رياض مانوئيل القدسي
الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 06:14
المحور:
الادب والفن
موطني
يوما ما كنت سأكتب عنك ياوطني وأعزف اللحن شجياً في مستهل النظم وسرد الكلام
رجوتك سلاماً أنشده عِزاً، وعلى حين غرة حطت سيولك عالياً مذ كنت شاخصاً على ثرى الأكوام
ليتك كنت الحاضن في الملمات، تضم خرافك تحت أجنحتك، لا تخشى الرياح العاتيات و تفلح الزمام
ودونك الملاذ كل بقاع الأرض موطني، خير من شعارات ومغالاة دون جدواها، أشبه بسراب الهيام
وكُنتَ الدُجى في حلكة الليل، تأسرني في غياهبها صيحات الديك اليائسة من بزوغ الفجر أيام وأعوام
والحدث فيك كل الحدث ثمة صِدامٌ وتناثر، بين افكار وعبرات، أشلاء وأوصال، رماح وسهام
ألم تكن ياموطني سَبّاقاً في التوهان ومرتعاً للضباع وحاضراً لكل أصناف الغدر والأحداث الطغام؟
ألمُ مضني زرعت فينا الأسى وسم زعاف أسقيتنا وصمت واجم طلق العنان، حينها جرأتني جميع الأقلام
فلم تكن يوماً السند ولم تكن المتكئ كرمل الفلا متحركاً، ليتك كنت صخراً صلداً وسارية للأعلام
كيف لي أن أسميك وطن أعشقه وليس فيك خيار سوى الجفاء ودم مهراق، أين العدل ودعاة السلام؟
وهل كنت منفرداً بذات الأرض دون سفهائك ومجرموك؟ ولو كنت خرباً مقفراً سينبذك محبيك حد الفطام
الوطن ماهيته الارض والشعب وجملة معطيات يحيل الفصل بينهم والتفريق محال قط لا يقام
والتاريخ للأنام معرفة يعيد نفسه للأجيال مبينا إستحالة الخير والسعادة والوئام في وطن الشقاق والخصام
أما الشعب فكان النكرة دوماً وعلى هامش السيرة وفي مهب الريح، فمتى يستفيق من غيبوبة الفصام
ليس وطن نعشقه ونرومه ذاك الذي نولد ونترعرع فيه إنما هو العز والفخر والطيب والجود والأرحام
فان غابت علينا تقطعت بنا الأوصال وكاد الكيد بالأوطان كالجذام تتساقط منه الشعوب كالأزلام
سيظن كل قارئ أنني نافذ العمالة ومستوفي القتل في معترك أشبه بالمحكمة ومعتركيهم قضاة وحكام
سئمت كل خطاب وحزب وطني ونشيد عن موطني وثمة أشياء كلها نسج من الخيال وطيف من الأوهام
#رياض_مانوئيل_القدسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟