سوزان سامي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 21:21
المحور:
الادب والفن
دولة في الحرب تبصقُ اليمين وتلعن اليساروشعارها: فلينجو كلٌّ بنفسه من قبل أن يبتلعهُ الطوفان. خضراء، لا، صفراء، لا، حمراء، لا.... كل التصدر في ألوانها يقتحم النظر، أفلاكها المقفلة على طين ونار تتبرعم على حافات براكين ثقيلة. قلّبتُ أردية الشتاء الطويلة فما عثرتُ على دفئك ياوطني. دخلتُ حروباً وخرجتُ أو في الحقيقة لم أخرج لكنني وبكل أسف الميتين والآحياء قدمتُ لك وردة من حضن أمي ودمعة من عنفوان أبي. لم يقتلوني برصاصهم لكنهم بحبر أفواههم شنقوا كل أحلامي، أوقفوا سيل الحداد عليّ ونعتوا العراة واليائسين وشبه الميتين في حيّنا الشرقي بالطغاة!. قالوا لهم: اتعظوا أيها الساكنون في مرمى الخديعة والتحايل والقهر، قصقصوا ريشكم فقد بلغ السيل الزبى. صدئتْ محاجر بناتكم المتسعة وتلعثمت في لغة التحدي حروفهن. بئس ما نلتَم من أوسمة قتيلة على سكاكين حمير تتقن النهيق بجدارة. تضيع رؤوس على الجانبين، صرخة من هذا وعويل من ذاك، لا أحد يوقف فسائل الموت أو الولادة. قبلك كانوا يصوغون الدم قلائد للأمهات والآن صار الدمُ أساورا وأقراطاً وخلاخلاً وخواتما. رفقاً بداء الملوك فقد استشرى بين اولئك النائمين في توابيتهم المصفحة. اذهبوا وعودوا بوعدكم النبيل ذي الأعوام العشرة فربما مات وهو في طريقه إليكم. مسكين!
#سوزان_سامي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟