قاسم الصافي
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 08:13
المحور:
الادب والفن
كعادتهم كل يوم وبعد آذان المغرب يتدحرجان سويا الى مقهى يقع في طريق عودتهم الى بيوتهم بنظاراتهم ذات الإطارات الذهبية وأحذيتهم اللامعة ، يضعا جسميهما بتثاقل على احد التختين اللتين تحويهما المقهى والتي اتخذت من على رصيف الشارع مكان لها لا جدران تميزها سقفها اعلان لاحد مرشحي الحكومة لدورة سابقة من الانتخابات بعد ان خسر الجولة اضطر ان يبيع صوره ليعوض بعض خسارته ، نظافة ابريقها الوحيد واكواب الشاي لاتدل ان هناك من زبائن كثر بعد ان بادرنا صاحب المقهى الشارع بالتحية وضع احدهم علبة سكائره على منضدة أمامه بعد ان استل واحدة منها ليزمها بين شفته ويشعلها بولاعته الذهبية مهموما قال بعد ان نفث سحابة كثيفة من دخان تلك السيجارة ، انه يخشى ان السيولة المادية التي بقيت في حساباته المصرفية قد لا تكفي لتجهيز حديقة فيلته الجديدة التي ابتاعها منذ فترة في الجزء الجنوبي من المدينة بمصابيح الإنارة وقد قدرها مهندس الكهرباء بثلاثة آلاف وأربعمائة واثنان وخمسون مصباح ثم أردف قائلا ان المسابح الثلاث قد كلفته الكثير مع ما صحبها من مشاكل عند إنشائها وملئها بالمياه فإرجاع فرس النهر الذي وجدوه بالصدفة في احد تلك المسابح الى انهار افريقيا قد كلف مبلغ طائل .
بعد ان مز رشفة من كوب الشاي الذي امامهم اكد صاحبه الذي يجالسه ان لاتحمل هما يا صديقي فالمال لم يشكل يوما هما وما في خزاني كأنما في خزائنك فبعد ان اكملت مهبط طائرتي الهليوكوبتر واصطبلات الخيول في أطراف قصري الريفي قررت ان انشأ حديقة للحيوانات لأمتع بها اطفالي لكن هيهات وصديقي بحاجة الى بضع مليارات يكمل بها احدى قصوره ، لا تحمل هم لذلك يا صاحبي بل لصاحب المقهى الذي يتجه نحونا .. فلم نعد نملك نقودا بعد ان اشترينا رغيف الخبز الذي أكلناه مع كوب الشاي .
#قاسم_الصافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟