أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المترددون والمتأكدون














المزيد.....

المترددون والمتأكدون


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 10:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دائما شعاري بأنني غير متأكدٍ من كلامي وأفعالي ويغمرني الشك في كل شيء بنفس الوقت الذي لا يزور فيه الشك أحدٌ من أهل بيتي ومحيطي الذي أعيش فيه..ومتردد..وأغلبية شيوخ الدين متحمسون جدا لنشر أفكارهم ومعتقداتهم ويسعون جاهدين إلى تعميق روح الإيمان واليقين عند كل الناس وإلى طرد الشكوك والأوهام بخالقهم عز وجل,بينما الأذكياء والعباقرة والملاحدة والعلمانيين مترددون في نشر أفكارهم ومعتقداتهم حتى أنهم يحاولون تخليص أحفادهم من حياة الشك والتردد الذي عاشوا ويعيشون فيه طويلا بعكس المؤمنين جدا بحيث يزرعون اليقين والإيمان المطلق في قلوب وعقول الأطفال الصغار فينشأ أمامنا جيلين متصاعدين واحد شكاك وظنان ومتردد والآخر متيقنٌ تمام اليقين..والغريب في الموضوع أن أغلبية الجهلاء لديهم حماس شديد وكبير لنشر جهلهم بين الناس وتجدهم متحمسين جدا للحديث عنه وللاعتزاز به بين الناس وحتى لإظهاره أمام أعين كل الناس وإشهاره في وجوه الناس مثلما يسحب الجندي بندقيته في نفس الوقت الذي يستحي فيه المتنورون من التعبير عن أرائهم حتى وإن تحدثوا عن الذي يؤمنون به تجدهم يتحدثون وهم مستحون جدا ,فأغلب هؤلاء الجهلة لا يترددون عن المضي قُدما في التحدث عن معتقداتهم ولا يخجلون من الطريقة التي ينشرون فيها أفكارهم ولديهم حماس ليس كمثله حماس حتى حينما يؤازرون مرشحا للنواب أو للرئاسة أو لزعامة الدولة تجدهم واثقون بأنفسهم وفي الشخص الذي يتشيعون له لذلك نحن نعيش في مجتمع عربي كل أفراده متحمسون جدا بسبب جهلهم لذلك كل المحيطين بنا هم جهلة وأغبياء جدا ويظهر هذا على سلوكهم وهم غير متشككين أو غير مترددين.

وهذا بعكس الأذكياء والعقلاء والعباقرة حيث دائما ما يبدون خجلهم من التحدث أمام الناس عن عبقريتهم أو عن طريقتهم في فهم التاريخ وقراءة الواقع وتحليله وتجدهم على الأغلب لا يسعون لنشر أفكارهم بنفس الجرأة التي يتمتع فيها الجهلة والأغبياء, إن هذه حقيقة لا مناص منها ومن فهمها بحيث كل جاهل لديه جرأة قوية وكل ذكي متردد وجبان ,وهذا مثل السباحة بحيث نجد الغطاس الماهر والسبّاح الماهر يخاف من الإبحار بعيدا ومترددا بنوله إلى أعماق المياه وذلك بعكس الجاهل في الغطس الذي لا يتردد عن الغوص والسباحة.
والأذكياء يخافون من الإيمان المطلق100% وغير متأكدين تماما من كل شيء ولديهم شكوك في معنى وجودهم في هذه الحياة وتغمرهم الفلسفة الوجودية بكل ما في تلك الفلسفة من معنى,فالجهلة غير مترددين والعباقرة أغلبيتهم مترددون جدا ويلجئون في أغلب الأحيان للمناورة بكل حذر قبل أن يتفوهوا بكلمة واحدة وللحديث بصورة غير مباشرة عن معتقداتهم وبصورة قوية جدا من عدم المباشرة حيث يلجئون إلى الترميز والتلويح من بعيد وتجدهم يخافون أو يخجلون أو حتى يستحون من أفكارهم ومن منظرهم وهم يتحدثون تماما كما يحدث معي وأنا أتحدث في بعض الأحيان مع الناس وأعتقد بأن الجهل والغباء هي سمة العامة من الناس الذين لا يؤمنون بالتغيير وبالتطوير وتجد أغلبية الجهلة مستعدون للتضحية بأنفسهم وبكل ما يدخرونه من دماءٍ ونقود في سبيل نشر جهلهم وغبائهم بين الناس وذلك بعكس الأذكياء.

وأنا مثلا أعتبر نفسي شخصية مترددة جدا كما تقول عني أجهزة الأمن الأردنية فلكل هؤلاء قناعة بأن جهاد العلاونه مثلا مترددٌ ولا تؤخذ أقواله على محمل الجد مطلقا ويعتبرونني مزدوجا في حين أنا شخصيا لا أختلف معهم إلا في نقطة واحدة وهي أنني متشككٌ جدا في كل شيءوهذا هو مبدأي في الحياة فأنا حتى الآن لا أومن إيمانا مطلقا في كل شيء أقوله وأنا فعلا شخصية مترددة على حسابها الخاص فلو مثلا دخلت المطبخ لأطهو لنفسي فنجانا من القهوة فإنني أقف في المطبخ متردد بين لا ونعم,وأحيانا أقول نعم وأحيانا أقول لنفسي لا وأحيانا تستمر معي هذه الحالة مدة طويلة من الزمن حتى تأتي زوجتي وتسألني:ماذا تريد أن تفعله فأقول لها أنني محتار بين القهوة وبين الشاي وفي أغلب المرات تطردني خارج المطبخ وتحسم المعركة بقرار قاطع ونهائي فتصنع لي قهوة أو شايا,وإن جلست أمام الكمبيوتر فإنني أجلس متردد بين أن أكتب أو لا أكتب وفي أغلب الأحيان أرتكب ما أفكر به وأقوم بتنفيذه وأنا ما زلت مترددا وغير مقتنعٍ بما أفعله, وأنا إن جاز لي التعبير عن شخصيتي فإنني أستطيع اتهام نفسي بأنها أو بأنني أتمتع بشخصية ذكية مترددة بسبب معرفتي وكشفي للأمور, حتى أن كل ما أومن به دائما أجد نفسي فيه مترددا جدا وفي كل شيء ولا أستطيع أن أتصرف كالجهلة وأن أقول بأنني مقتنع100% في كل ما أرتكبه من أقوالٍ وأفعال وآراء, وأنا شخصية كما قال المعري أبو العلاء عن نفسه:

غيرُ مُجدٍ في ملتي واعتقادي

نوحُ باكٍ ولا ترنم شادي.
إن الموضوع مختلفٌ جدا عن موضوع الإنسان أو الكاتب الذي ليس لديه مبدأ ثابت,فالموضوع أصلا متعلقٌ بالشك وليس بالإيمان المطلق فلا أحد لديه إيمان مطلق إلا أولئك الجهلة الذين يعتقدون بأنهم على صواب100% وبأن غيرهم على خطأ بعكسنا نحن الأذكياء والعباقرة الذين يشكون في كل شيء ولا يرتاحون من الظنون ليلا ونهارا,وكما قال أحد الفلاسفة الغربيين: الشك ليس عيبا أو قد لا يكون ظريفا ولكن الإيمان المطلق هو المخزي وغير الظريف مطلقا,فأن تكون شكاكا أعظم بمليون مرة ومرة من أن تكون مؤمنا بكل ما تقوله وبكل ما تفعله, نحن معشر الكتاب العلمانيين أو الملاحدة جميعنا لدينا شكوك كبيرة ومن النادر أن تجد فينا إنسانا واحدا متأكد من أنه على صواب وباقي الناس على خطأ, نحن لا نرحم أنفسنا بالشك وغيرنا يرحم نفسه بالإيمان المطلق كليا وينام وهو مستريح جدا على الآخر..وأنا وحدي أنام قلقا وأصحو قلقا.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة
- جهاد في عالم الضياع


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - المترددون والمتأكدون