محمد الفيصل
الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 17:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرت علينا قبل أيام مناسبة كبيرة في تاريخ نقابة المحامين وعرس انتخابي بهيج شارك فيه محامو العراق من الموصل إلى البصرة وبأعداد غير مسبوقة في تاريخ النقابة لاختيار نقيب وأعضاء لمجلس النقابة ، ورغم أن هذه الانتخابات كانت نموذجا للديمقراطية والنزاهة والشفافية ، إلا أن الأهم من ذلك هو ما حملته في طياتها من نموذج حي للوحدة الوطنية ووحدة الكلمة بين أبناء العراق بمختلف قومياتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وميولهم ، فالمحامون في بغداد والموصل والبصرة وصلاح الدين وذي قار والأنبار وباقي المحافظات ، قد اجتمعت كلمتهم عند انتخابهم للنقيب بدافع المهنية الصرفة والحرص على ان تكون قيادتهم تعمل من اجل الجميع دون تمييز ، وبدافع المصلحة العامة التي طغت على المصالح الشخصية او الفئوية ، وهذا الأمر ليس بالمستغرب على شريحة المحامين وهم رجال القانون والعدالة والثقافة ، وما يدور في بالنا من سؤال هو ماذا سيكون واقع العراق لو ان النزاهة والشفافية في انتخابات النقابة قد انعكست على الانتخابات البرلمانية او انتخابات مجالس المحافظات ، وان الناخبين من أبناء الشعب عندما يكتبون أسماء مرشحيهم في الأوراق الانتخابية فإنما يكتبونها على أسس وطنية وليست طائفية او عرقية ، وماذا لو ان السياسيين يعلنون عن برامج انتخابية قوامها العمل والإعمار وليست قائمة على أسس بغيضة تهدم المجتمع وتؤدي إلى تفككه وإراقة دماء أبنائه ، هذه الأمور لو تحققت لوجدنا واقعنا الذي نعيشه قد تغير نحو الأحسن وأصبح العراق أكثر استقرارا ومستقبل أبنائه أكثر إشراقا ، لقد وجه المحامون درسا في الديمقراطية نتمنى لسياسيينا ان يستوعبوه ويدركوا معانيه خدمة لهذا الشعب وهذا الوطن .
#محمد_الفيصل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟