أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام صابر - التدمير في العودة للوراء














المزيد.....

التدمير في العودة للوراء


وسام صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدمير في العودة للوراء
وسام صابر
في المجتمعات العربية والعراقية نجد الكثير من الازواج يتشاركان الطعام من نفس القدر لكنهم لا يتشاركان الطعام من نفس الصحن. وقد يتشاركان النوم تحت سقف واحد لكنهم لا يتشاركون نفس السرير او نفس الغرفة. قد لا يتبادلان الحديث لكنهم بالتأكيد سيتبادلان الصراخ .هم أزواج امام الناس لكنهم ليسوا أزواجاً امام الله!
غالباً ما تكون الزوجة تعيسة من هذه الحالة لكنها لا تملك تغييرها بل لا تريد تغييرها لأنها تخاف من المجهول. كيف ستتدبر امورها بعيداً عن البيت الذي اعتادته؟ أو الزوج الذي ألفته؟ وكيف ستعيل أبناءها وهي التي عاشت عمرها معتمدة على هذا الرجل في تدبير معيشتها؟ قد يلجأ الرجل الى العلاقات خارج البيت لاشباع رغباته. لكنه لا يفكر بالانفصال أما لأنه يخاف على بيته وأطفاله من المجهول شأنه شأن زوجته .. وحتى لو فكر بالزواج من امرأة اخرى وهو الذي سمح له الشرع والقانون والعادات والتقاليد بذلك، لكنه يخشى أن تكون الزوجة الثانية شأنها شأن الاولى فلماذا المجازفة ؟
الخوف من المجهول هو مانعيشه في كل دقائق حياتنا. ربما لهذا السبب نحن اعداء التغيير ونتقبل الحاضر بكل مساوئه .. بل ونخاف من التغيير حتى لو انحصر في عمل أو وظيفة معينة. قلة منا من ترغب بالتجديد ونعتبرها مجازفة. أحدى جاراتنا قدمت مع عائلتها طلباً لللجوء الى الامم المتحدة وأستلمت اخيراً الموافقة على طلبها. وذهبت لأهنئها واذا بي أجدها مكتئبة ومتضايقة، بحيث شرعت بالبكاء أول ما سألتها عن أخبارهم وهل ما سمعته صحيح أم لا؟ فأستغربت حزنها وبدأت أصبرها، انها ستذهب الى مكان أفضل في خدماته ووضعه الأمني والسكني حتى. فهم في بيت للأيجار منذ سنين ونسمع أن تلك الدول تمنح سكناً ومالاً للعوائل حتى يجدوا وظيفة مناسبة. لكنها بررت حزنها في أفتقادها للأصدقاء والجيران الذين لن تراهم بعد الآن. لكني رأيت أن حزنها هو قلق من الآتي من المجهول شأنها شأن الكثيرين منا ..
عندما وصلت قوات التحالف الى مشارف العراق في سنة (2003) وكانت الأخبار تتحدث عن تغيير النظام وعن خطة أعمار العراق أرتعبنا ماذا يعني أعمار العراق؟ هل سيهدمونه ؟ ليبنونه من جديد؟ شكراً لكم عودوا من حيث أتيتم "لا نريد هذا التغيير نحن بحال أفضل في ظل هذا الدكتاتور" المجرم الطاغية! الكثير منا يردد دائماً المثل القائل (شين التعرفة أحسن من الزين الماتعرفة ).
فما نراه الآن هو دماراً وهدم لكل ما ألفناه من دماراً مستتر. جاء بسبب التغيير لكنه دمار أفضل من البؤس الذي ارادونا التعود عليه. ففي بؤسنا فقدنا أحبتنا وفقدنا أنسانيتنا وكرامتنا. فهل من الممكن أن يتعود المرء على الذل؟ على البؤس؟ ويرغب بأستمرارهما مبرراً لنفسه بخضوعه للذل أنه يخاف على أهله وعلى أولاده من القتل أو من المعتقل. في الوقت الذي كان يرى أن الحكومة ممكن أن تزج بسجونها أياً كان حتى لو لم يقدم على أي عمل سياسي! فليس بالضرورة أن تكون سياسياً حتى تعادي النظام. وراح العشرات من أبناءنا دون ذنب. بل أن بعضهم كانوا أبرياء حد السذاجة ومع ذلك كان مصيرهم المعتقلات والسجون ومن ثم الى المقابر ألجماعية.
والآن وبعد أن دفعنا آلاف الضحايا حصل التغيير والحمد لله وليس المطلوب منا أن نتقبله فقط، بل علينا أن نعمل على إنجاحه حتى لا تذهب تضحيات أهلنا وأصدقاءنا دون ثمن. حتى لا تذهب أحلامنا وأمانينا هباءً لنتكاتف في سبيل أبناءنا ومستقبلهم فقد جربنا لسنين طويلة التقاتل والتناحر فما الذي جلبه لنا غير الدمار؟ الآن حانت ساعة المواجهة. مواجهة مخاوفنا مواجهة من يحاول الإساءة لنا وإسكاتنا. هل سنخسر أكثر مما خسرنا ..لماذا لا نقدم نموذجاً للعرب وللعالم عن قدرتنا على البناء وعلى التطوير والتغيير. لنهدم كل ما تعودنا عليه من ركون للملل لنهدم منازلنا القديمة التي آلت للسقوط بدل من أن نتركها تسقط فوق رؤوسنا لتقتلنا .. ونبني مكانها بيوتاً جديدة.
ففي قتالنا مع بعضنا نخدم من يريد تدميرنا ومن يريدنا في ذيل قائمة التمدن والتحضر، والعودة للماضي لا سمح الله هو التدمير بعينه.



#وسام_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الزوجات ...حل ام مشكلة ؟
- الشيعة والشيوعيين
- من وأد البنات الى وأد النساء
- بغداد هي الأبقى
- مجلس النوام وصحوة العراقيين
- الرجل والخطيئة
- المنقبات
- الوحده العربيه
- هل من نهاية لهذا المسلسل؟
- صراع الأنتخابات
- كلمات ليست كالكلمات
- حتى انت يابروتوس


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام صابر - التدمير في العودة للوراء