أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تشطير السودان..هم إضافي للعرب














المزيد.....

تشطير السودان..هم إضافي للعرب


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشطير السودان .... هم إضافي للعرب
أسعد العزوني
..وكأن الأجندة العربية وما أكبرها ،تنقصها مساحة لهم عربي جديد،هو السودان ،الذي تجزأ مبدئيا إلى جزئين بدون " ربيع سوداني"،بل قبل على نفسه طواعية الدخول في مرحلة التشطير، بموافقته على إتفاقية نيفاشا التي وقعت عام 2005،وكانت بطبيعة الحال بصياغة أمريكية.
الأخوة السودانيون في الشمال، من مسؤولين ومواطنين عاديين ،كانوا يبشرون ،بأن تداعيات هذا الإنقسام ستعود عليهم بالخير.وكم كانوا مقتنعين ومجمعين على ذلك ،وكأنه تعميم حزبي وزع على كافة الشماليين،إلى درجة أنني إلتقيت قبل سنتين، أكاديميين سودانيين في طهران ،وجرى بيننا نقاش مطول حول تشطير السودان ،وأيدوا بدورهم الإنفصال وتحدثوا عنه وكأنه حفلة عرس يجب الإحتفال بها.
كان السبب الوجيه ،هو أن الشماليين ،إعتقدوا أن إنفصال الجنوب ،سيعود عليهم بالأمن والأمان،وحتى السلم ،لأن قناعتهم ترسخت، بأن الحروب التي لم تنقطع منذ إستقلال السودان عن بريطانيا عام 1956 ،ستتوقف نهائيا،وسيتحمل الجنوبيون همومهم لوحدهم.
خلال زياراتي للسودان كنت ألتقي أخوة وأصدقاء من الإعلاميين والمثقفين والسياسيين ،وكنت أسمع ذات النغمة،وهي أن إنفصال الجنوب سيجلب السلم للشمال ،وأن ويلات الحرب ستنتهي،لكني كنت أخالفهم الرأي، نظرا لإعتقادي أن هدف التشطير سيعود بالمنفعة ليس على من تم تشطيرهم،بل ستكون جرة العسل ،لمن قرر التشطير ووقع عليه،ومهد له ،وأعني بذلك أمريكا التي شددت على حق تقرير المصير للجنوب في إتفاق نيفاشا 2005،وإسرائيل التي مولت وغذت الحرب الأهلية في السودان التي فجرتها منذ الإستقلال.
ربما كان مع الأخوة في الشمال كامل الحق في التفاؤل بنتيجة التشطير ،ويعود ذلك لحسن النوايا وطيب قلوبهم ،فهم لا يتعاملون بخبث مع الأحداث،ولا يحملون ضغينة لأحد ،حتى لو الحق بهم الضرر.
لكن عالم السياسة كما الغابة الموحشة،في الليل، لا يرحم ولا يضمن أحد فيها أمنه ولا سلامته،وهكذا كان وضع الشمال في السودان بعد إنفصال الجنوب.
أول خطيئة إرتكبتها" دولة الجنوب"،هي التشبيك العلني وعلى أرض الواقع مع " إسرائيل" ،إلى درجة أن المستثمرين ورجال الأعمال الإسرائيليين، باتوا يتحركون في جوبا عاصمة الجنوب بعلانية وحرية وبأسمائهم الصريحة،ناهيك عن البعثات الإستخبارية التي تتخفى بثوب التدريب والتأهيل ومنح الخبرة للجنوبيين.
أما الخطيئة الثانية فهي أن الجنوب ،أصبح مصدر شرور للشمال ،وعدنا إلى المربع الأول حيث الحروب والغزوات والتحشيد،وبتنا نرى اللقاءات الثنائية تطوف دول القارة الإفريقية ،وكان الشمال متساهلا مع " الأخوة الأعداء" ،لكن الجنوب كان يخرق الإتفاق، حتى قبل أن يجف حبره ،وتتبدد حروف المسؤولين وتصريحاتهم في الهواء.
رغم تساهل القيادة الشمالية في الخرطوم،إلا أننا رأينا تعنتا جنوبيا لا مثيل له،إذ كانوا يتصرفون وكأن وراءهم قوى عظمى ،ولعمري أنهم كذلك،لأن أمريكا وإسرائيل،معنيتان بعدم إستقرار الشمال ،وعدم نهضة الجنوب أيضا، لحاجة في نفس يعقوب قضاها،وقد تنفس الطرفان الصعداء عندما وافقت الخرطوم على إتفاق نيفاشا 2005.
أرض الجنوب ليست جرداء قاحلة ،ولا هي صخور سوداء لا حياة فيها ،بل هي أرض خصبة وخضراء يانعة ومطرها غزير ، ولديها ثروة حيوانية وسمكية هائلة ،وفيها ثروات لا تعد ولا تحصى أهمها النفط،علاوة على أن نهر النيل العظيم يمر منها بإتجاه الشمال ومصر.
لست راغبا في تقليب أوراق ملف،لكن الحقيقة يجب أن تقال ،وهي أن نظام الرئيس المصري المخلوع ،يتحمل كامل المسؤولية ،عما آلت إليه الأمور في السودان،وأنه ضغط على الخرطوم للقبول بإتفاق نيفاشا،ولم يقف مع الخرطوم في محنتها .
برز هذا الموقف المصري المستهجن منذ مجيء السادات ،الذي تولى زمام الأمور في مصر بعد وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر مسموما بالزرنيخ،وكرس ذات الموقف نظام مبارك المخلوع، الذي رفض التقارب مع الخرطوم ،كي لا تغضب منه واشنطن ،إلى درجة أنه رفض منحة شمالية لمصر وهي أرض مساحتها ملايين الهكتارات لزراعتها قمحا لصالح الشعب المصري.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل لن تضرب إيران..وهذه هي الأسباب
- اليهودية ديانة نعترف بها وليست شعبا
- حماية الصحافيين في زمن الحرب ..وماذا عن زمن السلم؟
- الإحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق..جردة حساب
- الجراد الذي يزحف على المنطقة منشأه إسرائيل!
- لا معتصماه ....لا تندهي!
- مبارك ومرسي..وجهان لعملة واحدة
- هاغل وزيرا للدفاع الأمريكي
- الجيش الأردني في الضفة الفلسطينية ..فخ إسرائيلي فإحذروه
- النسور قادم لولاية ثانية
- لم نعد نشرب قهوة الصباح على انغام فيروز
- تحول الرأي العام العالمي..لماذا؟
- العراق ..هل دخل مرحلة التقسيم؟
- ليفني إذ تقود المفاوضات...وعلى الأرض السلام
- فلسطينيا..التصعيد هو الحل
- السيد حمادي الجبالي ...كل الإحترام
- الجهاد في سوريا ..أفغانستان من جديد
- السلفية في مواجهة الإسلام السياسي
- خارطة طريق لإنجاح -الثورات- العربيةوعدم إختطافها!
- سوريا ..العقاب والحل


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تشطير السودان..هم إضافي للعرب