أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - كابوس السودان !














المزيد.....

كابوس السودان !


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان صديقي في إجازة سريعة للسودان لأداء واجب إجتماعي وهو يقيم خارج السودان وبعد قضاء واجبه اتصل بي وهو في حالة إستنكار وإستغراب ، وبدأ يتحدث بإنفعال واضح عن السودان والحال الذى وصل إليه البلد وما يعانيه المواطن من ألم ومرض وعدم توفر الخدمات الأساسية والغلاء ، وفوق كل هذا تحدث عن عدم المبالاه التي أصبحت ملازمة الجميع وكانهم ينتظرون يومهم فقط دون أي طموح ، وختم حديثه بقوله ( وأنتوا متين حتتخارجوا من كابوس السودان دا !! ) ..

نعم من حق صديقي أن يستغرب كيف نعيش داخل هذا الوضع فالجميع سواء ، من يملك المال ومن لا يملك فالكل يعاني من تردي كل شئ فمن يمتلك سيارة فارهة وجميلة سيجبر على قيادتها في طرق وعرة وحفر وترتوارات ومطبات كل عشرة أمتار فكل الطرق أصبحت بالية ويمكن أن تقع سيارتك في حفرة ولا مسؤول عن هذا الأمر ، والأمّر من هذا ما يعانيه المرضى في المستشفيات فحتى الأغنياء ومن يملكون المال الوفير ويذهبون للعلاج في تلك المستشفيات الجميلة والغالية السعر يقعون تحت مصائب التشخيص الخاطئ لتلك الأجهزة الملعونة والأمثلة لا تحصى ولا تعد ، والأدهي والأمر ما نسمعه كل يوم عن إبادة مواد غذائية منتهية الصلاحية بعد ضبطها في أفخم السوبر ماركت وسط الخرطوم فما بال تلك الدكاكين الطرفية البعيدة عن الرقابة المعدومة اساساً ، نعم هذا هو حال السودان بكل بساطة ..

ولصديقي أقول ، لا ترهق تفكيرك في البحث عن كيفية حياة سودانيو الداخل ، فنحن أصبحنا لا نستغرب عندما نجد أحدهم يسد الطريق بسيارته معطلاً شارع بأكمله ، وأصبحنا لا نبالي عندما تقف بصات المواصلات وسط الطريق لتنزيل ورفع الركاب ، ولا نبالي عندما نسمع عن مشاكل الخيار الذي تلوث كيميائياً ولا نهتم ولا نبالي عندما نعرف أن تلك الألبان السائلة التي تباع في كل مكان يضعون فيها البنسلين حتى لا تفقد سيولتها ونفقد نحن المواطنون مناعتنا بفعل كثرة تناول البنسلين المخلوط بتلك الألبان ، ولا نبالي أخي عندما نسمع وزير يتحدث عن أضرار البطاطس المجففة ( الشبس ) والتي تسبب السرطانان للأطفال والكبار بسبب تلك المواد المضافة إليها ، ولا نبالي عندما نسمع عن فساد أخلاق جزء كبير من هذا الشعب فنسمع عن إغتصابات بالجملة ، ورشاي وعمولات وإختلاسات ، عدنا لا نبالي عندما نسمع عن عاشق يطلق النار على عشيقته وعلى نفسه في الشارع العام وكأننا نعيش داخل روايات وقصص الخيال ، نعم أصبحنا لا نبالي من كل هذا ، والسبب إننا نريد أن نعيش ، نعم نريد أن نعيش ولو قليلاً بعيدا عن ( الضغط والسكري والفشل الكلوي ) ، نريد أن نعيش بعيداً عن الكلام في السياسة حتى نأمن شر البصاصين المنتشريين في كل مكان وكل زمان ..

صديقي العزيز ، المغترب وكل مغترب أرجو أن تكونوا قد فهمتم الرسالة ، وعرفتم لماذا أصبح الشعب لا مبالي ، ولا يتأثر بكل ما يجري من حوله ، أرجو أن تكونوا قد عرفتم بعض الأسباب فمن المستحيلات أن تعرفوا كل الأسباب ، لأنه وبكل بساطة المواطن ذات نفسه لا يعرف كيف يعيش ولماذا يعيش وماذا يفعل ، ومتى سينتهي هذا الوضع ومن المسؤول عن كل هذا الذي يحدث ، فتعجبوا إلى أن تعرفوا السبب ، فإذا عرف السبب بطل العجب !!

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستغلال على عينك !!
- لا للتفاوض .. نعم للحرب !!
- لا إحم ولا دستور !!
- أول الغيث .. الإضرابات !!
- ختان الإناث .. بطعم الألم !!
- إسلاموفوبيا ..
- لا إقصاء فى الدستور !!
- بعض أدلة الفساد !!
- مجاعة فى أحدث دولة فى العالم !!
- تبادل الإتهامات عوضاً عن الزهور !!
- تجارة العملة هل هي صناعة حكومية ؟!
- تعنت الطرفان فى حوار الطرشان
- رسالة عقار لأبوعيسى ..
- لكم دينكم ..
- لماذا التلكع ..؟
- ماذا ننتظر .. ؟
- مفاوضات الفارات الثلاث ..
- قمة بدون قاعدة ..
- الفجر الجديد .. أخطاء وتراجعات ..
- ميثاق الفجر الجديد .. وُلد بذات الملامح القديمة ..


المزيد.....




- إيران: قدمنا -عرضًا سخيًا- لإجراء مفاوضات مع أمريكا وننتظر ر ...
- تصعيد فلسطيني ضد هنغاريا بعد زيارة نتنياهو وانسحاب بودابست م ...
- الجزائر تقرر غلق مجالها الجوي أمام مالي
- استمرار جهود الإنقاذ وإزالة الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ...
- دراسة تكشف علاقة جديدة بين السوائل وقصور القلب
- دمار بالممتلكات في عسقلان بعد سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة ...
- RT ترصد آثار القصف الأمريكي على صنعاء
- بزشكيان: على واشنطن إثبات سعيها للتفاوض
- بعد قمة السيسي وماكرون والملك عبدالله.. بيان ثلاثي مشترك بشأ ...
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية في 8 أ ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - كابوس السودان !