أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق














المزيد.....


هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أهم سؤالين بات يطرحهما العراقي على نفسه وعلى صاحبه هما:
هل تقوم الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة, وهل سيتقسم العراق إلى دويلات ثلاث ؟!.
لغرض الإجابة على السؤال الأول أقول ان الحال الذي وصل إليها العراق سابقا لا يمكن مطلقا وصفها بالحرب الأهلية, فهي لم تقم بين السنة والشيعة بشكل عام لكي تطلق عليها هذه الصفة, بل أنها كانت تدار من قبل فئات سياسية إدعت أنها تمثل الطائفتين. صحيح أن المواطن العادي من الطائفتين كان ذهب ضحية لهذه الحرب, إلا أنها رغم ذلك بقيت تعبر عن مصالح السياسيين المتضادة لغرض الهيمنة على السلطة الجديدة, وقد رأينا كيف أن الكثيريين من أبناء السنة سرعان ما إنضموا إلى العملية السياسية وحاربوا القاعدة نفسها..
إذن ما حدث لم يؤسس لسابقة يمكن أن تتكرر مرة أخرى لكي تأخذ شكل الحرب الأهلية.. أما في المرحلة الحالية فإن العامة من الطرفين ليسوا على إستعداد لمواجهات من هذا النوع, وإذا ما حسبنا الأمر بدقة فسوف ننتهي إلى نتيجة أن ثقافة الوحدة والسلام بين الطائفتين هي الأقوى, خاصة وإن مفاسد النظام الحالي بشقيه لا يسمح بتمترسات ذات طابع مبدئي وأخلاقي. إن ذلك بالطبع لن يلغي تأثير حملات التجييش الطائفي التي تلجأ إليها هذه الأحزاب والشخصيات وإستعداد البعض للإلتحاق بها.
وإن كثيرا من قوى الشد والجذب التي تؤثر على هذا المشهد إنما يتأسس على عاملين أساسيين, أولهما العامل الإقليمي, وهو هنا ما سينتج من الحدث السوري ذاته. ولا أرى أن هناك إستعداد حقيقي من قبل (السنة) لحد الآن بالتناغم الميكانيكي السياقي مع الحدث السوري, رغم أن القوى المهيمنة على الحكومة تدفع بهذا الإتجاه, فالأمور رغم وجود كثير من العوامل المشتركة لن تكون تلقائية التطور. صحيح أن المحور الإيراني سيدفع بإتجاه ترتيب الساحة العراقية لتعويض الخسارة في سوريا, وهو قد بدأ هذا الدفع فعلا بما أسس للكثير من إحتدامات الداخل العراقي لتكوين مرحلة جديدة بشروط تتوفر فيها قدرة إحتواء قوة الصدمة السورية, غير أن إيران ليست هي اللاعب الوحيد في العراق, ولا بد من إدراك حقيقة أن قيمة العراق الإستراتيجية النفطية لدى الغرب وأمريكا سوف تمنع تدهور الوضع العراقي إلى حد قيام الحرب الأهلية مثلما سيكون لها أيضا تأثيرا كبيرا على مشروع تقسيم العراق.
ثمة حقيقة يجب أن ندركها بكل وضوح, وهي أن الجغرافيا الوطنية العراقية, شأنها في ذلك شأن الجغرافيات الوطنية الأخرى, ليست ملكا لأهل البلد وحدهم, وإنما هي في حقيقتها مقررة من قبل قوى دولية سيكون لها دورا كبيرا في تقرير بقائها موحدة أو تقسيمها على أطراف الصراع, وفي الحالة العراقية ذات الخزين والإمداد النفطي الإستراتيجي ستكون المهمة الأفضل هنا تجزئة الإرادات لا تجزئة الأرض.
في نهاية الأمر أعتقد ان لعبة القوى السياسية الداخلية سوف تجري في المساحة القريبة من حافة الهاوية, وأن أي إقتراب من حافة الهاوية أكثر مما هو حاليا سوف يضر كثيرا بمصالح قوى اللعبة ذاتها, ولذا فإن اللعبة سوف تستمر في هذه المساحة ذاتها للحصول على التنازلات المطلوبة, وسيكون من أهم فصولها هو تكييف العوامل الإقليمية والدولية لكي تبقى اللعبة ضمن هذه المساحة وسيسمح لأطراف الصراع أن تحصد أرباحها في هذه المساحة لا غيرها.
في النهاية سأقول أن الحرب الأهلية العراقية لن تقوم وذلك لإفتقادها للثقافة التي تؤسس لها أولا ولأنها ثانيا لا تحضى بقبول شعبي عراقي أو دولي, كما أن التقسيم العراقي الذي يجري الحديث عنه أو التهديد به هو في حقيقته تقسيما إيحائيا يجري تحت لافتة التهديد به للحصول على المكاسب الفئوية أو المذهبية أو القومية.
بالنتيجة .. بدلا من الحرب الأهلية سيكون لدينا دائما السلام المريض
وبدلا من تفتيت الجغرافيا هناك تفتيت الإرادة الوطنية إلى إرادات متصارعة.
وسيبقى الصراع مسموحا به ومرغوبا فيه.
على أن يجري في المساحة المجاورة لحافة الهاوية...
حيث السلام المريض وحيث الإرادات المتقاتلة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق