أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى














المزيد.....

أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن ينقذ مصر اليوم إلا معارضة ثورية شجاعة قوية مبدعة إلي حد الجنون، والجنون هنا لا يعني إلا قمة العقل والعبقرية، إن النظام الحاكم الذي يجعل من العبقرية جنونا أو هيستيريا، لان العبقرية في الاساس احتجاج صاخب وثورة جذرية علي المجتمع والنظام الحاكم.
هذا النظام الذي يستشري فيه الظلم والفساد والكذب والخيانة والنهب والقتل والسحل والتعذيب، التي تتم تحت اسماء براقة خادعة مثل الدستور والقانون، والديمقراطية والضمير وحب الله والوطن والرئيس والجماعة أو الحزب والعشيرة تتمتع الثورة أو العبقرية بالوعي الحاد والبصيرة النفاذة والارادة القوية والثقة بالنفس، لهذا تصبح بالضرورة عدوا لدودا للنظام الحاكم، فيوصمها بالجنون أو المرض أو الهيستيريا لكن الثورة العبقرية والمعارضة الحقيقية لا تهتم بالشائعات والتهديدات لانها تفضل ان يصمها الاخرون بكل الموبقات عن ان تتخلي عن افكارها ومبادئها الاساسية الحرية والعدالة والكرامة تحاول النخب المصرية التي تربت في حضن السلطات وصعدت إلي الطبقات المستريحة إلي بلبلة الرأي العام، وتصوير الحالي الراهن علي انه ساقط ما بين غباء أو غيبوبة الحكم الاخواني وجنون او هيستيريا الثورة، لكن الحكم الاخواني ليس غبيا ولا في غيبوبة، بل انه يحسب مصالحه بالمليم ولن يتخلي عن مقعد قفز عليه إلا بالدم.
اما الثورة فهي ليست هيستيريا أو مراهقة أو طفولة فهذه هي الصفات التي تخلعها النخب الحاكمة علي اي امرأة أو رجل مبدع عبقري شجاع لايؤمن بالسير مثلهم جنب الحيط والتحول، والتكيف، مع كل حكم وسلطة خوفا من العقاب أو فقدان المكاسب، وقد نجحت الثورة المصرية في اسقاط رأس النظام وكان يمكنها اسقاط جسده ايضا لو انتخبت لنفسها قيادة ثورية ومعارضة قوية لا تتنازل في مواجهة البطش أو الاغراءات، ومضي عامان منذ فبراير 2011 وتعلمت المعارضة من اخطائها التي كادت تجهض الثورة لولا خروج الشعب إلي الشوارع والميادين، نساء وشبابا واطفالا ورجالا وعمالا وفلاحين وموظفين من كل فئات الشعب وشرائحه وعقائده واديانه، من اسوان إلي الاسكندرية وبورسعيد ومازالوا يخرجون وتراق دماؤهم كل يوم دون تنازل عن الأهداف والمبادئ.
مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة عمل ايجابي منطقي عاقل كان يجب ان يحدث منذ عامين، لكن المعارضة تخلت عن المنطق والعقل وسارت في ركب الحكم الجديد وشاركت في انتخابات متسرعة مزيفة قبل وضع الدستور الثوري الجديد وتنظيم القوي الثورية لنفسها واحزابها، فهل تتعلم المعارضة المصرية الدرس وتستمر في التصدي والثورة؟
انه الامتحان الأخير لهذه المعارضة وقدرتها علي الصمود وتوحيد صفوفها والالتحام بالثورة والشعب، بحيث تصبح المقاطعة تعبيرا واضحا عن ارادة شعبية جامعة وقوة ثورية شاملة في مواجهة النظام الحاكم الحالي، كما حدث في مواجهة النظام السابق، لقد ورث حكم الاخوان اساليب النظام السابق في الاعتماد علي الدعم الخارجي والاستجداء دون اباء، والضرب الداخلي والسحل دون حياء، واستخدام صندوق الانتخابات لاضفاء الشرعية علي انتخابات فاقدة الشرعية، وتزييف الارادة الشعبية، تحت اسم منافسة ديمقراطية، اي منافسة ديمقراطية دون حرية أو وعي او عدالة أو كرامة؟
ان نزاهة الانتخابات ليست مجرد الرقابة القضائية المحلية والدولية علي تجميع الأصوات من الصناديق وجمعها وعدها رقميا بل النزاهة تبدأ بالصدق والعدل في الحكم، وكشف كل الأوراق وسراديب اللعب السياسية والانتخابية التي تتم في الغرف المغلقة بعيدا عن الناس، النزاهة تبدأ بتوفير الوعي والمعرفة والحقائق والبرامج المدروسة للشعب كله والرأي العام، حتي يمكن لكل فرد ان يختار فعلا من يريده ومن يثق فيه بارادته الحرة الواعية، وليس من يقدم له رشوة أو خدمة أو وعودا كاذبة.
استطاعت جماعة الاخوان المسلمين القفز علي الحكم بسبب ضعف النخب المعارضة وتنازلاتها المتكررة وعدم تمسكها بأهداف الثورة، ومنذ سقوط مبارك في 11 فبراير 2011 تعاونت النخب المعارضة مع الاخوان المسلمين والمجلس العسكري، ونصائح الخبراء الأمريكيين والنفطيين، لاجهاض الثورة يوما وراء يوم، تحت اسم الوفاق أو التوافق أو الحوار أو التفاوض أو التصالح وغيرها من الكلمات الرنانة، انه الطريق الذي انزلقت فيه بلادنا إلي المأزق الذي هي فيه اليوم وليس امام المعارضة لانقاذ نفسها إلا مقاطعة الانتخابات القادمة بكل حزم وحسم، وتوحيد نفسها مع القوي الثورية في كتلة واحدة ضد هيستيريا الحكم الديني الذي يتخبط بين الامساك بالسيف في اليد اليمني واراقة الدم، وكتاب الله في اليد اليسري، وتلاوة المواعظ والقرارات اخر الليل، ثم استيراد قنابل الغاز الأمريكية لقمع الشعب بالملايين من خزينة الشعب الفقير الكادح، ويكرر الحكم الديني الحالي ما فعله الحكم المدني السابق بالحرف الواحد.
ايتها المعارضة المصرية تمردي وثوري لا تستكيني فليس امامك وقت للخنوع مرة اخري معارضة يعني شجاعة لا تخافي دفع ثمن الشجاعة، تعيشين مرة واحدة ادفعيها بقوة تصبحين جديرة بالمعارضة لا يغير العالم إلا المشاعر القوية الجامحة وليس الفاترة الباردة لا اقول لك اركبي حصانا مثل دون كيشوت وناطحي السحب لكن عليك إلا تستكيني وألا تخافي من الاتهام بالجنون كوني قوية لتكوني جديرة بالمعارضة فالمعارضة كالحياة، دراما قوية فيها دموع، ادفعي حياتك تعد إليك حياتك اجمل اقتحمي المجهول لا مستحيل في الثورة اغضبي وثوري، الثورة تجعل الانسان جميلا.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشباب وثورة النساء
- قناة فضائية للنساء فى تونس
- المسكوت عنه بطبقات الخوف
- إخراج الجن من أجساد البنات والأولاد
- عفة النساء والإبداع الغائب
- كلمة الحماية سيئة السمعة
- من شهيدات ثورة يناير ٢٠١١
- الثورة لا تعرف لغة السوق
- «لا أخاف النار.. ولا أطمع فى الجنة»
- لا يسير الأبطال تحت أقواس النصر
- ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟
- الصدق وإن أقبح يظل أجمل
- وجه المرأة دون نقاب.. دون ماكياج
- حين تكون السياسة إبداعاً وليست لعبة كراسى
- زيف التوافق والانتخابات والاستفتاءات
- الثورة المصرية مستمرة وتلهم العالم
- الترابط بين دماء الأمس واليوم
- عطب الجنس فى قمة النظام
- المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين
- مص دم الأطفال بالفم


المزيد.....




- -سي إن إن-: المناظرة الفاشلة لبايدن تحتم عليه إثبات نفسه في ...
- هنغاريا: لا خروج من الأزمة الأوكرانية بدون الحوار
- -حزب الله- يستهدف شمال إسرائيل والإعلام العبري يرصد الأضرار ...
- بوتين: روسيا وهنغاريا تواصلان العمل في مشروع المحطة النووية ...
- انتخابات بريطانيا.. ستارمر يشكل حكومة جديدة ويتعهد بتوحيد ال ...
- فوق السلطة- جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة يُقتلون ولا ...
- 7 شهداء في جنين والمقاومة تتوعد بالتصعيد في الضفة الغربية
- منير شفيق يروي قصة النضال الفلسطيني من عرفات إلى السنوار
- عاجل | وسائل إعلام عن مصادر أمنية إسرائيلية: مسؤول ملف الرها ...
- الكمائن.. قوة إستراتيجية في يد المقاومة الفلسطينية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوي - أيتها المعارضة تمردى ولا تستكينى