أمّ الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 21:55
المحور:
الادب والفن
حرائق في عالم بلا آلهة ...
سماء من الرماد الحزين ..
و بقايا لهيب ..و نار هاجرها
للتوّ جسد كان ينبض عشقا للياسمين ..
و..أنت..تقفين ..كنخلة باسقة ..
تتردّدين بين الموت واقفة
و التحليق في عدم الراحلين ..
عتمة تلفّ الخراب ..
و ايقاع لحن جنائزي بلا سامعين ..
و تظلّين واقفة تطلبين الخلاء
في صحراء بلا عرّاف و لا عقال بعير ..
تطلبين رياحا... للرمل النائم وحيدا منذ سنين ...
.................
قالت عصفورة المساء..
لطفل جاء يلهو بآخر صنم قديم :
اليك بأغنيتي ...
انثرها على الأرواح الآتية
من بسمات البساتين ..
اليك بحنجرتي ..
أنشدنا صلاة بلا مصلّين ..
اليك بأجنحتي ..
ارسم لنا نجما للضاحكين .."
سأل الطفل اليتيم :
" هل عندك أغنية للمحترقين ؟
و أغنية للمغتصبين ؟
و أغنية للجائعين ؟
و أغنية للمقتولين غدرا
ذات صباح قليل ؟ " ....
..................
و تظلّين واقفة
بعد رحيل كل العصافير
عن الشارع الكبير..
تتأرجحين بين الطفولة..
و المقصلة ..
بين رائحة العنبر
و دماء العابرين ..
و تعرفين في آخر النهار
أنّ كل من مرّوا الى حافة الروح
حملوا دمائهم معهم ..
حملوا دمائنا معهم ..
حملوا أشلائهم في توابيت بلا مؤمنين ...
فمن أين لنا بغبار رحيم ؟
بعد أن باعوا الثرى
و صنعوا حكومات لبيع الهوى
أوّاه ..من سيحترق هذا اليوم ؟
في دول تشتهي الموت
و تسكر برائحة اللحم البشري
عائدا الى الطين .....
أوّاه ....سيحترقون بأحلامهم ...
سيصنعون من حرائقهم
مدائن و قرابين ..
و بقايا وطن ..
ينقصه بعض من السفرجل
و قليل من ترانيم العاشقين ...
#أمّ_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟