أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ















المزيد.....

عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 17:47
المحور: كتابات ساخرة
    



قلت لأبي صابر: إن فن السخرية وإن صنف ضمن أدب الفكاهة لاشتماله عنصر الإضحاك، إلا إنه يمكننا إدراجه ضمن أرقى أشكال التعبير الأدبي؛ خاصة لما يحمله في طياته من مواقف انتقادية تظهر إحساسنا بالمفارقة الدلالية المرفقة بانفعال الضحك.
قال أبو صابر: لابد من الإشارة هنا إلى السخرية في فن الكاريكاتير فن النقد والتعبير، فقد أغضب رسامو الكاريكاتير السياسيين والمسؤولين بانتقاداتهم اللاذعة وتنبيه الناس إلى حالهم ووضعهم عبر رسوماتهم الساخرة، كما لوحق الكثير من رسامي الكاريكاتير، وأجبروا على ترك العمل في الصحف والمجلات التي يعملون بها.
قلت: ولم كل هذا فأصوات المواطن العراقي تتزايد في إطار المطالبة بحقه في حرية التعبير عن رأيه تجاه القضايا المعاصرة التي تؤثر بشكل مباشر على حياته اليومية نلاحظ وجود خلاف في أوساط النخبة السياسية بشأن مدى أحقية الأفراد في ممارسة التظاهر والتجمع السلمي وإبداء الرأي وإظهار الموقف في قضية أو مسالة ذات طبيعة عامة.
قال: تعتبر قضية الحرية من المبادئ التي تشترك بها شعوب العالم ولا يمكن تصور حق الإنسان في اختيار الدين والمعتقد الذي يريد دون وجود حرية تكفل له ذلك فهذا الحق يبنى على أساس الحرية.
قلت: افهم من كلامك أن لا حرية لنا في التعبير عن آراءنا؟
قال: لا ..لا أقصد ذلك ولكن ميثاق الأمم المتحدة نص على قضية الحرية وذكرها في إحدى فقرات الديباجة وكما يأتي: (وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً»، وان نرفع من مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح)، ولكننا لانجد لها تطبيقاً على أرض الواقع.
قلت: لقد أقرت المواثيق الدولية ولاسيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة (1948) والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية سنة (1966) والاجتماعية والاقتصادية والثقافية سنة (1966) بحقوق الأفراد الأساسية، حيث تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) الإقرار بحقوق الأفراد ونصت المادة الأولى من الإعلان المذكور على ما يأتي:
(يولد جميع الناس احراراً» متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء) ونصت المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الانسان على ما يأتي: (يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء).
وجاء في المادة الثالثة منه التأكيد على حق الإنسان في الحرية كحقه في الحياة وكما يأتي (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسمة شخصه) فقد ورد حق الحرية بالمفهوم الواسع وهو حق طبيعي للإنسان لا يجوز حرمانه منه طالما هذه الحرية بقيت في إطارها البناء والصحيح وهي الخطوة الأساسية نحو البناء والتقدم , والحق في الحرية يتناول حريات كثيرة للإنسان ومنها حقه في حرية الرأي والتعبير.
قلت: نعم، ولكن هذه الاتفاقيات رغم قدمها فأنها معمول بها على الورق فقط.
قال: لقد تضمنت الاتفاقيتين الدوليتين للحقوق المدنية والسياسية سنة (1966) والاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966) مجموعة من الحقوق الأساسية للأفراد ووضعت لها بعض القيود المحدودة في إطار المحافظة على حقوق وحريات الآخرين والأخلاق والآداب العامة حيث جاءت المادة (19) من الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية سنة (1966) بما يأتي :
1- لكل فرد الحق في اتخاذ الآراء دون تدخل .
2- لكل فرد الحق في حرية التعبير، وهذا الحق يشمل حرية البحث عن المعلومات أو الأفكار من أي نوع واستلامها، ونقلها بغض النظر عن الحدود.
3- ترتبط ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة (2) من هذه المادة بواجبات ومسؤوليات خاصة وعلى ذلك فأنها قد تخضع لقيود معينة ولكن فقط بالاستناد إلى نصوص القانون والتي تكون ضرورية من اجل:
أ-احترام حقوق أو سمعة الآخرين.
ب- حماية الأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق، وبذلك تكون هذه الاتفاقية قد رسمت الإطار الشرعية القانونية التي يجب مراعاتها من قبل الدول الموقعة عليها عند إصدارها التشريعات الوطنية التي تعالج قضية حرية التعبير وإبداء الرأي لضمان احترام الحقوق أساسية لمواطنيها.
قلت: وهل تجد تلك الاتفاقيان آذاناً صاغية أو تطبيقاً لها على أرض الواقع؟
قال: في العراق تضمن الدستور العراقي لسنة 2005 مبادئ عامة تتعلق بحق الإنسان في التعبير عن الرأي والحرية في إطارها القانوني حيث نصت المادة (38) من الدستور على الحرية الرأي وكما يأتي (تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب):
أولاً:- (حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل).
وفي الفقرة (3) من هذه المادة نصت على: (حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون) حيث لا يمكن أن نتصور وجود كرامة وحرية بدون الإشارة إلي صور هذه الحرية ووسائلها وهي كما يبينها الدستور من حرية تظاهر سلمي والتعبير عن الرأي وحرية صحافة وأمن ونشر.
كما نص الدستور العراقي أيضاً في باب الحقوق المادة (15) على حرية الفرد في الحياة والأمن والحرية.
قلت: وتضمن الدستور أيضاً في باب الحقوق الحريات بموجب أحكام المادة(46) والتي نصت على: (يكون تقييد ممارسة أي حق من الحقوق والحريات الواردة بهذا الدستور أو تحديدها إلا بقانون أو بناء عليه، على أن لا يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية).
قال: وبذلك يكون الدستور قد حسم قضية تقييد الحقوق والحريات الواردة في الدستور من قبل أي جهة أو سلطة إلا بقانون ولا يشمل التقييد جوهر الحق وهو تأصيل لمبادئ حقوق الإنسان الواردة في المواثيق الدولية والأديان السماوية.
قلت: ووفقاً لما تقدم يكون للفرد العراقي الحق الدستوري والشرعي في ممارسة حقه في التعبير عن رأيه بكل حرية.
قال أبو صابر: يعدّ الهجاء فنّ من فنون الشعر العربي الغنائي الّذي يعبّر به الشّاعر عن عاطفة الغضب والاحتقار أو الاستهزاء، ويمکن تسميته فن الشّتم والسباب لأنّه علي عکس المدح وفي القصيدة الهجائية نجد نقائض الفضائل الّتي يتغنّي بها المدح فالجهل ضد العلم، والجبن ضد الشجاعة، والبخل ضد السخاء، والغدر ضد الوفاء.
قلت: وحين يكون الحديث عن فن السخرية بعيداً عن الهجاء تبرز صورة الشاعر الساخر ابن الرومي، الذي تخصص في التقاط المفارقات في وصف الأشخاص والأشكال حتى قيل عنه إنه رسام الكاريكاتير في الشعر القديم.
قال: اسمع ما قاله ابن الرومي:
إن تطل لحية عليك وتعرض
فالمخالي مـعروفة للـحمـير
علق الله في عذاريك مِخــلاة
ولكنها بغيـــــر شعــير
لو غدا حكمها إلى لــطـارت
في مـهب الريـاح كل مطـير
وهو يهجو أحد الأشخاص يسمّي أبو قرّة قائلاً:
أ قصرٌ وعَوَرٌ
وصَلعٌ في واحدٍ؟
شواهدٌ مقبولةٌ
ناهيك من شواهد
تخبرنا عن رجل
حي قائماً کقاعد
فك منه بصراً
مثل السّراج الواقد
وحتّ منه شعراً
أسود کالعناقد
قلت : لقد جال شاعرنا في ميدان الهجاء والسّخرية وحاز فيهما الرتبة العليا وتميز بتجسيمه الفني للعاهاتيين وديوانه مملوء بالهجاء والسخرية و الشکوي والعتاب والتطير والتشاؤم ولكن أين ابن الرومي الآن؟، هل يستطيع التقاط المفارقات في وصف الأشخاص والأشكال في وقتنا الحالي، كما كان؟
قال: وما يمنع أن يقوم بذلك، والدستور يكفل حقه في ذلك؟
قلت: لأن جلده سيذهب للدباغ يا أبو صابر!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ