أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الأمهات لا يتكررن..














المزيد.....


الأمهات لا يتكررن..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


الأمهات لا يتكررن.
إلى روح أمى الحبيبة..
نحن لا نشعر بقيمة وأهمية من حولنا إلا إذا فقدناهم.
يحل اليوم فصل الربيع بروعته وجماله وصفائه وألوانه الزاهية، ويحل معه عيد الأم، الذي يتبارى فيه الأبناء لإيجاد السعادة، وإعادة الأمل، ومحو الكآبة بكلمات حب، أو عبارات التهنئة والشكر والامتنان، أو بهديا رمزية حمالا للعديد من المشاعر الطيبة والأمانى الجميلة، لأم قضت حياتها تعمل من أجل اسعاد من تحب.
تحل مناسبة عيد الأم لهذا العام، لتجد عيوني باكية حسيرة، وقلبي مفجوعا مكلوما غارق في كآبة فقد "الأم" التي واريت الثرى بيدي ويد إخواني والأهل والجيران، الذين لازالت بيوت العزاء مفتوحة تعج بهم ..
يحل الربيع مصحوبا بعيد الأمهات، لشعرني باليتم، والضعف والشرود، ووجع الاشتياق، وألم التوق لرائحة الصدر أمي الذي طالما امتص حرارة دموعي وهدهد جراحي، وألم التوق وشدة الحنين الى صوتها الباكي على صدى قرقعة الاواني، ووخز لهفة احتضان وجهها المحاط بهالة التعب القدسية، وشدة الرغبة في سماع تمتمات شفتاها بالدعوات الممهورة برائحة البخور والحرمل بعد صلاة الغروب.
كم أغبط اليوم، كل من استطاع ان يقدم الهدايا ويقبل يد أمه في عيدها هذا وأعيادها الفائتة، أما أنا، فلم يتبق لي سوى ان اقبل تراب القبر الذي ضم جسدها الملفوف بالكفن الابيض الناصع، الذي ستظل صورته في ذاكرتي ما توالت الفصول اختلف الأزمان والتواريخ وتكررت الأعياد، ذكرى لفقد الأم، الخسارة التي لا تعوض أبداً،..
تربكني الذكريات وأتيه في تسلسلها، الذي صار جرحا بعد أن كان حلما. لكن يبقى عزائي معها، أني على يقين ان أمي تطل علي من عليائها، راضية مرضية، ترفل في ثياب الجنة ، وتتفيأ في ظلال الخلد، وأن رثائي لها، لن يزيد مَقامها في مُقامها الجديد عند الرب الكريم، شيئاً، فقامتها هناك عالية، وروحها سامية، وطلتها بهية، وما عندها يفيض ويغمر، ويفتن ويبهر، وما امتن الله به عليها أكبر وأعظم من تمجيدي لروحها الطاهرة، فطوبى لك أمي بما أكرمك الله به، حيث أبدلك دارك القديمة بخير من تلك التي تركت وراءك في هذه الدنيا التي كانت في عينيك صغيرة، حطاماً لا قيمة لها، وبؤساً لا نعيم فيها، وشقاءاً لا خير بغير صلاح يحييها، وأسكنك فردوساً أعلى، صحبة النبي الأكرم وكل الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من المؤمنين الصديقين والشهداء المكرمين، وكل الأولياء والصالحين الخالدين، والنجوم المقربين.. فهنيئاً لك أمي جنان الخلد.
سوف لن تمر مناسبة عيد الأم دون أن أذكرك، وأتمنى لو تعودين، لأقدم لك الهدايا التي لم أقدمها في أعياد الأمهات، وعبر السنين الطويلة الماضية، لا ليس جحودا، بل غفلة مني..بل أنها قمة الجحود، كما قال شكسبير : "يرضع الطفل من امه حتى يشبع، ويقرأ على ضوء عينيها حتى يتعلم القراءة والكتابة ، ويأخذ من نقودها ليشتري اي شيء يحتاجه، ويسبب لها القلق والخوف حتى يتخرج من الجامعة، وعندما يصبح رجلاً، يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه : إن المرأة بنصف عقل !! ... تباً لسطحية سكنت عقول البشر".
تحية لك أمي، مشفوعة بالحب والتقدير والعرفان، وباقة ورد ممزوجة بمعانى الشكر والثناء، ودعوات قلب أنهكه اليتم "بالرحمة والمغفرة" لك في متواك الأخير..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيات أو عسس الليل.
- حراس العمارات
- إنسانية الطبيب، نصف العلاج ..
- انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- تفريخ الأحزاب بمغرب اليوم أية آفاق!
- ما الذي يخيف الظلاميين في الحب وفي عيده؟؟
- رد على تعليق
- أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.
- هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارس ...
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان
- الزعامة أو الرئاسة؟
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2


المزيد.....




- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الأمهات لا يتكررن..