أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن كذب على المجتمع بإسم الله















المزيد.....

رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن كذب على المجتمع بإسم الله


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


تتحدث رواية "مياه الروح" للروائى يوسف نبيل عن بداية جديدة لمن فُقِد فيهم ومن فقدوا فى أنفسهم الأمل فى التغيير، حيث تشاء الظروف وتطرح لهم فرصة للرجاء، فيتشبث احدهم بالنور الذى اخترق حياته وقلبها رأسا على عقب، ليلامس هدب ثوبه الجديد من كانوا يتبعونه ضلالا ومن كانوا يتشدقون بإدانته قبلا، فيتعلقون به هم أيضا مستنجدين بذلك التغيير الحقيقى الذى انغمس فيه هذا النادم المتجدد، ليجد القارئ سلسلة من التغيرات تنبت فى حياة كل منهم ليتقابلوا على غير ميعاد على ارض حقيقة جذبت إليها كل واحد على حدة، بواسطة شغفهم المشترك للتواجد فى حرَم مصداقيتها.

وحيث أن الكيان الانسانى يشمل النفس والروح والجسد، وهناك من الناس من يعتبرون أنفسهم نفس وجسد فقط متجاهلين العالم الروحى، ومنهم من يسلك كشخص روحانى ساقطا الجسد من اعتباراته، فإن كنت من رواد هذا الفكر أو ذاك فستشير لك الرواية على هذا الجانب الذى تملصت منه لوقت طويل، لتتواجه مع الحلقة المفقودة من فهمك لأمور كثيرة متعلقة بمشاكل تقبع فى أسرارك.

فتلك الرواية تخاطب هؤلاء المتمردين على الجمود الروحى والمنشقين عن التطرف الدينى، داعية إلى التحدى من يغوص نائما فى بركة التعود، صارخة فى من تتذبذب أرجلهم فى رمال الشك المتحركة التى تتغذى على خطواتهم غير مستنجدين بأجوبة تنتشلهم، فلقد تعودوا على السير مع قطيع المسوخ!.

وتطوف خيوط القصة فى دوائر نفسية لأبطالها فتسمعك أنينهم وهمساتهم ورعب أنفاسهم وصراحة أسرارهم المنسية، وتعلن لك عن كذب رجل الدين المتمثل فى شخصية القسيس المذكور الذى لم يواجه أسئلة ذهنه، لإقصائه حقيقة أعماقه الخائنة لله بعد أن غطاها بوجه ذلك المحب الأمين له، وعاش سنوات طويلة مقنعا نفسه بذلك.

فتشاء الظروف مواجهة تلك الأسرار مع استعلان غير متوقع لها، وهنا تبدأ مضخة البركان الذى يقضى على كل مجد زائف، ويأكل ثمره الضال لينثر بأرض روحه بداية جديدة أعادته للحقيقة، وأعادت معه من واجه أمواج هذا البركان، فكان من ضمنهم من شمت فى فضحه ثم تعجب من قراره لمواصلة رحلة التحدى بقيادة الحقيقة، وهو طبيبه احمد، فيطلق الكاتب عدد من المرايات فى طرق كل من أبطال الرواية كالمتفجرات توقف خطواتهم وتجعل من عبثهم أشلاء، ليولدوا من جديد أمام مواجهة الحقائق، حيث يُخلَق من أرواحهم آخرين متصالحين مع أنفسهم ومع الله ومع واقعهم الانسانى ليتقبل كل منهم الأخر بحب، ويتحدوا برغم اختلاف خلفياتهم الإيمانية والفكرية، أمام حقيقة ساطعة تُخضِعهم بسلطان يسودهم بقوة وهو حب الله الواحد، وتمجيد المشترك بينهم ليتشبثوا بتلك الحقيقة التى تدعم إنسانيتهم وتذكيها.

عن رواية مياه الروح

يذكر الروائى يوسف نبيل مؤلف رواية مياه الروح أن القصة تبدأ حين يسقط القس بولس رياض فى لحظة غفلة فريسة لمرض مفاجىء، ويذهب لإجراء عملية جراحية وتحت تأثير المخدر يبوح بما بداخله لتتم الصدمة، ومواجهة النفس إثر المصارحة والمكاشفة فيما هو مُخدَر، وتتغير حياته بالكامل فيما بعد عندما يعلم حقيقة زيفه، لتبدأ الرواية فى تتبع مصائر كلاً من ذلك القس وتلميذه المخلص والطبيب الذى يقوم بإجراء العملية، بعد المكاشفة المفاجئة ليمر كلا منهم بطريق مختلف عبر الثورة والدين والتصوف.

كواليس كتابة الرواية

يستوضح يوسف بأنه يرى الكثير من الزيف فى مجتمعنا والذى يتقدمه جدار الزيف الدينى الذى أراد اختراقه، وذلك بالتحدث عن انقلاب حياة رجل دين رأسا على عقب بعد قبوله لمواجهة نفسه والمجتمع، سعيا من ذلك القس لهدف واحد وهو أن يكون حقيقيا ولو لفترة قصيرة جدا من عمره، وأضاف انه قد اختار شخصية رجل الدين المسيحى كمثال لأنه النموذج الذى رآه عن قرب اكتر من رجل الدين الاسلامى، ويرى أن الصعوبات والتعقيدات التى تواجه رجل الدين المسيحى أكثر من تلك التى تواجه رجل الدين الاسلامى.

حيث أن الشكل الروحى لعلاقته بالله ونصوصه الدينية تلزمه بحياة أشبه بالصوفية، وهو فى نفس الوقت ملتزم بارتباطات دنيوية روتينية والتى تتمثل فى الخدمة الكنسية، لذا فهو شخص غنى نفسيا جدا وهذا شئ يجذبه ككاتب يهوى الكتابة النفسية، وبالتالى فانه لم يستطع الكتابة عن شخصية بهذا العمق النفسى ولم يتعايش معها كثيرا كرجل الدين الاسلامى.

ويؤكد أن الرواية غير متحاملة على دين أو على خادم لدين، إذ إنها أظهرت توازن عرض زيف وتعصب يعانى منه المجتمع ككل على المستوى الدينى والاجتماعى، إنما النموذج المطروح كان للقسيس بطل القصة، ويذكر فى القصة بالمقابل الراهب مقاريوس وهو الذى يشار به إلى النموذج الصحيح لرجل الدين ليتعلم منه القسيس الدرب الروحى الصحيح، وهو شخص متصوف ومنفتح على الحقيقة ومتقبل للأخر، حيث انه قال للقسيس انه سيجد بعض من رجال الحق فى الكنائس والبعض فى الجوامع، ويشير يوسف إلى أن هذا دليل قوى جدا على التوازن الذى قدمته الرواية فى رصد وجه من مظاهر الزيف والحق لدى الشخصيات الدينية فى مجتمعنا، واستكمل أن ذلك يظهر جليا فى نهاية الرواية، حيث نجد أن القسيس قد تتلمذ على يد ثلاث شخصيات هم: رجل دين مسيحى، رجل دين اسلامى ودكتور جامعة.

هدف الكاتب من الرواية

يضيف يوسف انه بكتابته لتلك الرواية يضع جانب من أمله فيما يريد أن يراه من اتجاه صوفى بدأت ثمار بذوره فى مصر، وهو ما يجعل كل فريق يتقبل الأخر ويتشارك معه فيما هو متفق عليه بينهما، وانه بدأ يرصد هذا فى الاتجاه الصوفى المتخذ فى الإنشاد الدينى المشترك بين المرنم ماهر فايز والفنان على الهلباوى، وقد لاقى هذا الاندماج الروحى المصرى الأصيل إقبال جماهيرى كبير على مستوى قُرى مصر وطوائفها المختلفة، ويجد أن هذا الوفاق والتقابل فى تلك الأرض المشتركة بين الفريقين انه سيؤدى إلى نهضة حقيقية فى مصر على المستوى الانسانى والاجتماعى، لأنه سيحل مشاكل التعصب بكل أوجهها وسيعمل على تعليم الإنسان كيف يحيا فى وفاق وسلام مع الآخر، وكيف يرى الحق فى ابعد مكان وابعد طريقة ممكن أن يتخيلها، وكيف يراجع أفكاره باستمرار ويعيش بحقيقته دون نفاق أو أقنعة.

ويرى أن اثر ذلك التغيير سينعكس بشكل واقعى على المستوى السياسى، حيث يؤدى بدوره إلى وحدة حقيقية بين جموع الشعب ويعلمهم كيف يستخدمون سلاح الحب والتعاون، ويجعل الشعب بعيدا عن الانخداع تحت دعاوى التقسيم الطائفى والذى يستخدم حتى فى قلب الديانة الواحدة، وكيف ينظر للأمور من منظور انسانى بحت، ويؤكد أن هذا ليس له اى تأثير على قناعات الإنسان بدينه الشخصى إنما يعمل على ترسخها، ويجعلها تأخذ الصورة الحقيقية لها بدون اى تدخل من سلبية الطائفية والتعصب، وانه لا يدعو للإيمان بكل الأديان بدون الارتباط بدين معين، إنما يدعو الإنسان بان يحيا حقيقته كيفما تكون بدون أى قيود، حيث انه من حقه أن ينمو روحيا واجتماعيا فى مناخ من الحرية، ومن ثَم يستطيع قبول ورفض ما يريد أن يؤمن به بدون قيود مفروضة عليه، مشيرا إلى انه إذا أُلغيَّت خانة الديانة من البطاقة سيتفاجئ الناس بحجم التغيير الايجابى الذى سيترتب على ذلك.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متعصب وملحد متطرفان
- إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان
- سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
- لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
- مجتمع يزرع الدود
- طوبى لمن كفر بإلهٍ زائف
- راسبوتين يتحدى الثورة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن كذب على المجتمع بإسم الله