أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عزالدين - حوار مع قلمى














المزيد.....

حوار مع قلمى


محمد عزالدين
كاتب وباحث وشاعر وأديب مصري

(Mohammed Ezzdien)


الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


" دخلت إلى حجرتى متململا أخذت أنظر إلى مكتبتى ، والكتب ذات الموضوعات المتعددة ، تتجاذبنى الأفكار ذات اليمين وذات الشمال .. حاولت أن أجمعها لأكتب ولكن دون جدوى ، فشلت كل محاولاتى فى إنتاج جديد ، أطفأت أنوار الغرفة وأضأت أباجورة مكتبى عل هذا الجو الهادئ وتلك الخلوة الصوفوأدبية يشحذان فكرى وخلدى بالكتابة ، ولكن دون جدوى أيضا .. فجن جنونى وأخذت أحدث نفسى بصوت عال . "

الكاتب : أريد أن أكتب ولا أعرف فى أى شئ أكتب ففى رأسى أفكار وخواطر كثيرة كم وددت لو كتبتها الآن ولكن أفكارى مشتتة ولا أستطيع ترتيبها .

" وإذا بصوت يرد على حديثى هذا ، ولكن ما هذا الصوت .. وكأنه صوت صرير .. نعم .. نعم إنه صوت صرير قلمى .. فانتبهت الى هذا الصوت وركزت معه على افهم ما يقول .. فإذا به يتحدث فعلا ويقول . "

القلم : ولم يا صديقى لا تستطيع ؟ فيجب أن تكون منظم الأفكار قوى الإرادة يجب أن تحدد هدفك فتكتب فيه مؤمنا به وبما تكتب مؤمنا بقضيتك وفنك وموهبتك .
الكاتب : لدى أشياء كثيرة ولا أعرف بأيها أبدا على الإطلاق .
القلم : لا تخدع نفسك فليس لديك أى شئ على الإطلاق .
الكاتب : أتشك فى قدرتى على الكتابة والتعبير ومعالجة الأمور ؟
القلم : بما أننى خلقت لقول الحق أقول لك " نعم " فإننى بدأت أيأس منك فقد مللت الحياة معك الآن وأعتقد أن ملكاتك صارت فاترة حتى أننى بدأت أشعر أنك لم تكن موهوبا يوما ما وأنا يا صديقى لا أستطيع أن أكون فى مكان بلا كتابة .

" بدأ الموقف يشتد وكلام القلم معى جعل الدم يفور فى عروقى إلى أن صعد فى رأسى واحمر وجهى ، وبدأت أفقد أعصابى فاستأنفت حديثى ساخرا منه وكأن كلامه لم يكن لى . فقلت له "

الكاتب : ولم يا حكيم الزمان ؟

" وكأنه قد قرأ ما جال فى خاطرى . فكانت إجابته أشد برودا جعلتنى أفقد أعصابى فعلا فقد قال لى "

القلم : إننى لن آخذ كلمتك على سبيل السخرية . فأنا فعلا كما وصفتنى . وبما أنك بدأت المناوشة فدعنى أصارحك بالحقيقة المرة إنك خائف من أن تكتب .
الكاتب : وما الذى جعلك تصدر حكما باننى خائف أن أكتب يا حكيم الزمان ؟
القلم : إنه الشعور بالفشل يا صديقى فأنت لا تريد أن تكون فاشلا ، فأنت فى أعماق نفسك تود أن تكتب ولكنك خائف أن يكتب احد أفضل مما كتبت . دعنى أقول لك شيئا ففى مجال الأدب لا يوجد أحد أفضل من أحد فالكل يعبر عن نفسه وعن مجتمعه بطريقته الخاصة لذلك ستجد لكل ما يميزه فيجب أن تكون كذلك لك ما يميزك عنهم جميعا .
الكاتب : أنا لست خائفا وكل ما تقوله هراء .
القلم : لا تتكبر واعترف أنك خائف وانا الذى فضحت أمرك .
الكاتب : احذر أيها القلم . فقد بدأت تتجاوز حدودك معى .
القلم : ومتى كانت لى حدود حتى تسمح لى حضرتك بأن أتجاوزها أم لا ؟!
الكاتب : آه منك أيها اللئيم ...
القلم مقاطعا : لو سمحت الحكيم .
الكاتب : اصمت ولا تقاطعنى عندما أتكلم أيها اللئيم وإلا اضطررت لعقابك بألا أكتب بك ثانية وأستبدلك بآخر .
القلم : أتظن أنك تهددنى واننى أتذلل لأعيش معك . إننى سئمت الحياة معك فانا لا أحب الكاتب الكسول فإنه ليس بكاتب ، أتظننى متمسكا بك لا يا حبيبى أفق وأنت كما قلت الآن سوف تستبدلنى بآخر أى أنك ستلجأ إلى أحد أخوتى وسوجه لك نفس الكلام .
الكاتب : أنت تحلم يا صغيرى فإنه لو لم يكن فى الدنيا كلها إلا أنت فلن أكتب بك او حتى احد أخوتك . فعلا إن عقلك صغير جدا يا عزيزى إننى سأكتب بريشة .
القلم : أنسيت أنها جدتى ؟ .. قالها ثم أخذ يضحك ، لكنى لم ابتسم .. فقال لى
القلم : يا صديقى العزيز أعلم اننا أصدقاء ولن تهون صداقتنا لأى سبب ولكن الصديق الحق هو الذى ينصح صديقه كى لا يضيع .
الكاتب : لو لم أكن أحبك وأقدر صداقتك لى وأعلم أنك من أفضل أصدقائى صراحة معى لقطعت صداقتنا ، وعلى كل دعك من الشجار والعتاب الآن ، ولكن ساعدنى كى أكتب .
القلم : يا صديقى إننى ينطبق على المثل القائل ( يد وحدها لا تصفق ) فانا أريد من يمسك بى ويكتب وعندها سأساعده وإلا فكيف تحسبنى أساعدك وأنت لا تخط بى أفكارك .
الكاتب : لديك حق .. سأبدأ فى تحديد أفكارى وسأرتبها وأبدأ فى الكتابة بناء على نصيحتك .
القلم : كم احب ان تكتب وتكتب فانا أحب أن يكون لى صديق ذو شأن عظيم .
الكاتب : لا أعلم يا صديقى الوفى ماذا كنت سأفعل بدونك ؟!
القلم : عاهدنى أنك ستكتب وستظل تكتب مهما كانت الظروف
الكاتب : أعدك
القلم : كم أحبك .
الكاتب : ليس أكثر منى .
القلم : بل انا الأكثر .
الكاتب : بل انا الأكثر
" ودارت مناوشة أخرى بيننا ولم يهدأ الموقف حتى قلت "

الكاتب : كلانا يحب الآخر أكثر من حب الآخر إليه .
القلم : كم كنت حكيما هذه المرة !
الكاتب : أولم أكن حكيما من قبل ؟!
القلم : يا صديقى إنها على سبيل المزاح .
الكاتب : استعد يا صديقى فلدينا مشوار طويل .
القلم : أعدك أننى سأظل معك ، لكن هل ستظل أنت معى ؟
الكاتب : إنه من دواعى سرورى ، لكن كن مستعدا .
القلم : أنا مستعد .
الكاتب : وداعا
القلم : بل قل إلى اللقاء



#محمد_عزالدين (هاشتاغ)       Mohammed_Ezzdien#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عم سيد ( قصة قصيرة )
- بعد ليالى ألف ليلة وليلة ( الليلة الثانية بعد الألف )


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عزالدين - حوار مع قلمى