أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المرأة والعنف والطب النفسى














المزيد.....

المرأة والعنف والطب النفسى


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 00:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحرية الجنسية الممنوحة للرجل دون ضوابط أو مسؤولية تجاه الزوجة والأم والأطفال تحت اسم الخصوصية الثقافية أو التقاليد الاجتماعية أو النظريات البيولوجية والدينية، لم تعد تقنع أى عقل أو ضمير، لهذا تصدر المواثيق الدولية لحماية المرأة والطفل من العنف داخل الأسرة وخارجها.

وقد اتضح أن تفكك الأسرة، وتشريد النساء والأطفال، وزيادة مشاكلهم النفسية ترجع إلى سلطة الرجل المطلقة وحريته الجنسية دون ضوابط قانونية وأخلاقية.

تزايد الإقبال على عيادتى النفسية خلال الأعوام الأخيرة، رغم أننى أتبع فلسفة مغايرة للطب النفسى، ولا أستقبل إلا حالات معينة، أعطى ساعة لكل حالة، بعد حوار سابق بالتليفون أقرر بعده مقابلتها أو تحويلها لطبيب آخر.

الأمراض النفسية تنبع من الجسد وخلايا المخ فى دفاعهما المستميت ضد العنف والظلم فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية.

لا يكفى العلاج بتغيير كيمياء المخ بالأدوية والعقاقير، لابد من تغيير القوانين لتحقق العدالة والحرية والكرامة لكل الناس، ولابد من تغيير الثقافة والتقاليد وطريقة التفكير والتربية والتعليم والسلوك.

لا تختلف مهنة الطب النفسى عن الجسمى، عن مهن السياسة والمحاماة والتجارة فى سوق المهن الحرة القائمة على الربح أساساً.

لم أتفرغ لمهنة الطب، واعتمدت اقتصادياً على كتبى المنشورة، رغم غابة النشر الرأسمالية، واستيلاء الناشرين على نصيب الأسد من عرق الكاتبات والكتاب، ودمهم المراق على الورق.

فى جريدة «الأهرام» ٢٠ مارس ٢٠١٣، ردّ أحد كبار أطباء النفس على سؤال عن أسباب زيادة الأمراض النفسية بعد الثورة، قال الأستاذ:

الإنسان المصرى متحضر وأمين على بلده منذ الفراعنة، ويساعده على ذلك التدين، وما حدث هو تلوث ثقافته بثقافات أخرى مهترئة.

هذه العبارة ترددها الأحزاب الدينية المتصاعدة بعد الثورة.

هناك علاقة تاريخية بين كهنة الدين وكهنة الطب، وبين السجن البوليسى والمستشفى النفسى.

كلمة «تدين» لم تعد تعنى العدل والحرية والكرامة، بل تعنى إباحة العنف الطبقى الأبوى، قهر النساء والفقراء، وفرض الحجاب والنقاب على البنات الصغيرات، وإباحة زواجهن فى سن الطفولة، وحرية تعدد الزوجات وملك اليمين، وحق الزوج فى تأديب زوجته بالضرب، وتطليقها فى غيابها لمجرد نزوة، والزواج عليها بثلاث نساء، أشكال العنف النفسى والجسدى والقانونى والدينى ضد النساء متعددة، يحدث العنف تحت اسم حماية الأسرة من التفكك وحماية الأخلاق، رغم أن تفكك الأسرة المصرية وإهدار الأخلاق لا يحدث إلا بسبب الفوضى الجنسية الممنوحة للرجال تحت اسم التدين.

لم يذكر الطبيب النفسى المقاييس التى استخدمها للحكم على ثقافة الآخر بالتلوث والاهتراء؟

هل يؤمن منذ الطفولة أن ثقافته نقية وثقافة الآخر ملوثة، وأن دينه هو الحقيقة والأديان الأخرى غير حقيقية، وأنه شعب الله المختار؟

يسافر رجال الدين والطب وأولادهم إلى بلاد الآخر الملوث ثقافياً، لينهلوا العلوم والفنون، ويحصلوا على شهادات الدكتوراه، ويستوردوا الملابس والخبز والكمبيوتر، والتويتر، يغردون كل يوم بـ«التويتر» الذى اكتشفه الآخر الملوث، ثم يعترضون على الغزو الثقافى، ويرحبون بالغزو الاقتصادى، يستهلكون البضائع الأجنبية، ويتأففون من الإنتاج المحلى، يقولون عنه باشمئناط «بلدى» يليق بالخدم.

المرض النفسى هو عجز العقل عن إدراك التناقضات، وهو يصيب النخب المصرية، والأغلبية ممن يقرأون أفكارهم فى الطب والدين والعلوم والفنون، إلا القليل الذى يحظى، منذ الطفولة، بحرية التفكير والخيال وكشف الحجاب عن التناقضات، فى السياسة والفلسفة والدين، والطب والقانون والأخلاق.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام مختلف فى تونس؟
- أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد
- عفة النساء والإبداع الغائب
- كلمة الحماية سيئة السمعة
- من شهيدات ثورة يناير ٢٠١١
- الثورة لا تعرف لغة السوق
- «لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»
- لا يسير الأبطال تحت أقواس النصر
- ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟
- الصدق وإن أقبح يظل أجمل
- وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج
- حين تكون السياسة إبداعاً وليست لعبة كراسى
- زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم
- عطب الجنس فى قمة النظام


المزيد.....




- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المرأة والعنف والطب النفسى