هيتو البطل

ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 04:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قد لا يحيلنا اسم رئيس الحكومة السورية الانتقالية إلى الذاكرة لنستعيد امبراطور اليابان الأشهر"هيروهيتو" ، ولكن تشابه المقطع الثاني في الاسمين جعل معلقي الفيس بوك وتويتر وسواها من وسائل التعبير الحديثة تربط بين الرجلين شاء من شاء وأبى من أبى.
إذا برز "غسان هيتو" الدمشقي الكردي ليتبوأ سدة رئاسة الحكومة الانتقالية ويتخذ شأنه شأن رئيس الائتلاف ورئيس المجلس من المنفى مقراً لحكومته (التي لا ملامح واضحةً لها)، وبدأ فعلاً يزاول عمله الحكومي القائم على التصريحات والخطابات التي لا تقي من البرد ولا تقدم كسرة خبز لطفل لاجئ أو مشرد.
السيرة الشخصية للسيد هيتو تقول إنه ظهر فجأة، ليس فجأة تماماً، لكن اسمه لم يكن مطروحاً لا من قريب ولا من بعيد ليكون في المنصب الذي هو فيه الآن، حتى أن أقطاباً بارزة في المعارضة السورية فوجئت بالرجل كما فوجئ به رجل الشارع العادي الذي اعتاد طيلة السنتين الفائتتين من عمر الثورة على سماع أسماء، ومتابعة تصريحات لشخصيات عديدة، وكثيرة لم يكن السيد هيتو أحدها.
يعلق أحد الناشطين باستغراب:" هيتو!! من هذا؟، هل هو كرزاي سوريا؟؟"
ناشط آخر يقول: "هل هو سوري؟ متى انشق عن النظام؟"
التعليق الثالث يقول: "يا سيدي هيتو وإلا غيره المهم أن تنتهي هذه المذبحة".
وهنا يبرز السؤال، هل سيكون "هيتو" حقاً كرزاي سوريا الذي سيعمل على إسقاط النظام، وتحقيق الهدف الذي سقط لأجله أكثر من سبعين ألف شهيد حتى الآن، أم أنه سيكتفي بلعب دور شبيه بالدور الذي لعبه السيد معاذ الخطيب، ومن قبله برهان غليون وعبد الباسط سيدا وجورج صبرا؟؟
الجيش الحر ربط موافقته على "هيتو" بأن توافق على انتخابه كافة القوى السياسية، لكنه بالمقابل تعهد بالدفاع عن الحكومة التي من المقرر أن تتخذ من المناطق "المحررة" مقراً لها، دون أن تكون لها طبيعة عمل محددة، وكل ما يعرفه الجميع أن هذه الحكومة تم تشكيلها بناء على نصائح غربية. إذ ربطت الدول الغربية أي تحرك لمساعدة الشعب السوري بتشكيل الحكومة.
"هيتو" أو غيره، يختصر هذا التعليق الكثير، ولكنه أيضاً يعبر عن يأس بالغ من الحالة المتردية التي وصلت إليها المعارضة السورية، وعدم اتفاقها حتى الآن على صيغة تحرك موحدة لإنهاء معاناة السوريين، والحد من انهيار الدولة السورية.
فهل سيكون هيتو البطل القادر على فعل ذلك؟

#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات