقيقتها ، فالتوراة أمرتنا أن نحب الغرباء،فنحن فهمنا أننا بشر خارقون متميزون عن غيرنا.
إن عزلة الغيتو دفعت أجدادنا المضطهدين إلى الانطواء على أنفسهم، والحياة في رعب وخوف من الموت، وجعلتهم يكرهون غيرهم.
كما أن الناجين من الهولوكوست يتصرفون وكأنهم أفضل من بقية إخوتهم ممن لم يعاصروها وعاشوا في الدول الشرقية (السفارديم).
يجب أن نعرف بأن [ شيطان التمييز العنصري] قد زال من العالم، فكثير من أبنائنا، ومنهم أبنائي ولدوا من زيجات عرقية مختلطة، إشكنازيم وسفارديم...!!
إن احتجاج الجيل الجديد لا يمحو العنصرية التقليدية، لأنها تعيش في عقولنا، وتظهر كذلك في تعبيراتنا وكلامنا المعسول عندما نقول عن الآخر:
" إنه لطيف ومثقف"!!
علينا أن نعترف، فالإنكار سخيف، بأننا عنصريون نحو المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفيتي السابق ومن مهاجري إثيوبيا...!!
لقد بذرنا العنصرية وجنينا الكره، وتجاهلنا الحكمة من تعدد الأجناس والأعراق .
نحن نشهد اليوم زيادة عدد العنصريين ممن يستخدمون العنف ضد العرب، فقد اعتدى ثلاثة شبان على امرأة عربية في الناصرة العليا وبصقوا في وجهها، وطالبوها بمغادرة المكان لأنها عربية، واعتُدي على امرأة عربية أخرى في الحافلة يوم 10/3/2013، وهذا ليس كل شيء، فالعرب عندنا مصدر الإرهاب، يذبحون أطفالنا ويسرقوننا!!
فقد هاجم مجموعة من الشبان الإسرائيليين فتاة عربية أخرى في القدس في محطة القطارات وبصقوا عليها وضربوها، ولكمتها فتاة يهودية في وجهها لأن زيها عربي، ورشق شبانُ يهود سيارة معلمتين عربيتين يوم 6/3/2013 وكسروا زجاجها!
إن هؤلاء لا ينتقمون من العرب ، بل ينتقمون منا، كما أن أفعالهم تحولنا من شعب الله المختار إلى أسوأ شعوب العالم، وهذا يُعرِّض مستقبَلنا للخطر!!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟