سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 12:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلما ضاقت الدائرة على نظام عائلة الأسد المنهار في سورية دفعه الخوف للجوء إلى المزيد من الحلول اليائسة والإنتحارية لكسب المزيد من الوقت لعل وعسى ذلك أن يُنجيه !!.. تماما ً كما كان طاغية ليبيا المخلوع والمقبور (معمر القذافي) يفعل !.. فالطغاة تشابهت قلوبهم وعقولهم وصفاتهم فتشابهت أعمالهم وتصرفاتهم .. إلا أن ظروف سوريا لسوء حظ السوريين ليست كظروف الليبيين الذين لحسن حظهم كانت مصلحة الغربيين وخصوصا ً الأوروبيين بعد إندلاع الثورة في ليبيا إلتقت مع مصلحة الليبيين الثوار في ضرورة الإطاحة بنظام القذافي حرصا ً على أبار النفط أولا ً وخوفا ً من أن يتحول الساحل الليبي الطويل المطل على أوروبا إلى مقر أو ممر للقاعدة إذا تحولت ليبيا إلى صومال ثانية !..... أما السوريون فإن اللعبة الدولية تقتضي - لضمان حماية أمن إسرائيل - إستمرار الحرب الأهلية بين الثوار والطاغية أطول وقت ممكن حتى يتم تدمير أكبر قدر ممكن من مقومات الحياة المادية ومصادر القوة لتخرج سورية بالنهاية مثخنة بالجراح ومدمرة تحتاج إلى عدة عقود للإنكفاء على ذاتها لبناء نفسها وحل مشكلاتها وتضميد جراحاتها مما يضمن توفير الأمن لإسرائيل خلال كل تلك العقود !.... وفي المقابل فإن نظام عائلة الأسد الديكتاتوري الشمولي يحاول البقاء بكل قوة وبكل السبل وهو أمر طبيعي ومتوقع لذا وجدناه وسنراه في سبيل البقاء لن يتورع عن إستخدام كافة الحلول الإنتحارية واليائسة والبائسة من أجل خلط الأوراق أو الإنتقام على طريقة الطاغية القذافي قبل رحيله وجعل ثمن وكلفة الثورة باهظا ً جدا ً يصعب نسيانه !... ومن هذه الحلول اليائسة أتوقع ما يلي :
(1) إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي بصورة مستمرة من حدود الجولان المحتلة بحيث يبدو كما لو أن ذلك من فعل أنصار الثورة السورية لإرسال رسالة إلى إسرائيل أن أمنها في الجولان سينتهي بنهاية نظام عائلة الأسد حيث كان الكيان الصهيوني طوال حكم الأسد وإبنه يتمتع بأمن تام من جهة الجولان !!.
(2) إستهداف علماء ومشائخ الدين ومساجد السنة خصوصا ً من المتصوفة وإتهام السلفيين المتطرفين بقتلهم وإغتيالهم وكذلك إستهداف بعض الممثلين والفنانين وذلك لتشويه صورة الجيش السوري الحر وصورة الثورة السورية ودفع المترددين من عموم الناس لتأييد النظام والإحتماء به خوفا ً من حكم المتطرفين !!!.
(3) نقل القتال داخل لبنان وتوسيع نطاق الحرب لدفع العالم إلى إيجاد حلول سلمية وسطية تقوم على إصلاح النظام لا تغييره وإسقاطه بالكامل !!.
فهذه أهم الحلول البائسة واليائسة التي ستلجأ إليها عائلة الأسد وزمرة العصابة الحاكمة في سورية من أجل البقاء أو على الأقل من أجل الإنتقام ورفع تكلفة إسقاطه ..فهل سينجح نظام عائلة (الأسد) فيما فشل فيه نظام عائلة القذافي؟ أم سيكون مصيرهم كمصير عائلة القذافي وأشد تنكيلا ً !؟.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟