أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس














المزيد.....

مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 16:28
المحور: كتابات ساخرة
    


بصرتنا الفيحاء ، الاقرب الى النور ، تلامس اشعة الشمس تربتها قبل اي مكان من عراقنا الحبيب ، تطوى ايامها الربيعية ، فالجو يسخن ومعه المشهد السياسي ، فالانتخابات على الابواب ، انطلقت دعاياتها بسرعة البرق ، وما بين ليلة وضحاها اضحت الاعمدة الكهربائية مساندا يتكأ عليها المرشحون ، فهل ستتكأ هي على الفائزين منهم ليرفعوا عنها الحرج ، فلم تزل وهي في العام العاشر للتغيير خجولة مما تحمله من اسلاك قلما يسري فيها التيار ، فلا تقوى على تجهيز الحالمين بما يحتاجون ، فتحمل لهم أسلاكا ملونة متصلة بالمولدات الاهلية لتسد عجزها ، وقد تكون هذه فرصة ذهبية لها لتسمعهم شكواها علهم ينصتون ، فهم من الصقوا بأنفسهم عليها ، وما سيزيدها ثقة للتحدث اليهم ابتساماتهم المستبشرة المتفائلة التي اصبحت من السمات المهمة لمرشحي هذه الايام ، ناهيك عن كرمهم الحاتمي الغير معهود، فلم يقتصر انفاق البعض منهم على الدعايات الانتخابية الباهظة ، بل تعداها لأفعال الخير ، وقد يكون هذا ما دفع بأحد المتسولين للقول " اتمنى ان تكون الانتخابات كل ثلاثة اشهر " ، فبعد انطلاق الحملات الدعائية بفترة بسيطة لمست كرم المرحلة ( مرحلة الترانزيت ) ، فقبل ايام قام احد المرشحين وعلى غير عادته بإيصالي بسيارته الخاصة الى مركز المدينة ، ولم يسمح لي باستئجار ( التاكسي ) ، هذه الالتفاتة جاءت بعد مئات المرات من التجاهل ، وادهشني مرشح اخر في احد المطاعم حين هرع قبلي وبادر بدفع حساب الغداء ، في حادثة لم الفها منه منذ ان عرفته قبل عقدين من الزمان ايام كنا زملاء في الكلية وتقابلنا عدة مرات في ذات المطعم .
ما حصلت عليه منهما لا يساوي شيئا امام ما قدمته الدعايات الانتخابية لاحد اصدقائي المغرم بحب فتاة ، العائق الوحيد امام زواجه كان ابوها ، استثمر صديقي فرصة ترشيح ابيها للانتخابات ليعيد الكرة ثانية ، وما كان من ابيها الا ان وافق وانهى قطيعة بين عائلتين محققا حلم صديقي الذي اصر على ان يتم عقد قرانه قبل الانتخابات ، خوفا من ان يتراجع ابوها بعد الانتخابات ، حصل له ما اراد ، وعلى الرغم من كل هذا الا ان صديقي يصر على ان لا ينتخبه ، فدائما ما كان يردد : " سأنتخب من يريد ان يضع العراق في قلبه ، لا من يريد ان يضع العراق في جيبه " أذ انه سمع والد خطيبته لأكثر من مرة يقول : " ان الهدية حلال وان رسولنا الكريم قد قبلها " ، وكانه يمهد للحصاد القادم ، قبل ان ينبت الزرع .
كل ما حصل عليه صديقي لم يغير قناعته ، فكيف لي ان اخدع بوجبة غداء او توصيلة بسيارة ، فكلا الاثنين لا يستحقان صوتي الانتخابي ، فانا لست بالسذاجة التي يتخيلاني بها ، ووعودهم لو تحقق نصفها لعشنا ميسوري الحال ، لكنهم ينسون بعد فترة وجيزة من رفع الدعايات الانتخابية ، اما انا فلن انسى وان نسيت سأتذكرها وانا امر من امام كوخ ( الحاج خنياب ) ، ذلك الرجل الفقير الذي صنع من اقمشة الدعايات الانتخابية الماضية والتي قبلها ستارة لباب كوخه، وغلف بها فراشه ،وتغطى بها في ايام الشتاء ، وكأن القدر اراد ان يكون المستقر النهائي والدائم لبعض اللافتات بما تحمله من وعود رنانة في منزل ذلك المعدم، وتمر عليها الاعوام تلو الاعوام ، فبعضها تعود للانتخابات قبل الفائتة ومرت عليها اكثر من سبعة اعوام ، ولو ان ( الحاج خنياب ) يجيد القراءة وعلم ما فيها من وعود لأصيب بالدوار مثلي ، وحتى عند زيارتي له لا اطلعه على ما فيها ، فهولا يدري بان ستارة بابه تتحدث عن الرخاء ، واللافتة التي يغلف به فراشه تتحدث عن العدلة والمساواة ، والمصيبة الكبرى لو عرف بان اللافتة التي يلتحف بها من البرد تعود لشخص استجوب عدة مرات في اروقة هيئة النزاهة وتحوم حوله شبهات الفساد ، ومكتوب عليها سأكون نصيرا للمظلومين . دائما ما اقول ( للحاج خنياب ) مازحا :" ان هذه الافتات تستحق ان تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية باعتبارها أطول دعايات انتخابية بالعالم ، فقد تخطى عمرها السبعة سنوات ولازالت معلقة" .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس