أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مختار سعد شحاته - مزاد علني














المزيد.....

مزاد علني


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 20:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سوق النخاسة:
يستغلون إنسانيتك وكل ما فيك، يستبيحونك حتى النخاع، لا لحظة ألم أو شفقة تطالهم، حتى فقرك المادي يتم استغلاله إلى أبعد درجة من الاستغلال، يستنزفونك إلى هذا الحد الذي لا تطيق معه مجرد رؤيتهم يتحركون أمامك، او حتى التلفظ بأسمائهم حول أذنيك. أنت لا تكرههم إنما تبغض كل ما دفعهم إلى هذا الاستغلال الذي ينتهي بعرضك في سوق نخاسة أحلامهم الوضيعة التي لا تتعدي بضع دراهم معدودة، هي بخس في كل الأحوال، هي محض دراهم سيُسلط عليها هؤلاء من عبدة الدرهم والدينار، فيعرفون كيف يفرغون جيوب أحلامهم تلك من كل العملات، ليعطونهم الفرصة من جديد لاستغلالك واستحلاب جانبًا آخرًا من جوانب الإثمار فيك، فيتم عرضك مرة في شكل كلمات، ومرة في شكل جسد، ومرة في شكل يثير الألم، وكله يتتابع غافلا عن عرض إنسانيتك التى يتم تعرتها كل لحظة بهذه العروض السخيفة التي صرت تتقنها دون أن تدري أنه يتم استغلالك لأجل تقديمها، لقاء أحلامهم الرديئة تلك.

أكره المزاد:
نعم، أنا لا أكرههم، فحقيقة الأمر أشفق عليهم قدر طاقتي التى تتبقى لدي بعد آداء كل عروضهم تلك في مزاد مزايداتهم واستغلالهم لكل ما هو إنساني وجميل، نعم لا أكرههم بل أكره أسبابهم للمشاركة في مزاد علني للمقايضة، وأكره أقدارهم الضيقة، وحجراتهم الفكرية الضيقة، وحجراتهم المعيشية الضيقة، وأرواحهم الضيقة، وقلوبهم الضيقة، وعيونهم الضيقة، أنا أكره الضيق فيهم إن لاح أو اختفى، فمقايضتهم زهيدة تبخس الحق لا عدل فيها، وأقدارهم فقيرة عن العطاء والمنح، وافكارهم تذبل قبل النضوج لكونها تربت في الضيق بعيدًا عن نور شمس حقيقية، وحجراتهم تضيق بالأجساد متى ترادفت؛ فتؤسس للطرد والعزل المبكر أو اختلاط مبتذل، فتعلم الروح فيهم كل أسباب الضيق فلا تغادر الجسد التى تسكن إلا مغادرتها الوحيدة والأخيرة، فلا خيال لها، وشتان ما بين الخيال والحلم، ولأن أرواحهم متصلت بسبب ما بروح الإله، وكونها محبوسة في جسدهم الصغير مقارنة بطبيعة الأرواح، فالأرواح تحب التمدد والانتشار على الدوام لا الاختزال والقصر، هكذا تم ضغط كل عضو في الجسد، حتى نال القلب من ذاك الضغط فضمر عن النشوء واكتفى بحجمه الصغير، الذي لا يتسع سوي لحلم او حلمين من احلام هؤلاء الذي تمرسوا في آليات الضيق الموبوء، لذا عيونهم ضاقت ان ترى أحلامًا بعيدة عن أحلام الجسد، فخبأ النور فيها وضاقت واكتفت ببصيص النور، لتدعي أنه القدر، وحكم القدر لا رجاء من تغييره متى نفذ.

أنا الآخر أخشى هذا المزاد الذي يحيط بحالي، فيضيق عن استيعابي يومًا بعد يوم، ويعرض كل البراح في داخلى في ساحة عرضه أو صالة مزاداته الضيقة، أخاف أن يحصرني المزاد، فأضيق، وتضيق حجرتي وفكرتي وقلبي وعيني وروحي، ويتوقف هذا القلب في داخلى عن النشوء، أنا أخاف هذا المزاد المستغل بلا هوادة، وأعجب من نداءاتهم وتصايحهم على عرضي في سوق النخاسة هذا المسمى بـ"الظروف"، أنا أكرهها تلك النخاسة كراهيتي لكل الضيق الذي تعودوه، ولكونه متناهيًا في الصغر ما يمكن أن تلاحظه. نعم، أكرهه، فضيقهم سجن، وأنا ابن البراح. نعم أكره الضعف والفقر والجهل والمرض والإحباط والرتابة والثبات والعادة بل كل المجتمعات التى تحوي بعض هذه الأسباب من ضيق هؤلاء الذين يجأرون بأصواتهم لعرض براحي في سوق نخاسة الضيق. أكره هؤلاء الذين تنادوا على براحي يطلبونه بسعر الضيق الزهيد.

نهايات كلها محسوبة:
أعرف أن للمزادات طرقًا خاصة في العرض، وفي التنادي على كل البضاعات، لكني لم أعد أجيد الدور كوني بضاعة، أنا لن أسمح بإلقائي في جُب الضيق، أنا اليوم أتمرد، أجمع شتات ثورتي الداخلية وحتمًا لابد أن أواجه،أنا اليوم فقط محصور بين الخيارات التي أعرفها ويعطيها لي بمنح جليل فضاء الخيال الذي أعرفه، أعرف كل النهايات التي ينبغي ان انتهي إليها في سوق النخاسة، وكل النهايات الآخر التي أخشاها متى انتفضت، أعرف تمامًا كل النهايات، ولا أختلف على كونها كلها صالحة لمثلي ممن هان في مزادات الضيق تلك، وأن المسميات الجديدة التي تُمارس لعرضي ما هي إلا تجديد عفن في آليات بيعي وشرائي، تمامًا كمومس تقف في بجاحة تعرض بضاعتها التي راجت وراقت، رغم الدنس، ولا تنسى في قرارتها انها تحمل بعض الألم كونها ممن تلقبوا بلقب ضحايا مجتمعات الضيق. أنا في أمس الحاجة كي أثور. كرهت مساحيق عطاء الزيف والبهرجة الاجتماعية في حجرات الأفكار والقلوب والعيون الضيقة، والتي لن تءسس سوى للأذي من مفتتح لمثلي كي يبدا كل صباح طقس دورانه واستعراضه على حلبة السوق والنخاسة اليومية. متي يجيء الخلاص؟! تلك نهاية منسية!.


مختار سعد شحاته.
"bo mima"
روائي.
مصر. الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة صعود إلى أعلى الدرج.
- راجع م السفر
- أحفاد القردة والخنازير.. حقيقة أم وافتراء؟
- حكاية النملة.. إلى النملة التي تحركت من فروة رأس الجد نحو وج ...
- امرأة كانت ذات يوم مراهقة محبب لها الفرح .. -قصة قصيرة.-.. ن ...
- مزج مقدس.. حالة من حالات الرجل. -نص أدبي-.
- جبريل لم يعد ملاكًا!! ولا أي إندهاشة.
- نِفيسة.. قصة قصيرة إلى نفيسة التي عرفتها، وعرفها نجيب محفوظ ...
- حلقة ذِكر.. قصة قصيرة.
- شعب الطُرشان
- -كليك يمين-. أنا افتراض؛ أنا موجود.
- حاجز الخوف.. كسرناه أم استبدلناه؟
- (ست-حكايات لحبيبي الذي يحب القهوة والأحلام تريحني، وحكاية لا ...
- (خريطة سكندرية خاصة)
- دماء على أسفلت التدين.
- من حالات ربٌّ يُحبُ النساءَ.
- رسالة إلي الشيخ -العريفي-.. أرونا فعلكم قبل خُطبكم الرنانة.
- الحمد لله أنها خلقت من ضلع أعوج.
- الجنة بين الحلم والخيال والواقع.
- .من تاريخ العُري الوطني.


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مختار سعد شحاته - مزاد علني