|
قالت وقال ( ٣ )
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 23:42
المحور:
الادب والفن
قالت وقال ( ٣ )
علم الدين بدرية
قال : - أتيت لألقي التحية فطاب لي البقاء ، لكن لكل لقاء نهاية ولكل بقاء أفول فخذي مني الورود واتركي الأشواك فقد يكون الغد مرسى للقائنا أو ميناء فراق من يعلم ما تخبئه الأقدار .. قالت : - مساءاتُنا عبقريّة ، تقرّب اللقاء وتلغي الفراق ، تنتقي الورود وتهمل الأشواك فحطّ الرحال واترك ما في الغيب للغيب فالعبء تحطّمه أرادة تحمل الشوق والصفاء قال : - لنقف هنا صديقتي .. على حافة ليل يتعربش على غمّزات قمر ... لترقْرُقِ حروفك الراعفة أشعة فجّرها ميلاد عذري على صدر عتمتي فاستحالت تلافيف نرجس حائر على وجه فجر جديد ، صوتك الذي ينمو في أكمام الورود هل هو بلبل للشعر ، أم طيف حائر ، أم سمر أناجيه في لياليَّ المهجورة ؟ ! ابقي لكِ الإجابة والاتجاه ..!! قالت : - إجاباتي تبعثرت في كل اتجاه ، أبعادي تشابكت فنمت في القلب زهرة لوتس بيضاء .. أنارت دربًا على صقيع البحيرات البعيدة .. فحملتها الروح دفئًا لموعدٍ ذات لقاء .. فلا المرساة توقفها وهي عصيّة على النسيان .. قال : - هل تظنين ذلك ؟فزهرة اللوتس قد تذبل ذات مساء حينما تفتحت براعم مشاعرنا كنّا غريبين مسافرين في رحلة ذكرى قادت مراكبنا لتنأى على جزيرة البوح الصامت فارتسمت انعكاساتنا على الورق تبدع حروفنا فخضنا عذاب التجربة وربما جرحتنا رائحة الحبر والمداد .. في انتشاء البوح لغة دائريّة لطقوس سريّة في معابد الذات ، لغة نتناغى بها تحت ظلال الحروف وفي قدسيّة الكلمات أريج عباراتنا تحمله ذبذبات الأثير لا تخدعه سحب مسافرة ولا تمحيه الأيام .. قالت : - زمن البوح يطوى خلف الأمواج لا زبد الشطآن يبعثره ولا طيور النورس تحمله بعيدا فيبقى ماثلاً خلف الضباب صورة منسيّة لعذابات لا تنتهي في مسيرة الوجود قال : - كم كنت أرنو لمساءات يحلو بها اللقاء وتشرق على نافذة قصيدة أو على شمعة من صفاء .. لا تطالبنا بتفسير انتماءات حروفنا لا تحاسبنا على أحلام وردت في الخفاء قالت : - المساءات وعود كقطرات الندى تزيلها شمس الصباح .. لكن المساءت التي يضيئها القمر وتصهرها المسافات تبقى مشتعلة في جذوة الروح لا شمس تحرقها ولا لهيب يزيل روعة اللقاء قال : - كلّ الأبواب المشرّعة تقتلعها الرياح .. تكتبينني وأكتبكِ ويبقى للزهر رحيق وللصباح قطرات ندى .. من يعلم فربما تسرح ذات صباح فراشات أحلامنا وتزهو ورود اللقاء وربما تبعثر تلك المساءت الغاربة ما تبقى من همسات خلف الغروب .. قالت : - تطفو أحلامنا فنعتلي درب النسمات وتشرئب أروحنا وما أن تشرق شمس حتى نأوي إلى قوقعتنا لنعيش ظلام التستر من جديد قال : - ما بالي أُسْمِعُكِ صدى المحار وأعيد على أسماعك تعتعات أفكاري فلا الحنين يعيد تكويني ولا البحار تتسع لحروفي فكيف لعمق المحيط أن يختزل أحلامي ؟؟؟ قالت : - كل الأسرار التي تسكننا ، تُسمعنا أصواتها ، هي لحن في الوريد ..لما تخاف حروفنا أن ترسمنا على لوحات ليلة تتجلى في ضوء القمر وتنعشها النجوم ؟ لما علينا أن نفسر أشعارنا ونخفي أحلامنا هل هو خوف اكتسحنا فشلّ ما تبقى فينا من مشاعر .. فنضبت واحات صحرائنا وبعثرت زهور أمانينا ؟ قال : - لا أسرار حين يتجلّى الحلمُ على ساق ألأمل ويبزغ في فجرٍ وليد .. فزقزقة العصافير لا تطلب لأنغامها تصريح من شمس الشروق رداؤنا خيوط تعربشت من وهم طحالب تلبّستنا وما زالت تنأى بنا في رحلة العبور تسجننا في ظلام أفكارنا وتُبعد السعادة عن نور ينير في آخر النفق ، على ضفاف الذات تنمو زهور اللوتس تنير درب العائدين من وهم الرجوع فلا قلق يحتويهم ولا هم بخائفين . قالت : - كم من أقنعةٍ نرتديها وكم من وجوهٍ مثقلة لا نحسن رميها ، تتشبث بنا كأصداف تقمصتنا منذ الولادة تطفو أحلامنا فنعتلي درب النسمات وتشرئب أروحنا وما أن تشرق شمس حتى نأوي إلى قوقعتنا لنعيش ظلام التستر من جديد قال : - هي الدنيا نبحث فيها عن ابتسامةٍ تعيدُ ما فقدناه على قارعة الانتظار ، نقلب صفحاتها ككتاب وذات يوم سيطوى كتاب رحلتنا ونحن ما زلنا في محطات الانتظار يمضي يومُنا ولا نعرف ما يخبئ الغد من غيب وألغاز .. أمواج اللقاء تحطمها صخورُ الشاطئ فلا المدّ يعيد اتزاننا ولا الجزر يشكّل محيط الدائرة من جديد من أراد العوم نزع رداءه ومن أراد الحقيقة تخلى عن كل عن زيف القشور فدعينا نسمو إلى بعد آخر لا يعرف للمادة وزنًا ولا يعيد اجترار وهم لزمن رهيب !
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميّات شتائيّة
-
يوميات شتائيّة ( 2 )
-
تساؤلات وصلاة
-
إليكِ في البعد الآخر
-
قالت وقال ( 2 )
-
لا تبكي سوريا
-
رثاء شهيد
-
** مَوْجٌ وَحَنِيْن **
-
قالت وقال
-
مَواسِمُ الْحَصَادْ
-
همس الروح
-
الزِّيْز
-
مَاتَ الْوَلَدُ !!
-
احتضار أم ولادة
-
الْمَوتُ عَلىَ حَافَةِ النِّسْيَانْ
-
رِسَالَةُ صَمْت
-
إشْراقَةٌ
-
هَاجِسٌ عَلىَ الطَّرِيقْ
-
أَنَا وأَنتِ
-
الزَّمَنُ الأَصْفَرْ
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|