خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 07:55
المحور:
الادب والفن
قال لي أبي ،
لا تثق يابني الا في نفَسك الأخير،
فالنفس القادم قد يخونك ،
ويخرج كالزفير ،
قلت له :
لكن العطر يخون الوردة يا أبي ،
رد علي :
لا يابني العطر أنثى تقمصت دور الرجل ،
كي تلطف من وجوم الهواء ،
صار الهواء يابسا في وطني ،
كصخرة الغرباء ،
ورغم هذا الصمت المريب ،
تفر مذعورة لقالق الأعشاش العلوية من الضوضاء ،
لكني ان فقدت الثقة في غدي ،
سيفر مني يومي يا أبي ،
وليس علي أن أنتظر المساء ،
وأنا بي رغبة في رسم صورة النهر ،
وشم رائحة البحر ،
أعلم أن البحر ما يزال يتذكر رملي ،
الذي تركته بين ذراعيه ذات طفل ،
لقد حملوني يا أبي جبال الثقل ،
وكان علي منذ بتلات الياسمين ،
أن افكر في عشب الوطن ،
وأتعلم لغة السوسن ،
وأرتشف الأفق البعيد ،
وأرتجي حبا من غير وصل ،
وعلي أن اصلي صلواتي الخمس ،
كي يصلوا علي فقط حين موتي ،
أين ضاعت كل الطرق التي تقود الى القبر ؟
حتى أنت يا أبي تعلمت لغة النهاية ؟
أين أضعتم حروف البداية ؟
أخبروا هذه الغمامة ،
كي ترسل للبحر السلام ،
لم يصعد منه غير ملح ،
لأن بخار الماء عليه أن يفند كل الأكاذيب ،
ويرد التهمة لمن قرر اتهامه .
14--15--3--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟