أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز – 2














المزيد.....

كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز – 2


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 17:59
المحور: الادب والفن
    



1
خمسون عاماً يا نشتمانُ وأمضي

كما تعرفين

من عثرةٍ لزللْ

كذلك كان الطريق

وكان الطريدُ كذلك

وكان فيَّ الحريق

أسابقُ خطوي

تلاحقني ظلالُ الأجلْ.

2
خمسون عاماً يانشتمانُ

تـقطـّعتْ أوصالي بها

بصالة التعذيب هذي

كما بقصر الرحاب انتقاماً للملوك

لذا يظل معنى الأملْ

في قاموسنا المملوك

بلا أمل ٍ

ولا حرية

فنحنُ أحجارٌ، وأشجارٌ

تموت بأزمنةِ الشللْ.

3
أمران فيَّ:

دفءٌ سَرَى في الليل من جسدي

ومن نوروزَ نورٌ

ونارْ

وشمسٌ أشرقتْ من التل البعيد حاملة ً

إليَّ عطراً وشعاعاً

من هَنارْ

فقد تدلـّتْ رمانة ٌ بلون الدم

هنا وهناك

من حلبجة َ

لـ "طويلة َ"

صوبَ أشجار الحدود

وكان ثلجٌ من ذراهُ بتموزَ يَرويني

وفي يارة َضوعُ الفـُستق الطريِّ يُغويني

4
لكن عمري قد انقضى

من سجن ٍلسجن ٍ

وظلَّ العصرُ بليداً وئيداً
من ضحاكٍ لضحاك

فكم صار الأنا نبياً للضلال

فضيّعَنا في متاهات السؤال

وكم كان الحكيمُ طريداً

وما كان من مكان أمينْ

في أيِّ قلبٍ

له آوى

بل كمين

وكان الحبُ يحتمي في الجبلْ

حيث الأملْ

وفخاخ الأنا تتلوّى، تتهاوى

فكم من ضَحَاكٍ بكى بنوروزَ في عمري

وكم بناره داوى

ما بقلبي من الكيّاتِ كاوا

5
الريحُ لا تكرهني

فكيف تـُستثارُ حين أنامُ

الرياحُ العالية ْ

صديقاتٌ

متجبّرة ٌ، لامبالية ْ.

وكم كانت تنبّهـُني في منامي لسعتان

شرارة ٌ بعينيّ

وأخرى بقلبي عند ذكر الغائبين

6
كم من ضحاك بكى بنوروز في الدنيا

وكم نوروزَ في العمر والزمن ِ؟

7
بين آهات النخيل بعد فراق التمْر

من خانق الحرِّ

أو ريح الخريف

وكانت حسَراتُ الحَشَفْ

خاوياتٍ في السَّعَفْ

من تذمر الزبيب

خلفَ أكفـّه الصفر منكمشاً

لم يَلحَق بالنبيذ

نـَحَتوا اللهَ بين قصةِ الماضي القريب

وتغريد العندليب

فصارت حَسَراتـُنا

بمنع الحُب

ملأى قلوباً

تفتش الأجواءَ عن سرِّ الحبيب

7
إنها قرىً حزينة ٌ

مدنٌ صغيرة ٌ تلمّ ُأنفسَها

حول دوائر الدولةِ والسجون المركزية

مدنٌ ستوجَد بعد الآن أيضاً

يؤسسها الصغارُ للكبار

والكبارُ لموتىً عاقلين

تـُصَمَّمُ حولَ مسابحَ دائرية

كما في مدن القمار

تكون النوافذ ُفيها كنوافذنا

تضم عدالة َالأطلال

تخرج منها همومُ الكبار بانسحاب الأمل

وانسحاب الأقربين،

لكنه عصرُ فوضىً

بلا رجعةٍ منظورةٍ للصواب

عصرُ خراب النفس في النكبةِ الكبرى

وانتصار الخلل

يتململُ العقلُ فيه

وقلوبُ الطيبين أبناءِ القرى

ولا يُرتجى منه غير اتضاح الخراب

8
إذن ما أروع النسيانْ!

لأن تذكري لوجودي هنا بمنتصف الليل

يُضاعف الأحزان

فأعودُ إلى وطني الصغير في خد الوسادة

وطني المقدس كالإله

وطن ِالأحلام وأسرار الخرافة

وطن ٍما زال في كل عُمر ٍيُنـْبِتُ أسنانَ الحليب

ويعودُ بعد المشيب مراهقاً

لأشعار ٍبأوراق ٍخبيئة

متعصباً أعمى لأيام ٍ بريئة

فقد وضعتُ أزهى قناديلي في الحروف

لم تكن أوراقي مضيئة

لأني بعيد

فلما تمس الأقلامُ هذا النوعَ من الورق

يكون القلبُ قد تعالى ليمَسَّ الذكرياتْ

يقلـّبُ فيها حظه صفحة ًصفحة

باحثاً عن مفاتيح الفجر بين طيات الغروب

بألغاز أحزان ٍ

وموتٍ غريبٍ

مبكـّر ٍ

يحمل المعنى والطيوب

لكن الحبرَ تبخر في الظلام

والأوراق حيرى

تحت أجنحة الهبوب




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اللغة - 5
- الدين والجنون – 6 - المدينة – 4
- الدين والجنون – 5 – المدينة - 3
- حوارات من سِفْر التحدّي البدائي - 2
- ثلاث
- القرية - 79
- في اللغة – 4 – -المادة- و -المال- وأهون الشرين سياسياً
- في اللغة -3- ملاحظات للكتّاب العرب
- مندائيو المهجر – 2 – المفارقات ال-روحانية-
- مندائيو المهجر -1 - هل هم بحاجة الى مجلس -روحاني-؟
- عصر الرصاص 19-22
- المندائيون وقطيع دراور - 3
- العشب
- القرية – 78
- كبار منسيون -1- عبد وحواح
- القرية 77
- مظفر النواب - 1 - بدايات الفرار الدائم
- حوارات من سِفْر التحدّي -البدائي- - 1
- القرية - 76
- فتوى الشيخ عبدالله الداخل برجال الدين!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كم من ضَحَاكٍ بكى بنوروز – 2