أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - في البدء كان الكلمة














المزيد.....

في البدء كان الكلمة


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 18:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقصد بالكلمة كلمة (كن فيكون) لأن الله إذا أراد أن يخلق شيئا من الأشياء ابتدأ بقوله كن فيكون، فهذه الكلمة هي بكر كل خليقة؛ وهي أول شيء يبتدئ الله به عند إرادته لخلق خليقة من الخلائق، فكلمة (كن) هي كلمة أزلية، كانت مع الله في أزليته، بها يحي ويميت، وبها يرزق ويفقر، وبها يخلق ويهلك، وبها يعز ويذل.. فكلمة (كن) لا أول لها ولا آخر؛ فهي قديمة من قدم الله، وهي أزلية من أزلية الله عز وجل..
(وكان الكلمة الله) يعني: أن الله عز وجل، لولا هذه الكلمة ما كان إلها يستحق الإلوهية، فالله لا يمكن أن يكون إلها حقيقيا بغير أن يكون له القدرة على قوله للشيء كن فيكون؛ (فكن فيكون) كأنها هي الله، والله هو الكن فيكون، فلا يمكن أن ينفصل احدهما عن الآخر.. بمعنى آخر: لولا قدرة الله على الأحياء والإماتة والرزق والحساب والثواب.. لم يكن إلها يستحق العبادة، فهذه الكلمة هي التي تفرق بين الإله الحق والإله الزائف، لذلك عندما ادعى نمروذ الإلوهية قال له إبراهيم عليه السلام، إن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر..
فكلمة (كن) لا يمكن أن تنفصل عن الله، لأنه بها يكون إلها حقيقيا، فهذه هي كلمة الحق، التي تثبت أحقية الله وصدقه على خلق هذه العالم، فهي كلمة الحق، التي تميز الإله الحق من الإله الزائف، وهي كلمة الحق التي بها خلق الله البشر جميعا، خلقني وخلقك، وخلق موسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم جميعا، كما قال في رسالة يعقوب: (شاء فولدنا بكلمة الحق)
ثم قال: (والكلمة صار جسدا وحل بيننا)، فالكلمة مكونة من حرفين هما الكاف والنون، يعني (كن) فصار هذان الحرفان جسدا، هما جسد ادم عليه السلام وجسد المسيح وجسد غيره من البشر، فالله يقوك كلمته (كن للشيء فيكون) فيتحول هذان الحرفان من مجرد حرف وصوت إلى إنسان من لحم ودم..
لكن ليس معنى أن (الكلمة صار جسدا)، أنها انتزعت هذه الكلمة من الله، فتحولت إلى جسد، ومن ثم انتزعت من الله كلمة (كن فيكون) لأنها تحولت إلى جسد، معاذ الله، وإنما الكلمة هي من ذات الله لا يمكن أن تنفصل عنه، لأنه بها يكون إلها حقيقيا، فهذه هي كلمة الحق، التي تثبت أحقية الله وصدقه على خلق هذه العالم، فهي كلمة الحق، كما قال في رسالة يعقوب: (شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه)، فالباكورة هنا معناها الأفضلية؛ ومعنى هذه الآية أن الله أراد أن يأتي البشر جميعا من هذه الكلمة، يعني كلمة كن، لكي يكون البشر، هم باكورة خلائقه، يعني أفضل خليقة من الخلائق.. أفضل من الجبال.. أفضل من الأشجار.. أفضل من البحار؛ كما قال تعالى (ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).

كذلك معنى (الكلمة صارت جسدا) هو معنى عام لكل خلق، فعلى سبيل المثال: كلمة الحب بين رجل وامرأة لابد أن تتحقق وتنمو من خلال الزواج، ويأتي الطفل كثمرة لهذا الزواج، فهنا الكلمة صارت جسدا.. وكذلك البغض والكره بين شخصيين، لابد أن يترجم إلى أفعال وسلوك في الواقع ومن ثم تقوم عداوات وخلافات وتصبح كأنها جسد منظور ومخلوق بينهم يمنع الوفاق.. لأن العداوة تجسدت وصارت جسدا يمنع من الألفة والود. فهنا الكلمة صارت جسدا، وهذا ما يقول عنه القرآن الكريم: ((ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)) فالكلمة الطيبة هنا صارت جسدا، يعني أصبح لها ثمار في الواقع يقطفها كل شخص.. وأيضا الكلمة صارت جسدا تتمثل في خلق الأرض نفسها، وفي خلق كل مخلوق على ظهرها وفي خلق كل طفل وكل عمل..



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجسد
- حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
- الصلاة الربانية وسورة الفاتحة
- في سيناء (سيرة ذاتية)
- السلام العالمي والإسلام
- غموض الشعر بين الحداثة ونظرية ابن خلدون
- أهل الكتاب
- السحر والعلم والشعر في سورة الشعراء
- مفهوم الحسنة والسيئة في الإسلام
- تأثر أحكامنا بالجمال
- الدروز في القرآن
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (2)
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (1)
- العلاقة بين الترجمة والتمثيل
- مفهوم الميثاق في سورة المائدة
- مفهوم الفتح في سورة الفتح
- التعرّف لا التعارف
- دوافع التطرف في العصر الحديث
- البهائية ونشأت العقائد الدينية
- كيف تنشأ العقائد الدينية (الشيعة نموذجا)


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - في البدء كان الكلمة